بأي عيد ميلاد نحتفل؟!
لا أدري لماذا يطلب بعض المسلمين من الله الرب أن يكون هذا العام عام فرح وسرور يتبادلون فيه التهاني، وينشدون الأمان؟..
ولكن انتم أيها المسلمون تاريخكم هجري وليس ميلادي، لماذا تتمنون على الله السلامة والأمان بهذا اليوم الذي لا علاقة له بالله ولا بدينه بل هو يوم وثني من أعياد الأمم الوثنية التي يكثر فيها معصية الرب وسخطه وارتكاب كل الفواحش والموبقات والتحلل من كل القيم والاخلاق.
كيف يستجيب الرب لكم وهو غاضب في مثل هذه الايام وما يُنفق فيها من أموال على الحرام. مليارات الدولارات فقط على الخمور. وما يصاحبها من مجون وفسق وتدهور أخلاقي مريع. والإنجيل نفسه يشهد أن هذا اليوم هو عيد وثني يسجد فيه اليونانيون لإلههم (بعل) ورفض يسوع أن يحتفل به إنجيل يوحنا 7: 8 (أنا لست أصعد بعد إلى هذا العيد) وهو عيدٌ وثنيٌ بامتياز: (وكان أناس يونانيون من الذين صعدوا ليسجدوا في العيد).
إنجيل يوحنا 12.
ولكن يسوع بعدما انصرف الجميع إلى العيد صعد وحده إلى العيد. صعد متخفيا لا لكي يحتفل بالعيد بل صعد مستغلا هذا الحشد الكبير من الناس لكي يُلقي الحجة الأخيرة على الناس الذين كانوا يطلبونه ليقتلوه في العيد كما نرى ذلك واضحا في إنجيل يوحنا 7: 10 (حينئذ صعد هو أيضا إلى العيد، لا ظاهرا بل في الخفاء. ولما كان العيد قد انتصف، صعد يسوع إلى الهيكل، فتعجب اليهود قائلين: كيف هذا يعرف الكتب، وهو لم يتعلم؟ أجابهم يسوع وقال: تعليمي ليس لي بل للذي أرسلني. من يطلب مجد الذي أرسله فهو صادق وليس فيه ظلم. لماذا تطلبون أن تقتلوني؟ أجاب الجمع وقالوا: بك شيطان. من يطلب أن يقتلك؟ فنادى يسوع قائلا: تعرفونني وتعرفون من أين أنا، ومن نفسي لم آت، بل الذي أرسلني هو حق، الذي أنتم لستم تعرفونه. أنا أعرفه لأني منه، وهو أرسلني ونادى قائلا: إن عطش أحد فليقبل إلي ويشرب. من آمن بي، كما قال الكتاب، تجري من بطنه أنهار ماء حي).
لقد أبطل يسوع المسيح هذا العيد وقال لهم انتم تعصون الله ولا تعملون بوصاياه كما نرى ذلك في إنجيل يوحنا 7: 14 (أليس موسى قد أعطاكم الناموس؟ وليس أحد منكم يعمل الناموس).
ثم لما أتم يسوع الحجة بهذا القول نزل واختفى، لأنهم كانوا يطلبونه ليقتلوه: (فقال قوم من أهل أورشليم: أليس هذا هو الذي يطلبون أن يقتلوه؟وتشاوروا لكي يمسكوا يسوع بمكر ويقتلوه).
إنجيل يوحنا 7: 14 وإنجيل متى 26: 4.
ثم كيف يفرح الناس بهذا العيد وقد تم قتل يسوع المسيح فيه حسب رواية الأناجيل وهل يفرح الانسان ويسكر يرقص طربا بموت نبيه؟..
ولكن الذي رسّخ هذا العيد هم أصحاب الشركات والمصالح من البابوات الذين يجنون أموال طائلة خيالية من بيع تماثيل يسوع وتماثيل المغارة وشجرة عيد الميلاد وأشياء الزينة وكذلك شركات الخمور التي تبلغ مبيعاتها في هذا الموسم الذي يمتد لعدة أيام أكثر من (ثمانية مليارات دولار) حول العالم.
هؤلاء هم وراء ترسيخ هذه الجذور الوثنية في عقول الناس واضفاء القدسية عليها بالتعاون بين شركات الشر والرذيلة وبين البابوات الذين يُفتون بذلك ولا يهمهم من أمر دينهم إلا امتلاء جيوبهم بالمال السحت.
أنا لا أحتفل ولا أفرح بأمثال هذه الخرافات التي تُغضب الرب ولربما ينزل العذاب والأمراض وتحل الكوارث بسببها. لربما البعض يُهنأني عن طيبة قلب ولا قصد له إلا لكونه يفهم أن هذا اليوم هو عيدٌ مسيحي وأنا بحكم كوني مسيحية وأنا أتقبل ذلك منهم لكي لا أجرحهم لأني أعتز كثيرا بأصدقائي الذين اختاروني.
فليسمحوا لي أن أخدشهم من دون جروح.
فليسأل أي مسلم أولاده عن تسلسل أسماء (الشهور الهجرية) المتعلقة بهجرة نبيهم التي ذكرها الرب في القرآن، هل يعرفوها؟؟.. أليس إثم هؤلاء الأطفال يقع على أبويهم. لربما أهل السنة والشيعة بعضهم يعرفون فقط:
شهر الحج لأنهم يحجون فيه.
وشهر رمضان لأنهم يصومون فيه.
وشهر محرم لأنهم يلطمون فيه ويذكرون مصيبة القديس الحسين ولأنه شهر هجرة نبيهم.
ألم تكن الأشهر الهجرية هي التي أقرها المسلمون ابتداءا من الشهر الأول من السنة شهر محرم اعتماداً على السنة القمرية، لقول: (إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهراً).
آية 36 سورة التوبة.
وقوله: (يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج).
آية 189 سورة البقرة.
والأهلة هي بداية كل شهر بالهلال وبقي المسلمون يستخدمون هذا التاريخ إلى أن حل القرن الثامن عشر وفي أواخره جلب الإستعمار معه التاريخ الميلادي وفرضه على بلاد المسلمين، فالاستعمار خرج كما يزعمون، ولكنهم لا زالوا يتمسكون بمخلفاته.
فهل يعرف المسلمون إن التاريخ الميلادي تم التلاعب به على زمن البابا غريغوري الثالث عشر الذي كان على رأس لجنة حيث قام بتصحيح التقويم الميلادي فخلط فيه خلطا مريعا بين الأحداث فأولد مسخا من المناسبات لا يشبه بعضها البعض. (1) فعل ذلك وهو يعلم أن أغلب الأشهر الميلادية أسمائها بإسم آلهة الوثنيين الرومان أو قياصرتهم مثل يناير اسماً لأحد آلهة الرومان وكذلك فبراير ومارس وأيضا البابا يعلم أن أيام الأسبوع أيضاً تسمى بأسماء آلهة وثنية فالأحد سن ديي Sunday ) وهو يوم الشمس) والاثنين مَن ديي Monday ) يوم القمر). (2) أليس ما يقوم به المسيحيون والمسلمون ترسيخ للوثنية.. تحياتي
المصادر والتوضيحات ــــــ
1- التاريخ الميلادي بعد تصحيحه من قبل كلافيوس ويوهانز كيبلر، عمد البابا غريغوري الثالث عشر أيضا إلى اصدار التقويم الغريغوري بمعونة من الكاهن الفلكي كريستوفر كلافيوس ليتلائم مع عيد الفصح اليهودي حيث قال البابا أن اليوم التالي ل 4 تشرين الأول، 1582 سيكون 15 تشرين الأول 1582. فحلّ هذا الجدول الزمني محل تقويم جوليان. وقد اطلقوا على التقويم اسم التقويم الغريغوري وهو التقويم الذي يُعمل به حالياً أي (التقويم الميلادي).
2- تلاعب القياصرة والاباطرة كثيرا بالتورايخ فقد نقل يوليوس قيصر بداية السنة من شهر مارس إلى شهر يناير في سنة 45 ق . م وقرر أن يكون عدد أيام الأشهر الفردية 31 يوماً والزوجية 30 يوماً عدا فبراير 29 يوماً، وإن كانت السنة كبيسة يصبح ثلاثون يوماً. وتكريماً ليولوس قيصر سمي (الشهر السابع) باسم يوليو وكان ذلك في سنة 44 ق . م وفي سنة 8 ق . م غير شهر سكستيلس باسم القيصر الذي انتصر على أنطونيو في موقعة أكتيوم سنة 31 ق . م وأعتقد أنه الإمبراطور كايس أو اكتافيوس كايبياس الذي وهبه مجلس الأعيان لقب (أوغسطس) ويعني باللاتينية (المبجّل). ومن أجل مزيد من التكريم فقد زادوا يوماً في شهر أغسطس ليصبح 31 يوماً ق . م بأخذ يوم من أيام فبراير وترتب على هذا التغيير توالي ثلاثة أشهر بطول 31 يوماً (7 ، 8 ، 9) نتيجة لذلك أخذ اليوم الحادي والثلاثين من كل شهري سبتمبر ونوفمبر وأضيفا إلى شهري أكتوبر وديسمبر.
فهل يبقى بعد ذلك شك من أن ما يقوم به الناس من احتفالات مبني على تقديرات عشوائية لا وجود لها؟؟؟..
وسوم: العدد 701