اليسار دولة عميقة!
في تعليقه على البيان الرسمي لقمة البحر الميت 28؛ قال الشيوعي بسام أبو شريف القيادي الفلسطيني بالجبهة الشعبية: إن البيان تجاهل قيام عدد من الدول العربية بتمويل وتسليح الارهابيين الذين يحاولون تدمير سوريا وتمزيقها وذلك بالتعاون والتحالف مع اسرائيل وتركيا والولايات المتحدة وبعض الدول والمؤسسات الفرنسية خاصة المصارف التي تخضع لسلطة روتشيلد (وأهمها الفرنسية). واستشهد بما قاله أمير الكويت عن ضرورة تجاوز ما يسمى بالربيع العربي لأنه السبب في الاوضاع المتردية التي وصلت إليها المنطقة العربية. ورأى أن الأمير يقصد مخطط سيطرة الإخوان المسلمين ومن يمارسون جرائم الارهاب تحت علم الدين. وعدّ كلام الأمير إشارة مباشرة إلى أن ما يسمى بالربيع العربي كان من تخطيط وتنفيذ بعض الدول العربية التي أوصلت الأمور إلى التهلكة العامة مما يستدعي استخلاص العبر.
بسام أبو شريف ليس بدعا بين الشيوعيين وأشباههم في تأييد الديكتاتورية الدموية وخدمتها على مدار الساعة وتبرير طغيانها وإرهابها ومصادرتها لحق الشعوب في تقرير مصايرها ومستقبلها. والشيوعيون وأشباههم من ناصريين وليبراليين وأبواق كل العصور يتجاهلون أبسط الحقائق وأولها أن هؤلاء الطغاة هم من يمارس الإرهاب الأسود ضد الشعوب بالاستبداد والقتل وتكميم الأفواه وملء السجون بالأحرار، وممارسة أبشع أنواع التعذيب الذي تعف عنه الوحوش، وهم من يجأرون بهتافات تحرير فلسطين والمقاومة والممانعة، ومساء ينامون في سرير واحد مع اليهود الغزاة!
ومن أبسط الحقائق أن الشعوب العربية خرجت في عواصم الربيع العربي تنادي بالحرية والكرامة والحياة الشريفة، وأن الملايين الحقيقية - وليس الفوتو شوب - خرجت دون أن يحركها العدو الصهيوني وتركيا والولايات المتحدة وبعض الدول والمؤسسات الفرنسية خاصة المصارف التي تخضع لسلطة روتشيلد كما يدعي بسام أبو شريف؛ كانت الأمة تسعى إلى مشاركة شعوب العالم الحرة في حياة أفضل وأكرم من حياة العبيد، عبرت عنها كلماتهم البسيطة من قبيل: هَرِمْنا!
هناك حقيقة يتم تغييبها عمدا ويشير إليها كلام بسام أبو شريف، وهي دور بنوك روتشيلد اليهودية وخاصة في فرنسا، وتتعلق بتمويل الربيع العربي، فالرجل لا يملك دليلا على ذلك، ولوكان هذا الدليل موجودا لتم نشره على أوسع نطاق، وخاصة أن أبواق الطغاة تغطي كل بقعة في الأرض والجو وسطح الماء. لكن المؤكد أن هذه البنوك اليهودية مولت الثورة المضادة والانقلابات التي يُعدّ اليسار والشيوعيون في القلب منها، وقد اعترف قادة العدو النازي اليهودي في فلسطين المحتلة بإنفاق المليارات لوأد الربيع العربي والانقلاب على إرادة الشعوب ( راجع تصريحات الإرهابي اليهودي دوجان ورؤساء الموساد).
ومع أن بسام أبو شريف من الشيوعيين العرب، فهو يغيب الحقيقة المُرّة التي يعرفها من له أدنى دراية بتاريخ اليسار العربي، وهي أن اليهودي الخائن هنري كورييل هو الذي شكل الأحزاب الشيوعية في مصر والسودان والشام والعراق، وأن والده المرابي اليهودي، مع رفاقه اليهود المرابين أصحاب بنوك الرهونات في مصر هم من موّل العصابات والكتائب اليهودية التي حاربت الشعب الفلسطيني المسالم في فلسطين، وأن الكتائب اليهودية المسلحة استعرضت قوتها في شوارع الإسكندرية عام 1947 وهي في طريقها إلى فلسطين. وانتماء الشيوعيين العرب إلى الخائن اليهودي كورييل جعلهم يستنكرون دخول الجيوش العربية إلى فلسطين لحماية أشقائهم الفلسطينيين، ويرون الدفاع عنهم حربا قذرة، ويشيدون بتجربة الإرهابي دافيد بن جوريون الاشتراكية والنضالية!
للأسف فإن اليهودية النازية الغازية لم ترفق بالشيوعيين في فلسطين، أو غيرها، وكان بسام أبو شريف نفسه من ضحايا النازية اليهودية الذين نالهم تفجير من الموساد بطرد ملغوم في كتاب أطاح بإحدى عينيه وبعض أصابع يده!
لقد خان الشيوعيون وأشباههم ثورة الشعوب العربية العظيمة، وانقضوا عليها طمعا في مكاسب تافهة، جعلت من صبي هنري كورييل في مصر الرفيق حسن مثلا يغني للانقلاب على الربابة ليل نهار، ويخاطب قائد الانقلاب بسيدي الرئيس!
الشيوعيون وأشباههم أعداء الشورى أو الديمقراطية في بلادنا العربية، مع أنهم ينعقون بها ليل نهار، ويسمّون أحزابهم بها، وتثبت حياتهم اليومية وسلوكياتهم التطبيقية فصامهم الرهيب بين ما يدعون وما يفعلون، فضلا عن تبشيرهم بالديكتاتورية وتبرير جرائم الطغاة!
إن بشار الأسد من أشد الطغاة إرهابا ووحشية، ويكفي أنه يستخدم البراميل المتفجرة والكيماويات المحرمة (أحدث الجرائم في خان شيخون)، ويستعين بمن يحتل بلاده ليحافظ على الكرسي الذي يجلس عليه بعد أن ذبح أكثر من نصف مليون سوري، وهجّر أكثر من عشرة ملايين شرّدهم في بقاع الأرض يتكففون الناس، وفرّغ قلب سوريا من سكانها عقب تدمير بيوتهم ومؤسساتهم ومستشفياتهم ومساجدهم ومدارسهم وكلياتهم مما يفتح المجال أمام العدو الصهيوني ليصل إلى الفرات دون مشقات، ويحقق جزءا من الحلم الشرير، وهو أمر غير مستبعد في القريب العاجل، بعد أن يسحب الغطاء عنه ويحرقه!
أما كان بشار يستطيع لو بقيت لديه أثارة من ضمير أن يستوعب الثورة الشعبية السلمية بإصلاحات سياسية واجتماعية واقتصادية بدلا من قتل الأطفال ونزع أظفارهم واغتصاب النساء وهدم البيوت والمساجد والمستشفيات؟ أما كان يمكنه أن يتصرف في ذكاء مثل ملك المغرب الذي قدّم حزمة من التعديلات الدستورية أرضت الشعب إلى حد ما وجنبت بلاده أنهار الدم والمآسي التي صنعها الطغاة؟
إن اليسار تحول إلى دولة عميقة بل إلى ذيل للدولة العميقة كشفت تناقضاته وانتهازيته وولاءه أو تعصبه للفكرة الحزبية والأيديولوجية التي لم يبق منها للأسف الشديد غير المحاربة الخسيسة للإسلام والمسلمين.
لقد تحول اليساريون إلى مرتزقة يحجون إلى دمشق ودبي وأشباههما يقبضون ويستمتعون، ويعودون لعرقلة الديمقراطية وإذكاء نار القمع التي يمارسها الطغاة الانقلابيون في عواصم الربيع العربي ويشيدون بالمذابح الدموية الفاجرة، ويتحدثون عن النضال والحداثة التي تعني عندهم إلغاء الإسلام – الأديان الأخرى مقدسة!- ومدح السفور وذم الحجاب، والتغني بفصل الدين عن الحياة والإشادة بإبداع الإباحية والتسافل الخلقي والسلوكي!
مواقف اليسار وأشباهه في تونس والقاهرة وصنعاء ودمشق وبيروت والرباط والجزائر وبنغازي والخرطوم والخليج وتعطيلهم للديمقراطية وتأييدهم للاستبداد الدموي الظالم يؤكد أن ولاءهم لهنري كورييل والصهيونية يسبق كل ولاء، وأن وقوفهم إلى جانب السفاح بشار الأسد عار سيلاحقهم إلى يوم الدين.
الله مولانا. اللهم فرج كرب المظلومين. اللهم عليك بالظالمين وأعوانهم!
وسوم: العدد 715