المصلحة التبادلية بين نظام الأسد والكيان الإسرائيلي..هل انتهت؟
أعزائي القراء ..
لقد تبين للجميع وعلى مدى سبعين عاما ومنذ ان زرع الكيان الاسرائيلي في ارض فلسطين حتى الآن أن هناك استراتيجية ثابته لإسرائيل لم تتغير وان كان قد ادخل عليها تعديلات مؤخرا وملخصها أن ديمومة بقاءها يعتمد بالمحافظة على بقاء نظام عربي يمثل دور العدو الشرس لها ولم تجد افضل من النظام الاسدي المدرب على هذه اللعبة وذلك لتحفيز الغرب والعالم للوقوف دائما خلفها محذرة من هذا (العدو الوهمي) لاستمرار دعمها بكل الإمكانات المادية والتسليحية والسياسية والإعلامية .
وبنفس الوقت ترد إسرائيل الجميل لنظام الاسد حتى يحافظ على ديمومته بحصوله على دعم مزيف من شعوب عربية تظنه ببساطتها انه الأمل المرتجى في الصمود ضد إسرائيل, متناسين تعدد مؤامراته المشهودة على الفلسطينيين أنفسهم وطردهم من لبنان وسوريا ليتحولوا إلى شتات في دول العالم.
ولكن السؤال هو التالي :
هل مل العالم من مسرحية ميكي ماوس (الإسرا-اسدية) من كثرة عرضها على المسارح, فصار لزاما عليهم تغيير أصول اللعبة بإدخال عامل جديد هو الإرهاب ممثلا في الوقت الحاضر بداعش, وان نظام الأسد بالمسرحية المعدلة وبنظر إسرائيل والغرب هو الركيزة الأساسية لمحاربة الإرهاب والمصنع بتضامن مجموعة خبرات مكملة لبعضها ابتداءا من خبرات نظام الأسد مرورا بنظام الملالي وانتهاءا بخبرات أمريكية إسرائيلية؟
أعزائي القراء ..
نحن اليوم نقف عند هذه النقطة تماما رغم بعض التحركات الإيجابية الأمريكية , ولكننا بصراحة غير قادرين على فك رموزها , ويحتاج الأمر إلى وقت لفك طلاسمها.
ولكن وحتى إشعار آخر فإن السياسة الأمريكية تجاه النظام الاسدي برأيي مازالت تصب في عدم اتخاذ قرار جدي بالانتهاء منه ومن نظامه، فهذا النظام عودنا على التسليم لإسرائيل بكل ما تريد لجني فوائد مشتركة فعلى سبيل المثال كلنا يتذكر سنوات الاحتلال للبنان من قبل جيش الاسد إلا ان ذلك الجيش اختفى تماما من لبنان عندما دخل الاسرائيليون وتركه ومن فيه يواجهون مصيرهم، بل وقف جيش الصمود يراقب احتلال اول عاصمة عربية بيروت من دون ان يطلق رصاصة على المحتلين.
وخلال عقود الاحتلال السوري للبنان والاحتلال الاسرائيلي لجنوبه كانت هناك معادلة أخرى سميت معادلة "الخط الاحمر" التي رسمها الاسرائيليون للوجود الاسدي هناك واحترمها النظام ولم يمسها على الاطلاق. بل إن نوعية سلاح جيش الاسد وكمياته كانت خاضعة لتوافقات ضمنية. وعندما انسحب الاسرائيليون من بيروت عاد الجيش الاسدي المظفر للظهور، محاصرا الفلسطينيين مرة اخرى، ومشجعا على الانقسامات فيما بينهم، ثم ليخوض حربا بشعة ضد المخيمات ما زالت جروحها طازجة في الذاكرة الفلسطينية.
كل هذه المهارات الأسدية لقت تشجيعا من إسرائيل فقد حل الاسد بجدارة بدل جيش أنطوان لحد لحماية الكيان الاسرائيلي بينما كان الاسد يذبح في مسلخه اللبناني والسوري كل انسان يقول لا لمؤامرته مما ساعده على القضاء على كثير من معارضيه . وفي هذا الإطار كان بقاء احتلال الجولان ضرورة حياتية للنظام بسبب ما يوفره من مسوغات دائمة لقمع الداخل بدعوى ان "لا صوت يعلو فوق صوت المعركة" ولأن النظام مشغول في إحداث "التوازن الاستراتيجي" مع إسرائيل.
لنتخيل معا وللحظة لو ان الجولان لم يعد محتلا، وأنه عاد إلى سورية حربا او سلماً، فماذا يتبقى من شرعية او مسوغ للنظام؟ ولهذا فإن كثيرا من القراءات التي عملت على تحليل السلوك الاسدي حتى في المفاوضات السلمية بين سورية وإسرائيل كانت تصل إلى نفس النتيجة وهي ان التصلب الاسدي المتفق عليه مع إسرائيل هو مقصود دوما لعدم التوصل إلى اتفاق، لأن عودة الجولان وتحريرها سوف يكشف ظهر النظام ويفقده القضية الاساسية التي من دونها يفقد مبرر وجوده.
اخواني..
سواءا كانت محاولات النظام الفاشلة الاعتماد على الصمود الكاذب لإرضاء شريحة بدائية التفكير بالعالم العربي أو بالاعتماد على الصمود المطور بإضافة إليه بهارات الإرهاب لإرضاء الغرب وإسرائيل .
فإن النهاية اقتربت فكل هذه المسرحيات أصبحت جزءا من فلم خيالي.
وستقتنع امريكا عاجلا أم آجلا من أن لعبة الاسد انتهت ..
أما ترتيب البيت السوري بعد الاستقلال من حكم الأسد فهذه قصة أخرى تحتاج لمقالة اخرى..
تحياتي.
وسوم: العدد 716