الإعلان عن تأسيس المؤتمر الوطني
*سياسيون: الإعلان عن تأسيس المؤتمر الوطني الديمقراطي خطوة نحو زيادة الشرخ في صفوف المعارضة السورية*
*«القدس العربي»*
عبرت شخصيات سياسية سورية معارضة عن رفضها لإعلان تأسيس «المؤتمر الوطني الديمقراطي السوري» الذي يمثل طيفاً من المعارضة السورية، واعتبرت الخطوة أنها محاولة جديدة نحو زيادة الشرخ ضمن صفوف المعارضة، واتهمت في الوقت ذاته الشخصيات التي أعلنت وثيقة المؤتمر الوطني أنها تنفذ اجندات روسيا ونظام الأسد وتمتلك توجهات وأولويات تتنافى مع تطلعات وأهداف الشعب السوري.
وكانت شخصيات سياسية من منصات القاهرة وموسكو والرياض برئاسة هيثم مناع أعلنوا الأحد الماضي في العاصمة النمساوية فيينا، تأسيس «المؤتمر الوطني الديمقراطي السوري» بغرض إقرار وثيقة سياسية ترسم ملامح بناء دولة مدنية ديمقراطية والتأسيس للدستور السوري.
وقال الأمين العام لحزب التضامن السوري عماد الدين الخطيب: «انه كلما ظهرت بوادر او مؤشرات لحل الصراع في سوريا تفاجئنا بعض الشخصيات المريضة باطلاق كتلة سياسية او تيار، فمع انطلاق جنيف5 فاجأتنا مجموعة في جلها موالية للنظام وان اختلفت الوجوه باطلاق ما سمي بمنصة بيروت لتحسب نفسها على المعارضة في حين انها اقرب ما تكون للنظام السوري».
وأضاف في حديثه لـ«القدس العربي»، «ان ظهور الإرادة الدولية اليوم وتصميم الإدارة الأمريكية وبريطانيا للتغيير في سورية ورحيل الاسد نتفاجأ بانعقاد ما يسمى المؤتمر الوطني الديمقراطي السوري بزعامة هيثم مناع الذي غاب عن الساحة السياسية منذ زمن ويضم اشخاصاً هم بالاصل اعضاء في هيئة المفاوضات ووفدها المفاوض».
وحسب الخطيب فإن «قيادات التيار الجديد آخر ما يعنيها ويهمها انهاء معاناة الشعب السوري، فيما يتركز جل اهتمامها بحجز موقع او مكان لها بالحياة السياسية في سورية بعد رحيل الاسد.
وتساءل عن الجهة التي فوضت هؤلاء للادعاء بانهم مدافعون عن الشعب وثورته وهل المعارضة بحاجة إلى تجزئة أكثر مما هي عليه أم ان ظهورها في هذا التوقيت ورفض اندماجها مع التيارات او المنصات الأخرى من اجل اعطاء روسيا ونظام الأسد دعماً لمواقفهم التي يطالبون بها بوحدة فريق المعارضة المفاوض، مؤكدا ان ظهور تيارات جديدة للمعارضة في الوقت الراهن هو بمثابة منشطات للنظام ومثبطات للثورة».
ويرى المحلل السياسي إبراهيم الأطرش، «أن الحقائق الماثلة على أرض الواقع تشير إلى أن تشرذم المعارضة السورية بمختلف توجهاتها هو الذي قاد إلى بقاء نظام الأسد منذ انطلاق الثورة السورية في منتصف آذار عام ٢٠١١، وذلك بسبب الخلافات والتبعية التي اجتاحت صفوف قيادات المعارضة السياسة بسبب الصراع للوصول إلى السلطة».
واعتبر «الإعلان عن تأسيس المؤتمر الوطني الديمقراطي السوري برئاسة هيثم مناع محاولة للتغريد خارج سرب المجموعة السياسية التي تقودها الهيئة العليا للمفاوضات، بالإضافة إلى أن دلالات تصريحاتها تعكس مراجعتها لمواقفها السياسية السابقة».
يشار إلى ان «المؤتمر الوطني الديمقراطي السوري» الذي شارك فيه معارضون من منصات القاهرة وموسكو والرياض أقر في العاصمة النمساوية فيينا الأحد وثيقة سياسية تعبّر عن وجهة نظره للحل في سورية، حيث ترسم هذه الوثائق المسارات الأساسية لبناء دولة مدنية ديمقراطية والتأسيس للدستور السوري، ويرتكز الحل السياسي الذي تنص عليه الوثيقة المذكورة إلى ثلاثة مبادئ أساسية، تتمثل في التأكيد على مكافحة الإرهاب، وإغلاق كل فرص إعادة إنتاج الإستبداد، وحل قضايا التنوع وحقوق الفرد والجماعة تحت مظلة وحدة الوطن السوري وصولًا إلى التغيير الرشيد في سورية.
وسوم: العدد 716