نداء من " الإخوان المسلمون " لرأب الصدع والحفاظ على وحدة الصف
يقول تعالى {وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} ... الأنفال 45
تابعت جماعة " الإخوان المسلمون " - بكل أسف -التطورات الأخيرة على الساحة الخليجية والعربية، من قطع للعلاقات مع دولة قطر الشقيقة وما ترتب عليه من تمزيق لأواصر الأخوة بين شعوب المنطقة.
وجماعة الإخوان إذ تدعو الله سبحانه وتعالى أن يعجل بكشف هذه الغمّة ،فإنها تثمن التحركات السريعة التي بادرت بها دولة الكويت وتركيا وعدد من الدول العربية للعمل على إعادة العلاقات بين الأشقاء داخل البيت العربي والخليجي إلى سابق عهدها الأخوي .
وتدعو جميع العقلاء وأصحاب الرأي إلى ضمّ جهودهم إلى هذه الجهود الطيبة، سعيا للجلوس إلى مائدة الحوار وحلّ كافة الخلافات التي لن يخرج منها أي منتصر، بل ستدفع ثمنها شعوب المنطقة لصالح أعداء الأمة.
إن قطر ودول الخليج قد عرف عنها طوال تاريخها مناصرة القضايا العادلة والوقوف الي جانب الشعوب المقهورة وإحتضان أصحاب القيم والمبادئ.
وهذه الأزمة تضع الجميع أمام مجموعةٍ من التحديات ..
فهي تؤسّس لحالة غير مسبوقة من العداء بين دول الخليج ، وتمزيق أواصر الأخوة العربية والإسلامية بين شعوب المنطقة التي تجمعها الأرحام والأنساب والدين الواحد واللغة الواحدة والتاريخ والمصير المشترك.
كما أنها تؤدّي إلى إضعاف التركيز والاهتمام بالأزمات المشتعلة في سورية والعراق وليبيا واليمن وفلسطين، مما يقدم فرصة سانحة للأطراف المتحكمة أو المتوغّلة فيها لتحقيق ما تخطط له من فوضى أو توسّع أو تقسيم، وهو ما يزيد من معاناة شعوب هذه الدول ويضعها أمام مستقبل غامض.
وهي أخيراً تفتح الطريق لكارثة جديدة تضاف إلى الكوارث التي تعاني منها المنطقة، وللمزيد من الاستقطاب وخطر تشكيل محاور جديدة سيكون للأطراف المتربّصة بالمنطقة الكلمة الأولى فيها.
نسأل الله العظيم في هذا الشهر المبارك، أن يؤلّف بين قلوب العرب والمسلمين حكاماً ومحكومين وأن يجنّبهم الفتن ما ظهر منها وما بطن وأن يجمع كلمتهم ويبصّرهم بالحق والهدى.
والله أكبر ولله الحمد
الإخوان المسلمون
الثلاثاء 11 رمضان 1438 هجريا، الموافق 6 يونية 2017 ميلاديا
وسوم: العدد 724