أوروبا تتجاهل جرائم السيسي
أحمد منصور
الزيارة التي قامت بها الممثلة العليا للشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي كاترين اشتون للقاهرة يومي 10 و11 أبريل الجاري كشفت عن حقيقة الموقف الأوروبي مما حدث في مصر خلال الأيام الأخيرة من رئاسة مرسي لمصر والأسابيع الأولى من انقلاب السيسي عليه، فقد التقت اشتون خلال زيارتها الأخيرة قائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي المرشح للانتخابات الرئاسية دون غيره من المرشحين وقالت له «أن الاتحاد الأوروبي سيتابع العملية الانتخابية بكل اهتمام ونحن نعلم أن ترشحكم للرئاسة ليس سعياً للسلطة وإنما شعور بالمسؤولية».
هكذا ظهرت حقيقة أوروبا وموقفها مما جرى في مصر حيث أكدت اشتون من خلال الزيارات المتتالية الدعم الأوروبي الكامل للانقلاب الذي قام به السيسي على الرئيس المنتخب محمد مرسي، وقد عبرت اشتون صراحة عن ذلك بعد الانقلاب مباشرة حيث التقت بوفد يمثل التحالف لدعم الشرعية وأكد لي الدكتور محمد محسوب أن اشتون قالت لهم بوضوح تام بأن عليهم أن يقبلوا الواقع الذي فرضه السيسي عبر انقلابه، والآن عادت اشتون إلى مصر لتؤكد للسيسي دعم أوروبا له رئيساً متجاهلة كل الجرائم التي ارتكبها وأنه قام بانقلاب عسكري ضد رئيس منتخب بشكل ديمقراطي مما يؤكد أن كل ما تنادي به أوروبا من حقوق انسان وديمقراطية وغيرها هي مجرد شعارات جوفاء لا تتعلق بالعالم العربي وإنما هي للأوروبيين فقط، وقد أكدت اشتون خلال لقائها مع عمرو موسي على أن «الاتحاد الأوروبي يدعم خارطة الطريق» التي وضعها العسكر بعد انقلابهم على الرئيس المنتخب وهذا يؤكد دعم الانقلاب العسكري من قبل الاتحاد الأوروبي بل وأكدت اشتون على دعم الاتحاد الأوروبي للجرائم التي ارتكبها ويرتكبها السيسي بحق شعب مصر منذ قام بانقلابه حينما قالت «إن مصر لا تقف وحدها في مواجهة الإرهاب» ولا ندري أي أرهاب هذا الذي تتحدث عنه اشتون؟ وهل هناك إرهاب يجري في مصر سوى الإرهاب الذي يمارسه النظام الانقلابي ضد الشعب المصري مستخدماً كل أدوات البطش والإرهاب وتجاوز القوانين وكل الأعراف القانونية الدولية، لقد قتل وجرح من المصريين على يد السيسي وجنوده ما يقرب من خمسين ألف مصري وهناك حسب التقديرات شبه الرسمية من المنظمات الحقوقية حوالي خمسة وعشرين ألف معتقل بخلاف ما يقرب من مائة ألف اعتقلوا وأفرج عنهم معظمهم على ذمة قضايا، وهناك ممارسات غير إنسانية أدانتها المنظمات الحقوقية الغربية ومنها منظمات أوروبية وهناك تقارير صحفية أعدها صحفيون أوروبيون بنزاهة ومصداقية تدين تلك الجرائم التي ارتكبت وترتكب ضد الشعب المصري منذ انقلاب السيسي على الرئيس المنتخب في 3 يوليو الماضي، ومع ذلك تأتي السيدة اشتون لتقول بوضوح في زيارتها الأخيرة «أن الاتحاد الأوروبي مستمر في دعم مصر» وتضيف في كلامها للسيسي خلال لقائها به «الاتحاد الأوروبي سيتابع العملية الانتخابية بكل اهتمام ونحن نعلم أن ترشحكم للرئاسة ليس سعياً للسلطة وإنما شعور بالمسؤولية وهذا دائماً ما يصنع نماذج سياسية أفضل للشعوب «أي نموذج أفضل للشعب المصري هذا الذي يأتي به انقلاب عسكري؟، إن هذا الخداع والتدليس والتواطؤ من الاتحاد الأوروبي يعني أن الاتحاد الأوروبي شريك في كل الجرائم التي ارتكبت في حق الشعب المصري وإنه داعم رئيسي للانقلاب وكل خطواته».
الوطن القطرية 15/4/2014