حقوقيون يطالبون بتفعيل القضاء وسيادة القانون ومكافحة الفساد وتعويض المتضررين من الحرب لبناء السلام
(ألف باء) تختتم فعاليات الورشة التدريبية الخاصة بـِ (بناء السلام في سياق حقوق الإنسان) في عدن
أكدت المدربة المتخصصة ببناء السلم المجتمعي وفض النزاعات/آثار علي أن التدريبات المتعلقة ببناء السلام في سياق حقوق الإنسان مجدية بشكل كبير في مجتمعات تشهد نزاعات، وتكمن الفائدة منها في تغيير الأفكار والقناعات المتشددة، التي ترفض الآخر ولا تتقبل وجهة نظره أو رأيه، وتفرض معتقدات وآراء سياسية واجتماعية هدامة، كما أنها تعزز وتشجع على نبذ العنصرية والمناطقية، واستبدالها بالتسامح والتعايش والعطاء، وتنعكس إيجابيًا على المجتمعات المحلية برفع مستوى الوعي والتثقيف بمواضيع نشر ثقافة السلام ونبذ العنف والتطرف وفض النزاعات، والعودة إلى الحياة والبناء والتنمية.
جاء ذلك في تصريح لها على هامش فعاليات الورشة التدريبية الخاصة بـِ (بناء السلام في سياق حقوق الإنسان)، التي أقامتها مؤسسة ألف باء مدنية وتعايش في مقرها بمديرية كريتر، ضمن مشروع(حقوقيون لأجل السلام)، المنفذ بالشراكة مع مكتب المفوضية السامية لحقوق الإنسان UNHR في عدن.
استمرت الورشة التدريبية أربعة أيام متواصلة، بحضور ومشاركة 15 ناشط حقوقي وخريج كلية حقوق من جامعة عدن ومحامي تحت التمرين، من الجنسين، وسبق أن عقدت المؤسسة ورشتين تدريبيتين في محافظتي صنعاء وأبين خلال الشهر الجاري، واستهدفت في كلٍ منهما 15 ناشط حقوقي وخريج كلية حقوق.
زاهر الجنيد – ناشط حقوقي ومستشار قانوني، أحد المشاركين بالتدريب، أشاد بنوعية وقيمة المواد المقدمة، لما تمثله من رافد له على مستوى عمله، من مهارات التيسير المجتمعي وإدارة الحوارات، وقال: "إن الاستفادة من موضوعات التدريب تكون في مرحلة النزول الميداني وعقد لقاءات مع العديد من المكونات والشرائح المجتمعية، وتوعيتها بمقومات السلام، ومبادئ حقوق الإنسان، ومفاهيم التعايش المجتمعي والمواطنة وسيادة القانون؛ لتغيير الكثير من الأفكار السلبية والرؤى العنيفة التي أنتجتها الحرب"، من جانبها نوهت المحامية تحت التمرين/فاطمة خان إلى أهمية التدريب بالتوسع بمعرفة مبادئ حقوق الإنسان وكيفية إدارة الحوار بين مختلف أطياف المجتمع، مضيفةً: "منحني حافز لإحداث فارق في وعي المجتمع بتقبل واحترام الرأي الآخر، وأتوقع استجابة كبيرة منه، نتيجة حاجته له، وتطلعه لدور الشباب في بناء السلام".
وأهم ما خرجت به الورشة التدريبية من توصيات تمثلت بدعوة المشاركين إلى توعية طلاب المدارس والجامعات بمبادئ حقوق الإنسان في حالة السلم والحرب، وتضمينها في المناهج التعليمية، تفعيل المحاكم والنيابات العامة وأقسام الشرط ومكافحة كافة أشكال الجريمة، ضمان محاكمات عادلة وتنفيذ الأحكام الصادرة، الضغط على الدولة لتفعيل سيادة القانون، قيام الأجهزة الأمنية بدورها المناط بها كما يجب، فتح ملفات المخفيين قسرًا والمعتقلين تعسفيًا، تعويض وجبر ضرر أهالي الشهداء والجرحى والمتضررين من الحرب، خلق فرص عمل للجميع وتوزيعها بشكل متساوٍ، مكافحة الفساد الإداري والمالي في مؤسسات ومرافق الدولة، تقديم الحكومة تسهيلات لمنظمات المجتمع المدني، وبناء شراكة حقيقة وفاعلة معها، استهداف جميع شرائح المجتمع والفئات العمرية ببرامج التوعية ببناء السلام وفض النزاعات ونبذ التطرف، تنشيط مجال الحقوق والحريات في منظمات المجتمع المدني، تدريب وتأهيل خريجي الحقوق والمحامين تحت التمرين.
حضر اختتام فعاليات الورشة التدريبية كلًا من ممثل مكتب المفوضية السامية لحقوق الإنسان في عدن وأبين/ولاء طاهر، وكيل المحافظة للشباب/عبدالرؤوف زين، ومدير المشروع/بهية السقاف.
يُذكر أن المشروع المذكور آنفًا يُنفذ في ثلاث محافظات؛ صنعاء وعدن وأبين، ويستمر على مدى ستة أشهر، ويشمل ثلاث مراحل، ويتضمن تدريب بمبادئ حقوق الإنسان الداعمة للسلام، والنزول الميداني للتوعية بأهمية حقوق الإنسان للوصول لسلام دائم، والتوعية عبر (الميديا) بأهمية حقوق الإنسان لتحقيق السلام، وإنتاج فيلم وثائقي عن مراحل المشروع وقوانين حقوق الإنسان الداعمة لبناء السلام والتخفيف من العنف.
وسوم: العدد 736