المتوارون عن الولاء
معسول السلام، والترنّم بالوئام مع أعداء الله تعالى يخالف سنة التدافع والصراع بين الحق والباطل، ولن تجد لسنة الله تبديلاً. ورحم الله الأستاذ الكبير "محمد محمد حسين" حيث يقول: "وقد جرّبنا الكلام عن الإنسانية والتسامح والسلام، وحقوق الإنسان في عصرنا، فوجدناه كلاماً يصنعه الأقوياء في وزارات الدعاية والإعلام، ليَنْفُق ويروج عند الضعفاء، فهو بضاعة للتصدير الخارجي، وليست معدّة للاستهلاك الداخلي، لا يستفيد منها إلا القوي، لأنها تساعد على تمكينه من استغلال الضعيف الذي يعيش تحت تخدير هذه الدعوات، في ولاء مع مستغلِّه ومستعبده يستنفد طاقاته وقدراته في الأحلام بدل أن يوجهها لعمل نافع يحرّره من قيود ضعفه وعجزه.
ومن هذا العبث في تفسير نصوص البراءة من المشركين: دعوى بعضهم أن العداء والبراء لمجرد الكفر والشرك لا للكافرين ولا للمشركين... وهذه سفسطة مكشوفة ومكابرة ظاهرة؛ إذ الكفر والشرك وصف قائم بأشخاص وأنظمة ودول! وقد أمر الله تعالى في محكم تنزيله بالبراءة من الشرك وأهله، بل قدّم البراءة من المشركين على البراءة من معبوداتهم، قال تعالى على لسان إبراهيم الخليل عليه السلام: (إنّا بُرآءُ منكم وممّا تعبدون من دون الله). {سورة الممتحنة: 4}.
وقال تعالى عن الخليل إبراهيم عليه السلام: (فلمّا اعتَزَلَهم وما يعبدون من دون الله). {سورة مريم: 49}.
وسوم: العدد 736