هل يجرؤ الغرب على استعمال عبارة الإرهاب البوذي كجرأته على استعمال عبارة الإرهاب الإسلامي ؟؟؟
لقد سقط قناع البوذيين في ميانمار، وافتضح ما في عقيدتهم الوثنية من حقد أسود على من لا يعتقد اعتقادهم ولا يدين بدينهم عكس ما يدعون من تعاليم بوذا،علما بأن هذا الأخير الذي ينعت بالرجل المستنير كما يسمونه كان يدعو أتباعه إلى الكف عن القتل ،والكف عن أخذ ما لم يعط لهم ،والكف عن الكلام السيء، والكف عن السلوك المشين ، والكف عن المسكرات والمخدرات ، وباتباع هذه التعاليم يمكن القضاء على الأصول الثلاثة للشر وهي حسب بوذا الشهوة ،والحقد، والوهم . فلا شيء من هذه التعاليم توجد لدى البوذيين في بورما والذين ارتكبوا المجازر الرهيبة في حق مسلمي الروهينغا والتي صورت وسائل الإعلام فظاعتها ووحشيتها حيث حفرت الأخاديد لهؤلاء وأضرمت في أجسادهم النيران وهم أحياء يصطرخون فيها ،كما ربط بعضهم في أطر السيارات وأضرمت فيها النيران إمعانا في تعذيبهم ، وسحل البعض الأخر وهم أحياء ينظرون بلا شفقة وبكل وحشية تفوق وحشية الحيوانات الضارية ، وأحرقت على البعض الآخر بيوتهم فوق رؤوسهم ، ونال الجنود البوذيون من أعراض المسلمات بوحشية لا نظير لها، وما خفي ولم تصوره وسائل الإعلام أكبر وعلمه عند علام الغيوب جل جلاله . فأين هي تعاليم بوذا ؟ أين كف البوذي عن القتل ؟ هل يوجد أفظع من القتل الذي مارسه البوذيون في بورما على المسلمين ؟ وأين الكف البوذي عن أخذ ما لم يعط ؟ ألم ينالوا من أعراض المسلمات ؟ ألم يخرجوا المسلمين من ديارهم ويسلبوا أمتعتهم وأموالهم ؟ وأين كف البوذي عن قول السوء ؟ ألم ينل البوذيون من المسلمين بكل أنواع السوء، يتفرجون عليهم وهم يحرقون ونساؤهم تغتصب ؟ هل يوجد سلوك مشين كهذا ؟ وهل يرتكب مثل هذا السلوك المشين الذين لا يتعاطون المسكرات والمخدرات كما جاء في تعاليم بوذا ؟
فكيف لا يجرؤ الغرب على اتهام 30 مليون بوذي في العالم بالإرهاب، وهو الذي لم يتردد في الجرأة على مليار وثلث مليار مسلم ،واستعمل عبارة ا"لإرهاب الإسلامي "دون خجل مع أنه لا يوجد مسلم واحد تجرأ بالقول :"الإرهاب المسيحي" أو "الإرهاب اليهودي" مع أن الذين يمارسون التقتيل في البلاد الإسلامية ينتسبون إلى المسيحية واليهودية . ألم يغز بوش الابن باسم المسيحية العراق وأفغانستان على إثر أحداث الحادي عشر من شتنبر ، وعاقب المسلمين في العراق وأفغانستان عقابا جماعيا ودمر هذين البلدين معا دمارا شاملا ؟ ألم يهدم الصهاينة باسم اليهودية المنازل فوق رؤوس الفلسطينيين العزل في غزة ؟ إن ما فعله البوذيون في بورما ضد المسلمين لا يختلف عما فعله الغربيون وعلى رأسهم الأمريكان في العراق وأفغانستان ومازالوا يفعلونه فيهما وفي غيرهما ، ولا يختلف عما ارتكبه الصهاينة من فظائع ضد الفلسطينيين . إن الذين يمارسون هذه الجرائم ضد المسلمين سواء بوذيو ميانمار أو الغربيون أو الصهاينة كلهم يدعون أن تعاليمهم الدينية ليس فيها قتل أو اغتصاب أو اعتداء، وكلهم يدعون أن دياناتهم تدعو إلى السلام، بينما ينكرون على الإسلام أنه دين سلام كما يدل على ذلك اسمه وتعاليمه في كتاب الله عز وجل، وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم . ولا يقبل الغرب من مليار وثلث المليار مسلم براءتهم من العصابات الإجرامية التي تمارس العنف الأعمى باسم الإسلام ، علما بأنها عصابات صنعتها المخابرات الغربية من أجل استعمالها كذريعة لتشويه الإسلام من جهة، ومن جهة أخرى كذريعة للتدخل في بلاد المسلمين والاستحواذ على ثرواتهم وخيراتهم ،وتغيير أوضاعهم السياسية والإجتماعية ، ولكنهم في المقابل لا يقبلون أن ينسب العنف والإرهاب إلى البوذية أوالمسيحية أواليهودية مع أن الذين يؤذون المسلمين هنا وهناك ينتسبون إلى هذه الديانات . ومع تبني الغرب شعار الدفاع عن الأقليات العرقية والدينية ،فإنه لم يحرك ساكنا عندما اضطهد المسلمون في بورما . ومقابل التجاهل الكامل لهذه الأقلية المسلمة يطالب الغرب الدول الإسلامية باحترام الأقليات العرقية والدينية التي تعيش فيها، بل ويدافع حتى حقوق الجماعات المنحرفة أخلاقيا كالمثليين، والرضائيين، والمرتدين، والمجهضات ... وهلم جرا .
إن نسبة الغرب الإرهاب إلى الإسلام عبارة عن إساءة متعمدة وعن سبق نية وإصرار على ذلك ، مع العلم أنه المسؤول الأول عن العصابات الإجرامية التي تمارس العنف باسم الإسلام لتشويهه . وعلى الغرب أن يراجع حساباته ، فإذا كان لا يجرؤ على وصف المسيحية والبوذية واليهودية بالإرهاب مع أن الإرهاب يمارس باسمها احتراما للبوذيين واليهود والمسيحيين في العالم ، فعليه أن يسحب وصف الإسلام بالإرهاب، ويعتذر للمسلمين . وعلى الغرب أن يبادر بالتدخل في بورما لمنع المذابح ضد المسلمين إذا كان بالفعل يحترم الشعارات التي يرفعها في المحافل الدولية . وعلى الحكام المسلمين القيام بواجب نصرة المسلمين المستضعفين في بورما لأن ذلك يدخل ضمن مسؤولياتهم وفق دساتير بلدانهم التي تجعل الإسلام دينها الرسمي .وعلى الشعوب المسلمة نصرة ما أمر الله عز وجل بنصرته كل حسب وسعه وطاقته لتبرأ ذممهم أمام خالقهم اللهم هذا البلاغ فاشهد.
وسوم: العدد 738