تزوجوا فإن الزواج دواء لا يفسده داء
أمر على جمع من الشباب ارتفعت أصواتهم وهم يتبادلون الصيحات حول أيهم أفضل:
الزواج بالمرأة العاملة أو الماكثة في البيت؟، فيطلبون الرأي والنصح، فأجيب:
المرأة قلب رقيق يحتاج من يشاركه ويحفظه، فاتبع آثار القلوب واسمع لنبضات الصدور. تزوجوا التي إن ذكر إسمها تلعثم اللّسان، ودقّ الجنان، وارتبكت الأركان، وأمسى الرجل كالصبيان، وبقدر ما تعطي المرأة من حنان تعطيك خير ما في الوجدان، واسأل عن حبّها لك وشغفها بك وأنّك دنياها وآخرتها، حينها كن لها راعيا وخادما تخدمك للأبد. أحبها أولا وعش لأجلها ولا تقبل غيرها واجعلها تاجك ولتكن بعدها من تكون. ولن نتدخل بين القلوب، ونوصي بما يعزّز ويقوي.
سألني زميل فقال: "السلام عليكم سيدي، قرأت منشورك بخصوص دعوة الشباب للزواج وقد أعجبني كثير آخر ما قلته "تزوجوا فإن الزواج دواء لا يقربه داء" ، لكن بالنسبة لي عندي مشكلة كبيرة وهي أني خفت عندما تقدّمت لهذا الأمر لدرجة أني خطبت فتاة وبعد مدّة فصلت الخطبة كل ذلك خوفا من الزواج وبكل صراحة أخاف جدا من المسؤولية أخاف أن أكون مسؤول على عائلة وهذا الأمر بدأ يقلقني ... فالرجاء هل من نصيحة أستاذنا الفاضل".
أجيبه: وعليكم السلام، أشكرك على الثقة التي منحتنا إياها. ليس عيب أن يقبل الشاب على الخطبة ثم يتراجع ويدبر إلى أن يستقر على شاطئ يراه الأنسب والأفضل. ونصيحتي لك: الاقتراب من الذين يحبذون الزواج من خلال تجاربهم الناجحة والناجحين في حياتهم العامة، وأن تظل بعض الوقت مع الوالدين وستتحمل المسؤولية تدريجيا في انتظار أن تطير بجناحيك، وحاول أن تبتعد قدر ماتستطيع عن كل فاشل مثبّط للعزائم والهمم وكل أدرى بحاله وما يقيم صلبه. ولك مني بالغ التحية.
ختم الحوار قائلا: " بارك الله فيك أستاذنا الفاضل كلامك يبعث على الراحة والطمأنينة".
وعليه لزم التأكيد والتذكير أنّ كلّ من ينصح الشباب بعدم الزواج، لا يأخذ برأيه في دين ولا دنيا لأنه: أناني، ضيق الأفق، ويتمنى الشر لغيره، ولا يرضى الخير لبنيه، ويحاصر بالجفاف نبات صاعد، وكان عليه أن يسقيه بما يساعده على النمو والثبات، ويعينه بما تعلم وتلقى، ويدعو له بما يثبته ويرفع شأنه.
خذوها مني نصيحة أيها الشباب، وأنا أب لأربعة: تزوجوا فإن الزواج دواء لا يفسده داء.
والزواج كغيره من شؤون الحياة يعتريه ما يعتري الحياة من صعود وهبوط وهدوء وموجات ونسيم ورياح، والعاقل من يحسن التعامل مع جميع الحالات بما يملك ويقدر ويعتقد ويؤمن به.
وسوم: العدد 741