سلاح الكيان في مجازر الإبادة والتطهير العرقي
يعد الكيان الصهيوني الدولة العبرية المارقة من أكثر دول العالم بيعا وتصديرا للسلاح في المرتبة الثانية بعد الولايات المتحدة الأمريكية حيث يقوم الكيان سنويا بعقد العشرات من صفقات السلاح والصواريخ مع الدول التي يحدث فيها مجازر الإبادة الجماعية والتطهير العرقي بل إن الكيان يعمل على تأجيج الحروب والنزاعات في الكثير من المناطق العالم ؛ ومجازر الإبادة الجماعية التي حدثت أواخر القرن العشرين ثبت قطعا بالتحقيقات والبراهين قيام الكيان بتزويد مناطق النزاع والإبادة بمختلف أنواع السلاح حتى صناديق الرصاص كانت مكتوب عليها كلمات عبرية.
لقد تأسس الكيان الصهيوني على أرض فلسطين على مجازر القتل والإبادة الجماعية، ودماء أبناء شعبنا الفلسطيني حيث قتلت (إسرائيل) في نكبة فلسطين عام 1948م آلاف الفلسطينيين، وشردت قرابة مليون فلسطيني من أرضهم وديارهم وبعدها توالت المجازر من مجزرة دير ياسين وصبرا وشاتيلا وقانا ومجازر الحروب في غزة .
لقد كشفت حديثا تقارير إعلامية نشرتها صحيفة (هآرتس) العبرية أن الكيان قام بتوريد شحنات من السلاح إلى بورما التي يحدث فيها مجازر الإبادة الجماعية بحق مسلمين الروهنيغيا في ميمنار.
ويشدد كاتب المقال على أن الكيان الصهيوني من أكثر الداعمين بالسلاح لقتل المسلمين في ميمنار وهذا من أكدته حكومة بورما نفسها التي أعلنت رسميا استلامها سلاحا من الكيان خلال مجازر الإبادة الجماعية ضد المسلمين الروهينغا، و كشفت صحيفة ( هآرتس) عن قيام مؤسسة الصناعات العسكرية الإسرائيلية بتسليم الجيش البورمي شحنة أسلحة تحتوي على رشاشات ثقيلة ، وسفنا حربية من إنتاج مصنع (رامتا) الإسرائيلي، حيث وصلت السفن إلى بورما بحسب الصحيفة العبرية ترافقها قطع حربية إسرائيلية، و نشر سلاح البحرية البورمي على صفحته على الفيسبوك صور سفن الدورية الإسرائيلية الجديدة من طراز (سوبر دبورا 3) التي تنتج في مصنع (رامتا) الإسرائيلي للصناعة الجوية، وعلى متن السفن الحربية منصة إطلاق النار لشركة (البيت) الإسرائيلية حيث كشفت المصادر أن الكيان وقع صفقة من الجيش البورمي تقدر قيمتها بعشرات ملايين الدولارات.
وتحدثت صحافة العدو أن وزارة الحرب في الكيان تنوي إرسال شحنتي أسلحة إضافيتين للجيش البورمي خلال الأيام القادمة، حيث تشير مصادر إعلامية إلى أن قائد سلاح الجو البورمي زار الكيان أكثر من مرة خلال الأعوام الخمسة الماضية للتوقيع على صفقات أسلحة، كما زار قواعد سلاح البحرية في الكيان وسلاح الجو الإسرائيلي وكذلك شركتي (ألبيت) و(ألتا) العسكرية، و زار (ميشال بن باروخ) رئيس شعبة التصدير ألامني الإسرائيلي.
وقد بثت قناة الجزيرة قبل أيام تحقيقا تلفزيونيا مطولا حول صناعة والتجارة السلاح حمل عنوان ( جرب في ساحة المعركة) كشفت التحقيق المصور أن الكيان الصهيوني في مقدمة دول العالم صناعة للسلاح وتصدير للسلاح ويعمل الكيان على عقد مؤتمرات علمية عسكرية في (إسرائيل) لعرض الأسلحة الحديثة حيث يتم دعوة العشرات من الدول لزيارة المعرض وذلك لإبرام صفقات سلاح مستقبلا معها، فيما كشفت تحقيق الجزيرة عن قيام الكيان بتوريد أسلحة لمجازر الإبادة الجماعية في رواندا والبوسنة والهرسك التي حدثت في أواخر التسعينات من القرن الماضي.
وهناك ضجة إعلامية في الكيان ضد تزويد الجيش البورمي في السلاح لارتكاب مجازر الإبادة الجماعية بحق المسلمين هناك لان ذلك يؤثر على صورة (إسرائيل) المزيفة أمام منظمات حقوق الإنسان حيث قدم نشطاء حقوق الإنسان في الكيان دعوة قضائية للمحكمة العدل العليا الإسرائيلية ضد بيع الكيان السلاح إلى بورما وبقي قرار المحكمة العليا في الالتماس سرّيًا وفقا لطلب الدولة، وقد قالت صحيفة ( هآرتس ) في الكلمة الافتتاحية لها الأسبوع الماضي " لا توجد كلمات لوصف مدى العار في أن حكومة (إسرائيل) سلحت بشكل مباشر أو غير مباشر جيش بورما، في الوقت الذي يرتكب فيه تطهيرا عرقيا، ولعار (إسرائيل) فإن حالة بورما ليست استثنائية بل هي فقط الأخيرة في قائمة طويلة من الأنظمة الإجرامية التي ترتكب جرائم ضد الإنسانية، زودتها إسرائيل على مدى السنين بالوسائل القتالية، وأشركتها في تجربتها العسكرية، وبالعلم و بالتدريب ."
وقد كشفت صحيفة (الإندبندنت) البريطانية حديثا في تقرير صحفي أن الكيان الصهيوني يقف بشكل غير مباشر وراء المجازر التي ترتكب بحق أقلية الروهينغا المسلمة في بورما عبر بيع الأسلحة للجيش البورمي، و إن حكومة ( نتنياهو) الفاشية زودت بورما بـ ( 100 ) دبابة إضافة إلى قوارب وأسلحة رشاشة، وأشار التقرير أن إحدى الشركات في الكيان الصهيوني وفي (تار أيديال كونسبتس) تولت القيام بتدريب قوات الجيش البورمي الخاصة على عمليات القتل، حيث نشرت الشركة على صفحتها الالكترونية صورا تُظهر قيام فريقها بتدريب النخبة في الجيش البورمي على تكتيكات قتالية وكيفية استخدام السلاح.
إن الكيان الصهيوني على مدار تاريخه يحيا على الدماء والقتل والمجازر، وأيدي جنرالاته ملطخة بالدماء ليس على أرضنا المحتلة فحسب بل في شتى أنحاء العالم، والغريب أن المجتمع الدولي يصمت على هذه الجرائم دون كلمة أو بيان يستنكر تصدير الكيان للسلاح دعما لمجازر الإبادة الجماعية في أي مكان في العالم .
وسوم: العدد 744