هذا بيان لمغفلي داعش

داعش بالنسبة لي تنقسم إلى فريقين :

فريق من أهل الغفلة والجهل والحميّة الجاهلية للإسلام وأهله على غير فقه ولا علم ..

وفريق من شياطين غرف الاستخبارات الدولية ، عملاء مكلفون ، لا إيمان ولا دين ولا يقين ، بل بعضهم ليس بمسلم أصلا ، لا حقيقة ولا انتماء ، يرتكبون الفظائع والموبقات ويكلفون بها الأولين ، ويحملون مسئوليتها للإسلام والمسلمين ، للتشويه والتنفير ..

حديثي اليوم إلى الفريق الأول ( أهل الغفلة والحمية والجهل ) ..

يجتمع بضعة أشخاص من حاشيتكم ، على الأرض الروسية ، لتدبير عمل ، هو في فقهنا جريمة ، وفي فقهكم جهاد!! ، وعلى الرغم من شدة تكتمهم ، حتى يخفى أمرهم على المخابرات الروسية التي تحيط بهم عن أيمانهم وعن شمائلهم ...ينكشف الأمر للمخابرات الأمريكية على بعد الدار وشط المزار ..

لا تعتبوا علىّ قسوتي ، ولكن فكروا كيف حدث هذا ، كيف وصل أمركم إلى مستقره في واشنطن ، أهو شيطان مسيلمة تنزل على السي آي إيه أو أنه الاختراق الذي يدب في صفوفكم وعلى أعلى المستويات ، حتى تكونوا كالخشبة المصقولة في ظاهرها والسوس ينخر بنيتها ؟ أعظكم أن تقوموا فرادى ومثنى وثلاث ورباع وتتفكروا فيما أنتم فيه ، فيما صار إليه أمركم ، والأهم منه فيما جررتم من جرائر على أهل العراق والشام ، حتى أجلبتم أهل الشر عليهم ، وحميتم أهل الباطل بين ظهرانيهم ..

وإليكم في هذه العجالة أحد السيناريوهات المحتملة لما حصل وكيف حصل لعلكم تعقلون أو تذكرون ..

شيطان من شياطين السي آي إيه الذين يقودونكم ، ويخططون لكم ، اقترح عملية الهجوم على كنسية بطرس برغ ، وزينها بما يشعر به الكثير منكم ومن الشيشان الذين بينكم بشكل خاص من النقمة على الروس وعلى بوتين ، وحسب جهلكم فرح الكثيرون منكم بها ، ثم سار هذا الدعي باقتراحه خطوات على طريق التنفيذ ، وبكثير من المراوغة والمناورة ، والتواري مع شدة المتابعة أنجز الأمر وأحكمه ؛ فلما أصبحت العملية قاب قوسين أو أدنى من التنفيذ كان أمر الحسم بيد قيادة دائرته التي غرسته وموهته ومولته ومكنته وحمته ، وكان السؤال: هل تمضي العملية إلى غايتها ويسجل الأمريكي اختراقا على النظام الأمني الروسي ، وتشد أذن بوتين ، كما حصل عندما ضحت بجنرال روسي في سورية ، أو تكشف العملية وتسلم مجموعة المغفلين ، وهم على كل حال أموات ، فيسجل الأمريكي يدا عند الروس ، فيشكر بوتين ترامب عشية إعلان الأخير عن روسية دولة عدوة ..

في لعبة مخابراتية دولية قذرة ما يستطيع فرد أن يحيط بأبعادها ..ولا أن يحصي كل طرائقها

رسالتي هذه إلى المغفلين من الدواعش ليست تقريعا وزجرا عن الاستمرار في طريق الغواية فقط وإنما هي دعوة لكل شاب مسلم استهوته الشياطين ، وأضله المجرمون أن يراجع حساباته ، وأن يتوقف عن ممارسة دور الأداة الرخيصة بيد عدوه ..

أما رسالتي إلى غير المغفلين : وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ.

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 751