لي إليك حاجة رفعتها إلى االله
يروى أن أعرابياً وقف على علي بن أبي طالب رضي االله عنه فقال: إن لي إليك حاجة رفعتها إلى االله
قبل أن أرفعها إليك، فإن أنت قضيتها حمدت االله تعالى وشكرتك، وإن لم تقضها حمدت االله تعالى
وعذرتك، فقال له علي: خط حاجتك في الأرض، فإني أرى الضر عليك، فكتب الأعرابي على الأرض
إني فقير فقال له علي: يا قنبر؛ ادفع إليه حلتي الفلانية، فلما أخذها مثل بين يديه فقال:
كسوتني حلة تبلى محاسنها فسوف أكسوك من حسن الثنا حللا
إن الثناء ليحيي ذكر صاحبه كالغيث يحيي نداه السهل والجبلا
لا تزهد الدهر في عرف بدأت به فكل عبد سيجزى بالذي فعلا
العمدة في محاسن الشعر وآدابه-ابن رشيق القيرواني 8
فقال علي: يا قنبر، أعطه خمسين ديناراً، أما الحلة فلمسألتك، وأما الدنانير فلأدبك، سمعت رسول االله
صلى االله عليه وسلم يقول: " أنزلوا الناس منازلهم" وقيل لسعيد بن المسيب: إن قوماً بالعراق يكرهون
الشعر، فقال: نسكوا نسكاً أعجميا".
***(العمدة في محاسن الشعر وآدابه).
ابن رشيق القيروان
وسوم: العدد 923