اللغة الإنكليزية
إن اللغة الإنكليزية فيها ..
حروف تُكتب ولا تُقرأ،
وحروف تُقرأ وهي غير مكتوبة،
وحروف تُقرأ مرة شيئاً ومرةً شيئاً آخر،
ولا بد لكل طالب لهذه اللغة من أن يتعلم
كيف يكتب كل كلمة فيها،
ثم يتعلّم كيف تُلفظ،
وهي بعدُ لغةٌ سماعية ..
لا يطَّرد فيها قياس
ولا تُعرف لها قاعدة ...
وهي على هذا الضعف وهذا العجز وهذه المعايب كُلّها ..
قد سَمَتْ بها هِمَمُ أهلها، حتى فرضوها على رُبع أهل الأرض وأنطقوهم بها ..
ولغتنا العربية ..
وهي أكمل لغات البشر
وأجودها مخارج
وأضبطها قواعد،
ذات القياس المُطَّرد
والأوزان المعروفة
.. قد أضاعها أهلها وأهملوها،
لم يكفهم أن قعدوا عن نشرها وتعليمها الناس كما فعل أجدادهم من قبل،
بل هم قد تنكَّروا لها وأعرضوا عنها،
وجَهِلَها حتى كثير ممن يدرسها ...
العربية في خطر يا أيها العرب ..
إن اللغة العربية ..
مُعجزة الذهن البشري
وأعجوبة التاريخ في عصوره كلّها ...
هل في الدنيا لغة يستطيع أهلها اليوم أن يقرأوا شِعرها الذي قيل من أربعة عشر قرناً
فيفهموه ويَلَذُّوه كأنه قيل اليوم ؟
أفليس حراماً أن نُضَيِّع هذه اللغة الأصلية العظيمة
ويفرض الإنكليز لغتهم التي لا أصل لها، على رُبع العالم ؟! ..
أليس حراماً أن يكون فينا من الخوارج على لغتنا مَنْ ينصر العامية المسيخة أو يكتب بها ؟
أليس حراماً أن تسير على ألسنتنا مئات الألفاظ الأعجمية الفرنسية والإنكليزية
ننطق بها تَظَرُّفاً أو تَحَذلُقاً
وعندنا عشرات الألفاظ التي ترادفها وتقوم مقامها ؟!!
فيا أيها العرب عودوا إلى العربية فتعلموها وحافظوا عليها وانشروها وأخلصوا لها؛
فإن من العار علينا أن تكون لنا هذه اللغة ونُضيّعها.
كتابه: فِكَر ومباحث
وسوم: العدد 926