الاستشراق البريء
29تموز2022
محمود محمّد شاكر
[من كتاب: "رسالة في الطريق إلى ثقافتنا" – محمود محمّد شاكر]
الاستشراق، من فَرْع رأسه إلى أخمص قدميه، غارقٌ في "الأهواء". والثقافة الأوروبية والحضارة الأوروبية تستقبل "الأهواء" بلا نكير ولا أنَفَة، بل هي تسوّغ استعمال رذيلة "الأهواء" في الدنيا وفي الناس بلا حرج، لأنها حضارة قائمة على المنفعة والسلب ونهب الأمم وإخضاعها بكل وسيلة لسلطانها المتحضّر!! والدلائل على ذلك لا تَخفى على بصير ذي عينين تُبصران، فهي تسوّغ ذلك في العلم وفي الثقافة وفي السياسة وفي الدين وفي كل شيء، ما دام جالباً للمنفعة أو دافعاً للمضرة، بل تسوّغها أيضاً في الدعوى الغريبة العجيبة التي لم يسبق لها مثيل في تاريخ الأمم، دعوى أنها "حضارة عالمية"، وفحواها أن العالم كلّه ينبغي أن يخضع لسلطانها وسيطرتها، ويتقبّل برضى، غطرستها وفُجورها الغنيّ الأخّاذ الفاتن!.
وسوم: العدد 990