القدس قضية كل مسلم
إنه عنوان كتاب للدكتور يوسف القرضاوي، وهو عَلَم لا يحتاج إلى تعريف. وقد نشرت "حصاد الفكر" عرضاً مختصراً للكتاب، نقتطف منه هذه العبارات:
1- قضية القدس ليست شأناً فلسطينياً أو عربياً فقط، ولكنها قضية تهمّ كل مسلم، وعلى المسلمين أن يهبّوا لإنقاذ القدس والأقصى من المخططات الصهيونية التي تعمل على تهويد المدينة وهدم المسجد.
2- أخبر النبي صلّى الله عليه وسلّم أن القدس أرض جهاد ورباط فقال: "لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين حتى يأتيهم أمر الله وهم ظاهرون". رواه البخاري ومسلم. وفي رواية مسلم: "لا تزال طائفة من أمتي قائمة بأمر الله، لا يضرّهم مَن خذلهم أو خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم ظاهرون على الناس". وفي رواية في مسند الإمام أحمد: "فقيل: مَن هم يا رسول الله؟ قال: هم في بيت المقدس".
3- تمارس إسرائيل سياسة التهويد أمام مرأى ومسمع العالم كله دون وجود رد فعل قوي لوقفه. وإن الوهن الذي أصاب العالم الإسلامي ناتج عن حب الدنيا وكراهية الموت. وهذا الأمر لن يستمر، فالأيام دول، ودوام الحال من المحال. ولا بد للمسلمين أن يمتلكوا إرادة التحدي والتحرر من اليأس والضعف، والثورة على المذلة والهوان.
4- اليهود اغتصبوا فلسطين بدوافع دينية بزعم أنها أرض الميعاد، والإسلام أوجب علينا الجهاد لتحريرها، وأن نحارب أعداءنا بمثل ما حاربونا به، فإذا حاربونا بالتوراة حاربناهم بالقرآن، وإذا رجعوا إلى التلمود رجعنا إلى البخاري ومسلم، وإذا قالوا: هيكل سليمان، قلنا: المسجد الأقصى.
5- الحكم الإسلامي لفلسطين بدأ منذ أربعة عشر قرناً على يد الفاروق عمر ولم يكن في القدس يهود، حيث أنهى الرومان أي وجود لليهود قبل الفتح الإسلامي بأربعة قرون، وأقرّ الفاروق لبطريرك القدس شرطه وهو ألا يساكنهم فيها أحد من اليهود. واستمر هذا حتى عام 1917م حيث خضعت للاستعمار البريطاني.
6- والوعد الديني الذي يزعمه اليهود فهو، إن صح، وعد مشروط بأن ينفذوا عهود الرب. ففي إنجيل متّى (7:3) خاطب يوحنا المعمدان بني إسرائيل: "يا أولاد الأفاعي". ويسوع نفسه قال لهم في إنجيل متّى (31:23): "فأنتم تشهدون على أنفسكم أنكم أبناء قَتَلَة الأنبياء، أيها الحيات أبناء الأفاعي، كيف تهربون من دينونة جهنم".
والقرآن الكريم أخبر أن الأرض لعباد الله الصالحين وليس لعرق دون عرق: (ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون). {سورة الأنبياء: 105}.
واليهود منذ القدم يمارسون العدوان والقسوة، حتى سمّتهم التوراة: "الشعب الصلب الرقبة"!. وخاطبهم القرآن الكريم: (ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة). {سورة البقرة: 74}. ومجازرهم في دير ياسين وصبرا وشاتيلا والحرم الإبراهيمي... شاهد على عدوانيتهم. وهم يحلمون بمزيد من التوسع من النيل إلى الفرات، ولا يلتزمون بعهد أو ميثاق أو خُلُق. وقد عبّر بن غوريون عن أطماعهم فقال: "الدولة الصهيونية تطمح أن تشمل حدودها جنوب لبنان، وجنوب سورية، والأردن، وسيناء".
بل إنهم يفرقون بين يهودي ويهودي، فاليهودي الأوروبي أرقى من السيفارديم أو اليهودي الشرقي، ويهود الحبشة، عندهم، أدنى مرتبة.
7- وقد أدرك العالم، من ثقافات مختلفة، خطر اليهود. ففي مسرحية تاجر البندقية لشكسبير فضح لأخلاقهم، والرئيس الأمريكي فرانكلين أصدر سنة 1789م وثيقة تحذر الأمريكيين فقال: "هناك خطر عظيم يتهدد الولايات المتحدة، وهو خطر اليهود. ففي كل أرض حلّوا فيها أطاحوا بالمستوى الأخلاقي وأفسدوا الذمة التجارية. فإذا لم يبتعدوا عن الولايات المتحدة بنص الدستور فسيتمكّنون في غضون مئة عام أن يحكموا شعبنا ويدمّروه... ولن تمر مئتا عام حتى يكون مصير أجيالنا العمل في الحقول لإطعام اليهود".
* * *
وأخيراً يوصي الدكتور القرضاوي بأهمية استمرار ثورة المساجد أو الانتفاضة المباركة، ورفض التطبيع مع العدو، وفرض المقاطعة الاقتصادية لإسرائيل ومَن يساندها، وتوحيد كلمة العرب والمسلمين، وإعلان إسلامية المعركة.
(كَتَبَ الله لأغلبن أنا ورُسُلي. إنّ الله قويٌّ عزيز). {سورة المجادلة: 21}.
وسوم: العدد 1058