يرثي فيها أولاده الخمسة
08تشرين22008
أبي ذؤيب الهذلي
يرثي فيها أولاده الخمسة
لأبي ذؤيب الهذلي
أمـنَ الـمنون وريبِها قـالتْ أميمةٌ ما لجسمِكَ شاحباً أم مـا لجنبِكَ لا يلائمُ مَضجعاً فـأجـبـتُـها: أمّا لجسمي أنّه أودى بَـنـيّ وأعقبوني حسرةً سـبقوا هوايَ وأعنقوا لهواهمُ فـغبرتُ بعدهُمُ بعيشٍ ناصبٍ ولـقد حرصتُ بأنْ أدافعَ عنهمُ وإذا الـمـنيّةُ أنشبتْ أظفارَها فـالـعـينُ بعدهُمُ كأنَّ حداقها حـتـى كـأنّي للحوادث مروةٌ وتَـجـلُّـدي لـلشّامتينَ أُريهُمُ ولـقـد أرى أنَّ البكاءَ سفاهةٌ والـنَّـفـسُ راغبةٌ إذا رغبتَها كمْ من جميعِ الشَّملِ ملتئم القوى فـلـئنْ بهمْ فَجعُ الزمانُ وريبُه | تَتوجَعُوالدَّهرُ ليس بِمُعتبٍ من مـنـذ ابتذلتَ ومثلُ مالِكَ ينفعُ إلا أقـضَّ عليك ذاك المَضجعُ أودى بَـنيَّ من البلادِ فودّعوا بـعـد الـرُّقادِ وعبرةً ما تُقلعُ فـتخرّموا ولكلِّ جنبٍ مَصرَعُ وإخـالُ أنّـي لاحـقٌ مُستتبعُ فـإذا الـمـنيّةُ أقبلتْ لا تُدفعُ ألـفـيـتَ كـلّ تميمةٍ لا تنفعُ سُـملتْ بِشوكٍ فهي عورٌ تَدمعُ بـصفا المَشرِّقِ كلَّ يومٍ تُقرعُ أنّي لريبِ الدّهر لا أتَضعضعُ ولـسوف يُولَعُ بالبُكا من يُفجعُ وإذا تُـردُّ إلـى قـلـيلٍ تقنعُ كـانـوا بعيشٍ ناعمٍ فتصدَّعوا إنّـي بـأهـلِ مـودّتي لَمُفجَّعُ | يَجزعُ