سيد قطب يُحذّر من القطب الأحادي - الامريكي - !؟
سيد قطب
يُحذّر من القطب الأحادي -الامريكي-!؟
محمد الحسناوي
رحمه الله
[ أُعيذ البشرية أن يستبد بها الصلف الأمريكي السخيف ، وويل للبشرية يوم ٓ يوقعُها سوءُ الطالع في ربقة هذا الصلف الأمريكاني ، بلا قوة في الأرض تُخشى ، ويُعمل لها حساب !؟ ] ( سيد قطب )
في كتاب : السلام العالمي والإسلام ، للكاتب سيد قطب - طيّب الله ثراه - فصل مفقود ، انتبه إليه أستاذنا الأديب الراحل محمد الحسناوي - رحمه الله - يُعٓدُّ قراءة إسلامية سياسية للواقع العربي والإسلامي والدولي بشكل حيّ وآني ، على الرغم من أنه كُتب في الأربعينيات أو الخمسينيات من القرن الماضي ، وهو يتوقع سقوط الاتحاد السو فيتي ، كما يُحذّر من خطر انفراد أمريكا بالساحة الدولية !
يقول السيد : إنه ليس من مصلحتنا نحن ، ولا من مصلحة الإنسانية أن تتغلب أحدى الكتلتين على الأخرى ، وتمحوها من الوجود محواً ؛ فنحن في دور استكمال وجودنا الطبيعي في الحياة ، واستنقاذ مصالحنا المغصوبة بأيدي المستعمرين ، ليس من مصلحتنا أن تُهزم الجبهة الشرقية هزيمة نهائية ، ولا من مصلحة الإنسانية كذلك . وإن وجود هذه الكتلة بهذه القوة في هذه الفترة لهو إحدى الضمانات ، لنستخلص هذه الحقوق يوماً بعد يوم ، كما أنه الضمانة المؤقتة للبشرية ألا تسيطر عليها قوى الاستعمار الجائرالغاشم الظالم !؟
بل يذهب الاستبصار الرباني بالمؤلف إلى حد تصوير الغطرسة الأمريكية التي نواجهها ، وتواجهها معنا البشرية جمعاء ، فيقول : على أنني أعيذ البشرية أن يستبد بها الصلف الأمريكي السخيف ، الذي قد لا يقاس إليه الصلف البريطاني ذاته في أرض المستعمرات . إن عداوة الأمريكي للملونين عداوة بغيضة كريهة ، وإن احتقاره للملونين لتهون إلى جانبه تعاليم النازية ؛ وإن صلف الرجل الأبيض في أمريكا ليفوق كل ماكانت تتصوره الهتلرية !؟
ثم يُحذّر من أن تدور رحى المعركة الكونية المدمرة في أرض غير أرض الكتلتين : إنها ستدمر مواردنا نحن ، وتحطم حياتنا نحن ، وتدع أرضنا بلقعاً خراباً يباباً ... وسواء علينا أنتصرت هذه أم انتصرت تلك ، فسنخرج نحن من المعركة فتاتاً وحطاماً! سنكون نحن تلك الفئران الصغيرة لتجارب القنابل الذرية والقنابل الهيدروجينية !؟
وتزداد خطورة هذا القسم المحذوف الذي نبّه إليه أستاذنا الحسناوي ،والذي يُبيّن فيه سيدقطب - رحمه الله - طريق الخلاص ، إذ يقول : إن طريق الخلاص هو أن تبرز إلى الوجود من أرض المعركة المنتظرة كتلةٌ ثالثة تقول لهؤلاء وهؤلاء : لا لن نسمح لكم بأن تديروا المعركة على أشلائنا وحطامنا . إننا لن ندعٓ مواردنا تخدم مطامعكم ، ولن ندٓعٓ أجسادنا تطهر حقول ألغامكم ، ولن نسلمكم رقابنا كالخراف والجِداء !؟
كتاب ( صفحات في الفكر والأدب )