قطوف من القصص والفوائد والغرائب
[ قصة شيخ الأندلس بقي بن مخلد ، والأسير ]
قال الذهبي : ( ذكر عبد الرحمن بن أحمد ، عن أبيه : أن امرأة جاءت إلى بقي ، فقالت : إن ابني في الأسر ، ولا حيلة لي ، فلو أشرت إلى من يفديه ، فإنني والهة . قال : نعم ، انصرفي حتى أنظر في أمره . ثم أطرق ، وحرك شفتيه ، ثم بعد مدة جاءت المرأة بابنها ، فقال : كنت في يد ملك ، فبينا أنا في العمل ، سقط قيدي . قال : فذكر اليوم والساعة ، فوافق وقت دعاء الشيخ . قال : فصاح على المرسم بنا ، ثم نظر وتحير ، ثم أحضر الحداد وقيدني ، فلما فرغه ومشيت سقط القيد ، فبهتوا ، ودعوا رهبانهم ، فقالوا : ألك والدة ؟ قلت : نعم ، قالوا : وافق دعاءها الإجابة .
هذه الواقعة حدث بها الحافظ حمزة السهمي ، عن أبي الفتح نصر بن أحمد بن عبد الملك ، قال : سمعت عبد الرحمن بن أحمد ، حدثنا أبي .. فذكرها ، وفيها : ثم قالوا : قد أطلقك الله ، فلا يمكننا أن نقيدك . فزودوني ، وبعثوا بي ( .
سير أعلام النبلاء / للحافظ الكبير ابي عبدالله الذهبي / ج13 ص290
[ القرآن أساس الفصاحة ]
قال جلال الدين السيوطي : ( قال ابن خالويه في شرح الفصيح : قد اجمع الناس جميعاً ، أن اللغة إذا وردت في القرآن ، فهي أفصح مما في غير القرآن ؛ لا خلاف في ذلك ) .
المُزهر في علوم اللغة وأنواعها / جلال الدين السيوطي / ج1 ص213
[ حلماء العرب ]
قال أبو عبيدة : ( حلماء العرب : قيس بن عاصم المَنقري ، والأحنف بن قيس السعدي ، ومعاوية بن أبي سفيان ، وأسماء بن خارجة الفزاري ، وعامر بن شراحيل الشَّعبي ، وسوَّار بن عبدالله العنبري . ومن الموالي : عبدالله بن عون ، لم يغضب ولم يسب إنساناً قط ) .
كتاب الديباج / أبو عبيدة معمر بن المثنى التيمي / ص116
[ خطر التهاون مع أهل البدع والكفر ]
ذكر الضبي بسنده , قال أن : ( أبا محمد عبد الله بن أبي زيد يسأل أبا عمر أحمد بن محمد بن سعدي المالكي عند وصوله إلى القيروان من ديار المشرق - وكان أبو عمر دخل بغداد في حياة أبي بكر محمد بن عبد الله بن صالح الأبهري -، فقال له يوماً : هل حضرت مجالس أهل الكلام ؟ فقال : بلى .. حضرتهم مرتين ، ثم تركت مجالستهم ولم أعد إليها . فقال له أبو محمد : ولم ؟ فقال : أما أول مجلس حضرته فرأيت مجلساً قد جمع الفِرق كُلها ؛ المسلمين من أهل السنة ، والبدعة ، والكفار من المجوس، والدهرية ، والزنادقة ، واليهود ، والنصارى ، وسائر أجناس الكفر ، ولكل فرقة رئيس يتكلم على مذهبه ، ويجادل عنه ، فإذا جاء رئيس من أي فرقه كان ، قامت الجماعة إليه قياماً على أقدامهم حتى يجلس فيجلسون بجلوسه ، فإذا غص المجلس بأهله ، ورأوا أنه لم يبق لهم أحد ينتظرونه ، قال قائل من الكفار : قد اجتمعتم للمناظرة ، فلا يحتج علينا المسلمون بكتابهم ، ولا بقول نبيهم ، فإنا لا نصدق ذلك ولا نقر به ، وإنما نتناظر بحجج العقل ، وما يحتمله النظر والقياس . فيقولون : نعم لك ذلك .
قال أبو عمر : فلما سمعت ذلك لم أعد إلى ذلك المجلس ، ثم قيل لي ثم مجلس آخر للكلام ، فذهبت إليه ، فوجدتهم على مثل سيرة أصحابهم سواء ، فقطعت مجالس أهل الكلام ، فلم أعد إليها . فقال أبو محمد بن أبي زيد : ورضي المسلمون بهذا من القول والفعل ؟! قال أبو عمر : هذا الذي شاهدت منهم ، فجعل أبو محمد يتعجب من ذلك . وقال : ذهب العلماء ، وذهبت حرمة الإسلام وحقوقه ، وكيف يبيح المسلمون المناظرة بين المسلمين وبين الكفار؟ وهذا لا يجوز أن يُفعل لأهل البدع الذين هم مسلمون ويقرون بالإسلام ، وبمحمد عليه السلام ، وإنما يدعى من كان على بدعة من منتحلي الكلام إلى الرجوع إلى السنة والجماعة ، فإن رجع قبل منه ، وإن أبى ضربت عنقه ؛ وأما الكفار فإنما يدعون إلى الإسلام ، فإن قبلوا كف عنهم ، وإن أبو وبذلوا الجزية في موضع يجوز قبولها كف عنهم ، وقبل منهم ، وأما أن يناظروا على أن لا يحتج عليهم بكتابنا ، ولا بنبينا ، فهذا لا يجوز ؛ فـإنا لله وإنا إليه راجعون ) .
بغية الملتمس في تاريخ رجال أهل الأندلس / أحمد بن يحيى الضَّبي / ص 134
[ طرفة .. قصة المرأة وأزواجها الخمسة ]
ذكر الحافظ السِّلفي بسنده : ( عن ابن عائشة قال : كان بالمدينة امرأة شريفة ، وكانت من أجمل النساء وأحسنهم وجهاً، وكانت لا يكاد رجلٌ يتزوجها فتمكث معه إلا يسير حتى يموت ؛ ثم لم تلبث إلا يسيراً حتى يخطبها أخر لجمالها وشرفها، فتزوجت خمسةً . قال : فمرض الخامس فلما خضر دنت منه فجعلت تبكي ، وقالت : إلى من توصي بي ؟ قال : إلى السادس الشقي ) .
الطيوريات / أبي طاهر السِّلفي / ص00
[ تعرّف على تواضع أبو هريرة رضي الله عنه ]
قال الحافظ الذهبي في ترجمة أبو هريرة - رضي الله عنه - : ( وكان كثير التعبد والذكر ولي أمارة المدينة وناب أيضاً عن مروان في أمارته ، وكان يمر في السوق يحمل الحزمة ، وهو يقول : أوسعوا الطريق للأمير . وكان فيه دعابة – رضي الله عنه - ) .
تذكرة الحفاظ / الحافظ أبي عبدالله الذهبي / ج1 ص33
[ استيلاء النقص على جملة البشر ]
قال حاجي خليفة : ( وقد كتب أستاذ البلغاء القاضي الفاضل عبد الرحيم البيساني ، إلى العماد الأصفهاني معتذراً عن كلام استدركه عليه : أنه قد وقع لي شيء وما أدري أوقع لك أم لا ؟! وها أنا أخبرك به : وذلك أني رأيت أنه لا يكتب إنسان كتاباً في يومه ، إلا قال في غده : لو غير هذا لكان أحسن ، ولو زيد لكان يُستحسن ، ولو قدم هذا لكان أفضل ، ولو ترك هذا لكان أجمل ؛ وهذا من عظيم العبر ! وهو دليل على استيلاء النقص على جملة البشر ) .
كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون / حاجي خليفة / ج1ص18
[ نبي الله سُليمان وجيّشه العظيم في ضيافة الهُدهد ! ]
قال الدميري : ( حكى القزويني : أن الهدهد قال لسليمان – عليه السلام - أريد أن تكون في ضيافتي ، قال : أنا وحدي ؟! قال : بل أنت وأهل عسكرك في جزيرة كذا في يوم كذا ، فحضر سليمان – عليه السلام – بجنوده فطار الهدهد فاصطاد جرادة فخنقها ورمى بها في البحر ، وقال : كلوا يا نبي الله من فاتهُ اللحم ناله المرق ! فضحك سليمان وجنوده من ذلك حولاً كاملاً ) .
حياة الحيوان الكبرى / كمال الدين الدميري الشافعي / ج2ص196
[ العلم في الرأس وليس في القرطاس ]
قال الشيخ علي بن محمد الهندي – رحمه الله – المدرس بالحرم المكي : ( كان بيت الشيخ محمد نصيف مأوى عام للملوك والعلماء ولطلبة العلم ولعامة الناس ، وكان – رحمه الله يحب النكت ، فقد زرته أنا والشيخ صالح العثيمين ضُحاً فوجدنا عنده ثلاثة من الدكاترة ؛ فسأل الشيخ العثيمين الشيخ نصيف : من هؤلاء ؟ فقال الشيخ : هؤلاء دكاترة . فالتفت الشيخ العثيمين إلى أحدهم ، وقال : دكتور في أي شيء ؟ قال : دكتور في النحو . ثم سأل الثاني : دكتور في أي شيء ؟ قال : في التاريخ والمغازي . ثم سأل الثالث : دكتور في أي شيء ؟ فقال : في الحديث وأصوله .
فسأل العثيمين الأول قائلاً : أعرب البيت الآتي :
بثينة شأنها سلبت فؤادي *** بلا ذنب أتيت بها سلاما
قال له : ما الذي نصب بثينة ؟ فأجاب بعد تفكير قائلاً : لا أدري !
ثم سأل الثاني : ما الفرق بين الغزوة والسرية ؟ فأجاب بعد التفكير قائلاً : لا أدري !
ثم سأل الثالث : ما الفرق بين المرسل الخفي والمرسل المطلق في الحديث ؟ فأجاب : لا أدري !
فاتجه الشيخ العثيمين إلى الشيخ نصيف ، وقال له : يا شيخ نصيف ’’ دكتور! ’’ فضحك الشيخ نصيف حتى استلقى على كرسيه . ثم قال الشيخ العثيمين : لا أقول هذا تنقصاً من الدكاترة فكثير منهم أعلم منا وأفقه وأدين ) .
محمد نصيف حياته وآثاره / تأليف محمد بن أحمد سيد ، وعبده بن احمد العلوي / ص333
[ تجارة كاسدة ]
قال الحافظ الذهبي عن الشاعر العباسي سِلَّم الخاسر : ( باع مُصحفهُ واشترى بثمنهِ ديواناً ! فلقب بالخاسر ) .
سير أعلام النبلاء / الحافظ الذهبي / ج8 ص194
[ من حماقات الأعراب ]
قال القلقشندي : ( حُكي أن أعرابياً اشتدّ به البرد فأضاءت نار ، فدنا منها ليصطلي ، وهو يقول : اللهم لا تحرمنيها في الدنيا ولا في الآخرة !! ) .
صبح الأعشى في صناعة الإنشاء / أبو العباس القلقشندي / ج2ص406
[ من الألفاظ الجمع التي لا مُفرد لها في النُطق ]
قال ابن فارس اللغوي : ( من الجمع الذي لا واحد له من لفظه : العالَمُ ، والأنامْ ، والرهْط ، والنَّفر ، والمَعْشر ، والجًند ، والجيَش ، والنّاس ، والغَنَم ، والنَّعم ، والإبل ) .
كتاب الصَّاحبي / أبي الحسين أحمد بن فارس / ص 427
[ بغل يـقتل رافضـي سماه عمر ! ]
قال الدميري : ( عن إسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة ، قال : كان عندنا طحان رافضي له بغلان سمّى أحداهما أبا بكر والآخر عمر . فرمحه أحداهما فقتله ، فأُخبر جدي أبو حنيفة بذلك ، فقال : انظروا الذي رمحه فإنه الذي سماه عمر . فنظروا فوجدوه كذلك ) .
حياة الحيوان الكبرى / كمال الدين الدميري الشافعي / ج1ص137
[ سفيان الثوري يجهل الإملاء ]
عبدالله بن داود الخريبي ، قال : ( كان خط سفيان الثوري خرباش ، يكتب طاؤوس : طواس ) .
كتاب الكامل / ابن عدي / ج1 ص82
[ صناعات الأشراف ]
قال ابن قتيبة : ( كان أبو طالب يبيع العطر وربما باع البُر ، وكان أبو بكر الصديق - رضي الله تعالى عنه – بزازاً ، وكان عثمان بزازاً ، وكان طلحة بزازاً ، وكان عبد الرحمن بن عوف بزازاً ، وكان سعد بن أبي وقاص يبري النبل ، وكان العوام أبو الزبير خياطاً ، وكان ابن الزبير جزاراً ، وكان عمرو بن العاص جزاراً ) .
البزاز : بائع القماش , وباري النبال : صانع السهام .
كتاب المعارف / ابن قتيبة الدينوري / ص 319
وسوم: العدد 629