لطائف النحويين من ( المستطرف من كل فن مستظرف للأبشيهي)
جاء أحدهم إلى نحوي يسأله عن أبيه، ولكنه خاف أن يخطئ في كلامه، فينصُب المرفوع، أو يرفع المجرور، أو نحو ذلك، فقال له: هل أبوك،أباك، أبيك هنا؟ فأجابه النحوي: لا، لو، لي، ليس هنا.
ركب نحوي في سفينة، وقال للملاح: هل تعرف شيئا في النحو؟ قال: لا. قال: ذهب نصف عمرك! فلما اضطربت السفينة، واشتدت الريح، وكادت السفينة تغرق، قال الملاح للنحوي: هل تعرف السباحة؟ قال: لا. فقال له: ذهب عمرك كله !.
قال نحوي لصاحب بطيخ: بكم تانك البطيختان اللتان بجانبهما السفرجلتان، ودونهما الرمانتان؟ أجاب البائع: بضربتان، ولكمتان، وصفعتان، " فبأي آلاء ربكما تكذبان " .
عاد أحدهم نحوياً ، فقال: ممّ تشكو؟ أجاب: حمى جاسية، نارها حامية، منها الأعضاء واهية، والعظام بالية. فقال له : لا شفاك الله بعافية، (يا ليتها كانت القاضية!(
دخل خالد أبو صفوان الحمام، وفيه رجل مع ابنه، فأراد الرجل أن يعرّف خالداً ما عنده من البيان، فقال: يا بني، ابدأ بيداك ورجلاك. ثم التفت إلى خالد، فقال: يا أبا صفوان، هذا كلام قد ذهب أهله. فقال أبو صفوان: هذا كلام لم يخلق الله له أهلاً!
قال أبو العبر: قال لي أبو العباس ثعلب: هل الظبي معرفة أو نكرة؟ فقلت: إن كان مشويا على المائدة فمعرفة، وإن كان في الصحراء فهو نكرة. فقال: ما في الدنيا أعرف منك بالنحو!
وقف أحد الفقراء على باب نحوي، وقرعه. فقال النحوي: من بالباب؟ فقال: سائل. فقال: ينصرف. فقال السائل: اسمي أحمد (أحمد: اسم علم ممنوع من الصرف لأنه على وزن الفعل). فقال النحوي لغلامه: أعط سيبويه كسرة خبز
جاء نحوي يعود مريضا، فطرق بابه، فخرج إليه ولده، فسأله: كيف أبوك؟ قال: يا عم، لقد ورمت رجليه. قال: لا تلحن، قل رجلاه. ثم ماذا؟ قال: ثم وصل الورم إلى ركبتاه. قال: لا تلحن، قل ركبتيه. ثم ماذا؟ قال: مات، وأدخله الله في عيالك وعيال سيبويه، ونفطويه، وجحشويه! " سيبويه ونفطويه:" نحويان مشهوران، وجحشويه : من شعراء المجون كما يقولون.
قال أبو زيد للخليل بن أحمد الفراهيدي: لم قالوا في تصغير (واصل) أُوَيصل، ولم يقولوا (وُوَيصل)؟ قال الخليل: كرهوا أن يشبه كلامُهم نباحَ الكلاب!
عن أبي العيناء عن العطري الشاعر أنه دخل على رجل بالبصرة وهو يجود بنفسه، فقال له: يا فلان، قل: لا إله إلا اللهُ (بالضمة)، وإن شئت فقل: لا إله إلا اللهَ (بالفتحة)، والأولى أحب إلى سيبويه.
وقع نحوي في كنيف ، فجاء كناس ليخرجه، فصاح به الكناس ليعلم أهو حي أم ميت . فقال النحوي : أطلب لي حبلا دقيقا، وشدني شدا وثيقا، واجذبني جذبا رقيقا. فقال له الكناس: امرأتي طالق إن أخرجتك منه. ثم تركه وانصرف.
قال أبو علقمة لطبيب يوما: إني أجد معمعة في بطني وقرقرة. فقال له: الطبيب: أما المعمعة فلا أعرفها، وأما القرقرة فهي الضرطة المضمرة.
قال رجل لأبي العيناء: أتأمر بشيئا؟ فقال: نعم، بتقوى الله، وحذف الألف من شيء.
وسوم: 637