هآرتس: قرار ترامب بشأن الجولان له عواقب وخيمة
حذرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية في افتتاحيتها، من أن الإعلان الرئاسي من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي وقعه يوم الاثنين، معترفا بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان ستتبعه مخاطر وخيمة..
وتقول الافتتاحية، التي ترجمتها "عربي21"، إنه "يمكن لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن يحتفي بفخر بهذا الإنجاز العظيم، ويمكن لقيادات تحالف الأبيض والأزرق أن تقف خلفه باعتباره آخر الوطنيين الرخيصين، لكن هناك حقيقة واحدة لم تتغير: فالأراضي لا تزال محتلة، والقانون الدولي لا يعترف بالضم من جانب واحد".
وتستدرك الصحيفة بأن "الخطر الكامن في الاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان ليس مرتبطا فقط بتلك الأراضي، فتوقيع ترامب يفتح الباب أمام ضم أراض إضافية، واعتراف من جانب واحد بالسيادة الإسرائيلية عليها، من الأراضي التي تم احتلالها عام 1967، وهذا يعني الضفة الغربية بشكل رئيسي".
وتقول الافتتاحية: "مع كل الاحترام لترامب، فإن إسرائيل هي التي تنزلق إلى أسفل منحدر خطير، تقوم من خلاله بتفكيك حل الدولتين بيديها، وتستبدله بحل الدولة الواحدة، والآن أصبحت عرضة للتسريع في هذا المسار الخطير، وسيتشجع اليمين الإسرائيلي الذي ينادي بالضم بسبب إعلان ترامب إلى السعي لتبني الحكومة الإسرائيلية سياسة مشابهة تجاه الضفة الغربية".
فيسك: بعد "الجولان".. ما هي هدية ترامب القادمة لنتنياهو؟
وتبين الصحيفة أنه "بسبب اعتياد اليمين على ذلك، فإنه سيستخدم تكتيك السلامي (شريحة تلو أخرى)، وسيسعى أولا لضم مناطق (ج) في الضفة الغربية، التي تتضمن المستوطنات الإسرائيلية وعددا بسيطا نسبيا من السكان الفلسطينيين، وسيسعى لاحقا للسيطرة على منطقتي (أ) و(ب)، ومنح السكان حكما ذاتيا، والنتيجة: أبارتهايد رسمي".
وتشير الافتتاحية إلى أن "تقريرا صحافيا نشر يوم الثلاثاء قد نقل عن مسؤول إسرائيلي كبير، قوله بأن الاعتراف الأمريكي بسيادة إسرائيل على الجولان يضع القاعدة التي يمكن بموجبها لبلد أن تضم أرضا (غزتها في حرب دفاعية) لأراضيها، وهو ما يقوي المخاوف بأن هذا هو الاتجاه الذي ستسير فيه حكومة اليمين إن فاز نتنياهو في الانتخابات، فأعضاء هيامين هحداش والنسخة الكهانية من البيت اليهودي، سيضغطون على نتنياهو لاستخدام اعتراف ترامب بضم الجولان أساسا للضغظ على البيت الأبيض في مشروع يهدف إلى اعتراف بسيادة إسرائيل على مناطق (ج) في الضفة الغربية".
وتجد الصحيفة أنه "من الواضح جدا أن الضرر الذي يواجه إسرائيل من ضمها مناطق (ج) في الضفة الغربية أسوأ بعشرات المرات من أي فائدة تتأتى من اعتراف أمريكا بضم الجولان، هذه هي المشكلة المركزية في مبادرة ترامب، وهو أنها تضيف لهلوسات اليمين حول ضم الأراضي، وتحطيم الطموحات الوطنية للفلسطينيين، والتخلي عن مسار دبلوماسي يمكن أن يقود إلى اتفاق سياسي".
وتختم "هآرتس" افتتاحيتها بالقول إن "إسرائيل نتنياهو، تقويها احتضانة الدب التي يمارسها ترامب، مضافة إليها هلوسات اليمين المتطرف، ما يجر إسرائيل بسرعة نحو حقيقة الدولة ثنائية القومية، ولا يستطيع الشخص إلا أن يأمل في أن هذا الانحدار المتهور سيتم إيقافه يوم 9 نيسان/ أبريل".
وسوم: العدد 817