الجميلة والغول
ركب صيادون جمالهم ، وحين وصلوا إلى مناطق الصيد المقصودة نزلوا عنها ، وأرسلوها ترتع ، وانهمكوا في صيدهم حتى غابت الشمس ، فولوا مسرعين إلى المخيم الذي يقيمون فيه . ويوما ، بينا كان أحدهم يتمشى رأى آثار غول ، كل خطوة من خطاه تساوي ثلاثا من خطا الناس ، فاقتفى تلك الآثار حتى بلغ المكان الذي غاط فيه الغول غوطة في حجم كومة شعير كبيرة ، فرجع إلى رفاقه ، وقال لهم : وجدت آثار غول ، هيا نلحق به !
فأجابوه : كلا ! لن نلحق به ؛ لأننا لسنا أقوى منه .
فقال ، امنحوني أربعة عشر يوما ، وإن لم أرجع بعدها خذوا جملي لكم صيدا !
وفارقهم اليومَ الثاني متعقبا آثار الغول من جديد . وسار أربعة أيام اكتشف بعدها كهفا ، فولجه ، ووجد فيه امرأة جميلة ، سألته : من جاء بك إلى هذا المكان حيث يمكن أن يأكلك الغول ؟!
فسألها : بل أنت ما قصتك ؟! وكيف جاء بك الغول إلى هذا الكهف ؟!
فردت : خطفني قبل ثلاثة أيام ، وأبقاني في الكهف ، وكل يوم يأتيني بطعامي ، وحتى الآن لم يقتلني ويأكلني .
سألها : ما الطريق الذي يسلكه عند قدومه إلى الكهف ؟
ردت مشيرة : ذاك الطريق .
فزود بندقيته بالرصاص وانتظر ، وأقبل الغول مغيب الشمس ، فأطلق عليه النار ، وأصابه بين عينيه لحظة بلوغه مدخل الكهف ، واقترب منه ، ورأى أنه جاء برجلين لسلخهما والتهامهما ، وانتهى كل شيء بأن بات الليلة مع الجميلة في الكهف . وفي اليوم التالي استخرجا الأموال المخبأة ، وحملا منها ما قدرا على حمله ، وسارا في طريقهما ، فوصلا في اليوم الرابع إلى المكان الذي طلب الصياد من رفاقه انتظاره فيه .
قال لهم : دعوا لحم الصيد ، وتعالوا لنرجع إلى الكهف !
فرجعوا معه ، وشرعوا يجمعون الأسلحة والملابس ، وحملوها على جمالهم ، ورجعوا إلى قراهم . ولما بلغوا منتصف الطريق دفعتهم الغيرة إلى محاولة خطف المرأة من الصياد ، فاحتدم العراك بينهم ، وتضاربوا ، وانطلق الرصاص ، وقتل صيادنا أربعتهم ، وتابع طريقه مع المرأة حتى إذا بلغا القرية تزوجا فيها .
*موقع " قصص وأساطير قصيرة " الفرنسي .
*قصص الغيلان تجري أحداثها في زمن البدائية البشرية ، وغريب ذكر البندقية والرصاص
في هذه القصة . ( ح ص ) .
وسوم: العدد 847