وصايا المجرم توكفيل لاحتلال الجزائر
04آذار2021
معمر حبار
أوّلا: مقدّمة
- اشتريت الكتاب يوم الأحد، وأنهيت قراءته في نفس اليوم، وعكفت على أن أضعه بين يدي القارئ الكبير يوم الإثنين والثلاثاء. والكتاب هو: Alexie de Tocqueville « Première lettre sur l’Algérie 1837suivi de seconde lettre sur l’Algérie », Edition La Pensée, Tizi-Ouzou, Algérie, 2020, Contient 93 Pages.
- يعتبر الكتاب عبارة عن رسالتين وبتاريخ: 1837.
- سنة 1837 تعني مرور 7 سنوات على احتلال فرنسا للجزائر.
- كان توكفيل صادقا في الوصف، لكنّه خبيث، وماكر، ومجرم، ومستدمر في استغلال الوصف لأغراض استدمارية.
- ذكر الكاتب اليهود، لكنّه لم يتطرّق إليهم في رسالتيه الأولى والثّانية.
- يصف حالة ويبيّن محاسنها وأخطائها من منظوره، ثمّ يوصي الاستدمار الفرنسي باجتناب الأخطاء، والتمسّك بالإيجابيات لصالح الاستدمار الفرنسي.
- سعى لاستخدام الأتراك و القْبٙايٙلْ، والعرب لضرب الجزائر والجزائريين. وكيف يستخدمهم لتحقيق الاحتلال الفرنسي للجزائر.
- بعد 7 سنوات من الاحتلال والسيطرة، يوصي فرنسا بإتمام سيطرتها عبر حكمها للجزائر، وتسييرها للجزائريين بما يضمن الاحتلال.
- كان توكفيل صادقا في وصف العرب، والقبايل، والأتراك.
- كلّ معلومة ووصف قدّمها عن الجزائريين، والأتراك كانت موجّهة لفرنسا المحتلّة لاستغلال مايراه إيجابيا لضمان الاحتلال، وما يراه سلبيا يوصي فرنسا المحتلّة بتجنبّه.
- تتمثّل وصاياه للمحتلّ الفرنسي في كيفية التّعامل مع: الأتراك، العرب، والقبايل لضان سيطرة فرنسا على الجزائر وبأقلّ الخسائر المكنة.57
- واضح جدّا أّنّ الاستدمار الفرنسي أخذ بوصايا توكفيل لتثبيت الاستدمار الفرنسي طيلة 132 سنة من الاحتلال.
- يتحدّث توكفيل عن ثقة من أنّ الاحتلال الفرنسي للجزائر سيدوم، ويثبّت ولا يشكّ لحظة في ذلك.
- وصايا توكفيل كلّها -أقول كلّها ودون استثناء- لتثبيت الاحتلال الفرنسي للجزائر.
- رسائل توكفيل عبارة عن تقرير عن حالة الاستدمار الفرنسي للجزائر، وكيف يمكن تثبيته وإطالة عمره بأقلّ الخسائر.
- لم يترك وسيلة، ولا غاية، ولا تعريفا، ولا جنسا، ولا عرقا، ولا تاريخا، ولا جغرافية، ولا شخصية، ولا عادة، ولا تقليدا إلاّ واستخدمه ضدّ الجزائريين ولتثبيت الاستدمار الفرنسي.
- لاييأس، ولا يقنط، ولا يقطع الأمل في تثبيت الاحتلال الفرنسي للجزائر.
- لم أجد فرقا بين الرسالة الأولى والثّانية. وما ذكره في الأولى أكدّه في الثّانية. والثّانية أطول من الأولى وأكثر تفصيلا.
- يستعمل مصطلح العرب ويريد به الجزائريين. وهذا عادة الاستدمار الفرنسي في تثبيت قاموس الاستدمار الفرنسي.
- يستعمل كثيرا مصطلح "الفوضى"، ويقصد به أنّ الوضع في الجزائر (لغاية 1837) بعد الاحتلال الفرنسي لم يستتب نهائيا لصالح المحتلّ الفرنسي. ولذلك يطالب وباستمرار وبقوّة وضع حدّ للفوضى أي تثبيت الاحتلال، وعدم السّماح للجزائريين بمحاربة الاحتلال الفرنسي، ودفعهم لقبوله.
ثانيا: الرسالة الأولى6-34:
- تحدّث في الرسالة الأولى عن الجزائر قبل الاحتلال الفرنسي.
- يعاتب توكفيل الاستدمار الفرنسي بكونه احتلّ الجزائر دون أن يعرفها. ويوصيها بمعرفة الجزائر لتثبيت الاحتلال. 7
- يقدّم نظرة شاملة عن الجزائر من الناحية الجغرافية، وتوزيع السكان، وتوفر الخيرات، وللتدليل على ذلك يقول في صفحة 9: يوجد بالجزائر ألف وادي صغير. وهو بهذا يطلب المحتلّ الفرنسي عرفة الزائر من الناحية الجغرافية، والسكانية لتثبيت الاحتلال، والسّيطرة على الخيرات.
- يوصي بمعرفة عادات وتقاليد كلّ من القْبٙايٙلْ، والعرب والتي يصفها بصدق، وبدقّة متناهية قصد السيطرة الكاملة.
- يعاتب الاستدمار الفرنسي بكونه يتعامل مع الجزائريين على أنّهم وحوش. وفي الحقيقة ليسوا كذلك، وأثبت تعاملهم مع الأرض، والغرس على أنّهم متحضرين. أضيف: (أقول: لايدافع توكفيل في هذا المقطع عن الجزائريين إنّما يطالب بفهم حقيقة الجزائريين ليسهل بعد ذلك السيطرة عليه. والتعامل معهم -الآن- على أنّهم وحوش سيدفع الجزائري لمحاربة الاستدمار الفرنسي، وتخسر بالتّالي فرنسا المحتلّة الجزائر). 14
- يرى أنّ المجتمع الجزائري مازال كما كان أيّام الفتح الإسلامي للأندلس من حيث العقيدة الرّاسخة، والعادات المتجذّرة. والمطلوب من فرنسا المحتلّة أنّ تعرف هذا جيّدا ولا تسعى لتغييرها بسرعة، ولتعمل على تغييرها تدريجيا لتضمن السيطرة الدائمة، والمطلقة. 17
- يرى أنّ الجزائري يستمدّ قوّته من الدين، وكذا الأغنياء خاصّة العلماء. مايعني، أنّ فرنسا المحتلّة عليها أن تعرف عن الدين جيّدا وتستخدمه، وتستخدم رجالاتها لتثبيت سلطانها في الجزائر. 19
- يتحدّث بكثرة عن سيطرة العلماء، ويوصي بعدم تهميشمهم، واحتقارهم لقوّتهم ومكانتهم. وفي الوقت نفسه يطلب من الاحتلال الفرنسي جذب العلماء والفقهاء لصفّه، ومنحهم بعض الامتيازات حتّى يستتبّ الاستدمار، وتتم سيطرة فرسا على الجزائر. 19
- يحذّر فرنسا المحتلّة من الأمير عبد القادر، ويذكّرها بأنّه من العلماء. مايستوجب أخذ هذه النقطة بعين الاعتبار، واستغلالها لصالح الاحتلال، وتثبيت الاحتلال بكسب ودّه وبالتّالي كسب من معه لصالح فرنسا المحتلّة. 21
- يصف الأتراك بقوله: لم يكن في حسابهم حين دخلوا الجزائر تأسيس إمبراطورية لأحفادهم. (يريد أن يقول: هذه من الأخطاء التي ارتكبها الأتراك في الجزائر، ويطالب فرنسا المحتلّة بتثبيت الاستدمار في الجزائر وأن تظلّ السيطرة لأحفاد فرنسا من أبنائها). 23
- يقول: لكي يسيطر الأتراك على الجزائر تزوّجوا من جزائريات فأنجبوا الكراغلة. وهؤلاء لاهم أتراك ولا هم جزائريين. ويستغلّهم الأتراك في قهر الجزائريين عبر فرض الضرائب وجلبها، وحين يكون الأمر يتعلّق بعزّة وقوّة تركيا يرسلونهم لأسيا يباهون بهم الأمم. فلا هم نالوا العزّ التركي، ولا هم نالوا الشرف العربي. (أقول: يطالب توكفيل فرنسا المحتلّة من خلال هذا الوصف الدقيق أن تحذو حذو الأتراك وتنشئ عرقا آخر لاهو عربي، ولا قبايلي ويكون موالي للاستدمار الفرنسي، ومتنكّرا للجزائريين عبر سنوات من التجربة، ومعرفة عاداتهم وتقاليدهم). 24-29
- يرى أنّ الأتراك قلّة في الجزائر لكنّهم قوّة لاتردّ، ومسيطرين على الجزائريين. ويوصي المحتلّ الفرنسي أن لايعتمد فقط على القوّة، بل لابدّ أن يستعين بمعرفته للجزائريين من حيث العادات، والدين، والتّقاليد ليضمن سيطرته الكاملة، ولأجيال قادمة، ودائمة. 24
- يرى أنّ الأتراك يحتقرون الأجنبي ولذلك احتقروا الجزائري. ويوصي الاحتلال الفرنسي بعدم ارتكاب نفس أخطاء الأتراك، والسّعي لجذب الجزائريين إليهم بما يضمن دوام الاحتلال الفرنسي، وسيطرته. 25
- يرى أنّ الأتراك أخطأوا حين قلّلوا من شأن القْبٙايٙلْ، ولذلك لم يستطيعوا السّيطرة عليهم. ويوصي الاحتلال الفرنسي بالاهتمام بالقْبٙايٙلْ، والتقرّب إليهم وبما يضمن السّيطرة عليهم، وتثبيت الاحتلال عبر كامل التراب الجزائري. 25
- يرى أّنّ الأتراك منحوا القوّة لبعض القبائل الجزائرية في التسلّط ومحاربة قبائل جزائرية أخرى، ومنها الضرائب. (أقول: يوصي المحتلّ باتّباع نفس طريقة الأتراك في الهيمنة، والسّيطرة على الجزائريين). 27
- يرى أنّ مداخيل الضرائب لم تكن لصالح الجزائريين إنّما لصالح الأتراك. وعليه، وجب فرض الضرائب على الجزائريين كما فرض الأتراك الضرائب على الجزائريين، واستخدام الضرائب المفروضة على الجزائريين من طرف الاحتلال الفرنسي لتثبيت الاحتلال الفرنسي للجزائر.
- لسيطرة الأتراك على الجزائريين وضعوا على رأس كلّ قبيلة جزائرية "ڤٙايٙدْ"، وجنود جزائريين. (أقول: يريد من الاحتلال أن يراعي التظيم الجزائري الرّاسخ، وأن لايحاربه بل يقلّد الأتراك حين وضعوا على رأس القبائل الجزائرية جزائريين يسيّرونهم لصالح الاحتلال الفرنسي، وتقويته، وتثبيته، وانتشاره).
ثالثا: الرسالة الثانية 35-91:
- يقدّم المجرم توكفيل قاعدة لاحتلال الجزائر، ويقول: لكي تحكم لابدّ من معرفة الدّين، واللّغة، والقوانين، والعادات، والتنظيمات الإدارية للمجتمع الجزائري. 37
- يقول: نحن في سنة 1837، وقد مرّ على احتلالنا للجزائر 7 سنوات ولم نضمن لحدّ الآن السيطرة التّامة. ويحثّ المحتلين على الإسراع في بسط الاحتلال الفرنسي على الجزائر كلّها. 39
- يرى أنّ الانتصار على المجتمع الجزائري لايعني أبدا تحكّمنا فيهم. (أقول: مايستوجب في نظره الاعتماد على وسائل السّيطرة المتمثّلة في معرفة المجتمع الجزائري من حيث الدّين، واللّغة، والعادات). 40
- يرى أنّه كان علينا الاستعانة بالأتراك، والاحتفاظ بوثائقهم، وطرقهم للسيطرة على الجزائريين. وقد أخطأنا حين حرقنا وثائقهم في الجزائر، وكان علينا أن نستعملها كما استعملها الأتراك في السّيطرة على الجزائر. 40
- أخطأنا حين حطّمنا طرقات العاصمة، وحين أطلقنا عليها أسماءنا. (أقول: في المقابل يطالب ودون أن يصرّح بذلك بعدم الدخول -الآن- في صدام مع الجزائريين، واحترام عاداتهم بما يضمن احتلالنا، واستدراجهم لقبولنا، وقبول الاحتلال الفرنسي). 41
- أخطأنا حين لم نستعمل المنشآت التركية لصالح الاحتلال الفرنسي كما استعملها الأتراك لصالحهم، وللسيطرة على الجزائريين. 42
- كان علينا أن نستعمل الضرائب التي كان يفرضها الأتراك على الجزائريين لصالح فرنسا كما كان يفعل الأتراك. 43
- جهلنا بالجزائر والجزائريين جعل حكومتنا غير شرعية وظالمة، ماجعل عمل الحكومة الفرنسية المحتلّة مستحيل حاليا. 43
- أخطأنا حين لم نستعمل القيٙادْ التي كان الأتراك يستعملونهم لجلب الضرائب، وتستخدمهم كشرطة موازية لشرطتها الرسمية، ولم نكن نعلم أهمية الأرستقراطية العسكرية المتمثّلة في ال الصْبٙايٙحْ. 44
- حطّمت فرنسا المجتمع الجزائري من الجذور، ولا تعرف الآن كيف تتعامل معه؟ ( أقول: ولذلك يوصي بمعرفة جذور الجزائريين وتغييرها عبر بالتدريج). 45
- يوصي فرنسا المحتلة بمعرفة أبناء الصحراء الذين تاهوا في البيروقراطية الفرنسية المحتلّة، وجعلهم بالتدريج ينضمون لفرنسا المحتلّة عبر التنظيم الفرنسي، والكتابة، وجزئيات حضارتنا. والمطلوب من فرنسا المحتلّة أن لاتتمسّك بالنظام السّابق السّائد في الصحراء (والجزائر) باستثناء البندقية والعصا، في انتظار أن تصبح فرنسية. وبعدما نحطّم نظامهم الاجتماعي من عادات وتقاليد لن نقدّم له شيئا. (أقول: يريد أن يقول: فرنسا المحتلّة مطالبة بالمحافظة على بعض عادات الجزائريين لضمان احتلالها، ولا تفرض عليهم عادات بالقوّة حتّى لايحاربوها. وعبر مرور الزمن ستفرض عاداتها على الجميع، وتزول بالتّالي عادات الجزائريين ويثبت الاحتلال). 46
- بعد مرور 300 سنة من حكم الأتراك للجزائريين لم يعد الجزائري يملك الرغبة في حكم نفسه، بسبب أنّ الأتراك أبعدوهم عن تسيير السّياسة العاّمة. (أقول: يريد أن يقول: لنستغلّ ضعف الجزائري وبعده عن السّياسة المفروضة عليه من طرف الأتراك لنتحكّم فيه، ونسيطر عليه وفقا لأهدافنا كما تحكّم فيه الأتراك وسيطروا عليه). 47
- كان الجزائريون يكرهون الأتراك. ويفرض الأتراك عليهم النظام العام، ويسمحون بالقتال فيما بين القبائل الجزائرية. وكانوا يقهرون السّارق، ويؤمّنون الطرقات ماجعل من الأتراك المركز الذي يعود إليه كلّ إتّجاه. 48
- بما أنّ القبايل كانوا مستقلين عن الأتراك، فإنّ سقوط الأتراك لم يؤثّر كثيرا على القبايل. (أقول: والمطلوب من المحتلّ الفرنسي في نظره أن لايجعل من القبايل والعرب يستقلّون عن فرنسا، وعليه أن يستدرجهم عبر معرفة عاداتهم وتقاليدهم، وإزالة حاجز الدين، والعادات، والتّقاليد ليكونوا تبعا، وسندا للاحتلال الفرنسي). 49
- بقي القبايل يحملون نفس النظرة تجاه فرنسا المحتلّة كما كانوا من قبل مع الأتراك، وزادوا عليها البغض لكلّ غريب، والخوف من المسيحيين. (أقول: وهو بهذا يحذّر من انتقال كره القبايلي للأتراك إلى فرنسا المحتلة، ويطالب الاحتلال الفرنسي بتقريب القبايل إليها، واستبدال خوفهم من فرنسا إلى أمن وسلام). 49
- سعينا للسيطرة على الجزائريين لكن لم نستطع تسييرهم وحكمهم، مادفعهم للالتفات حول زعمائهم. (أقول: يفرّق بين السّيطرة والحكم، ويدعو إلى التحكم في الجزائريين وتسييرهم عبر معرفة عاداتهم، وتقاليدهم، وأخلاقهم لتضمن فرنسا المحتلّة السيطرة المطلقة). 50
- أبعد الأتراك العلماء من الجيش، وقيادة الشؤون السياسية العامة. والأتراك حطّموا بهذا الفعل لدى الجزائري كلّ حلم عسكري. (أقول: يوصي فرنسا المحتلّة باستغلال علماء الجزائر في قيادة المجتمع الجزائري وبما يضمن احتلالها، لأنّ الجزائري حينها يشعر أنّ قائده جزائري وليس فرنسي مايجعله سهلا لتحقيق أحلام فرنسا المحتلّة ودون أن يدري). 51
- مهمة الاستدمار الفرنسي هو إعادة الاعتبار للوجود السياسي للعلماء الذين ضيّعوه بسبب الأتراك. ونضمن بذلك عدم محاربتهم لنا، وأن لايحيوا الجهاد ضدّنا. وتبقى قاعدة لفهم الجزائر، والسّيطرة على الجزائريين. 51
- علينا أن نستخدم الأرستقراطية الجزائرية لصالح الاحتلال الفرنسي. 52
- يتحدّث عن الأمير عبد القادر بكونه يعود نسبه لسيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم، وبأنّه أمير المؤمنين. ويوصي فرنسا المحتلّة أن لاتخسر الأمير عبد القادر، وتسعى لجذبه لصفّها في انتظار القضاء عليه، نظرا لنفوذه الديني والاجتماعي. ويرى أنّ الفوضى السّائدة عقب الاحتلال الفرنسي أعادت الحكم للأمير عبد القادر. ويوصي بضبط الفوضى حتّى لايتحكّم الأمير عبد القادر.54
- نحن الذين سمحنا للأمير عبد القادر بالتحكم حين سيطر على وهران. وقريبا سيسيطر على قسنطينة ويعيدها أفضل ممّا كانت. 55
- كان علينا أن نستفيد من القوّة الإمبراطورية التي بناها الأتراك في قسنطينة لصالح الاحتلال الفرنسي عوض تحطيمها. 56
- لضمان احتلال الجزائريين يجب: إخفاء بعض أدواتنا الإدارية حتّى لايحاربها الجزائري. والمحافظة على المسافات السّياسية. واستعمال الأتراك لصالح المشروع الفرنسي الاستدماري، وقبول عاداتهم عوض ترحيلهم. والمحافظة على أكبر عدد ممكن من الأتراك لخدمة مشروعنا وفصلهم عن قادتهم الأتراك حتّى لايتحكّمون في الجزائر من جديد ويتحوّل حينئذ الأتراك قادة على الجزائريين وبأمرنا، ووسطاء فيما بيننا وبين الجزائريين خاصّة الكراغلة الذين كانوا أقرب إلى الجزائريين منهم إلى الأتراك، والذين كانوا يريدون الارتماء في أحضاننا أكثر من غيرهم، ووجوب تعلّم اللّغة العربية، وثقافة الجزائريين، وطرق استعمالها. وبعد أن ننال احترام الجزائريين نعود تدريجيا لوسائلنا في السيطرة على الجزائر والجزائريين. والاهتمام أكثر وأكثر باستغلال الفروق بين العرب والقبايل واستغلالها لصالحنا. 60-58
- يرى أنّ منطقة القبايل أغلقت في وجوهنا، لكن روح القبايل مفتوحة لنا ويمكن اختراقها لكن ليس بسهولة. 61
- يعشق القبايلي امتلاكه للمادة، ويدرك أهمية الامتيازات التي نمنحها له. ويمكن لفرنسا المحتلّة التغلغل عبر هذه النقطة. والمطلوب استيعابها جيّدا حتّى نضمن السّيطرة الكاملة. 63- 62.
- أصبح واضحا أنّه بفنوننا وليس بأسلحتنا ترويض مثل هؤلاء الرجال. (أقول: ولذلك يركّز كثيرا على استعمال العادات، والتّقاليد، واللّغة، والفنون لتثبيت الاحتلال) 63
- سنرى أنّ عادات القبايل ستتغيّر دون أن يشعروا بذلك، والجزائر التي أغلقت أبوابها في وجوهنا ستسقط من تلقاء نفسها. 64
- حين نتعامل مع القبايل يجب التّركيز على الجانب المادي، والتجاري. وحي نتعامل مع العرب يجب التركيز على المسائل السّياسية، والدّينية. 65
- منح بعض القبائل الجزائرية العربية الحكم لتحكم مباشرة وبواسطتنا، ومنحهم بعض التأثير غير المباشر.66
- لم يستطع الأتراك وطيلة 300 سنة من السيطرة التحكم في الجزائريين البعيدين عن المدن. (أقول: والمطلوب هو العمل على إخضاع الجزائر كلّها للاستدمار الفرنسي، ودون استثناء). 66
- يوصي باحتلال الصحراء حالا، لأنّ سيطرتنا العسكرية غير فاعلة مالم نخضع الصحراء تحت سيطرتنا. 67
- هدفنا الآن هو العيش مع الجزائريين في سلام لضمان الاحتلال خاصّة وأإنّي على يقين بالسيطرة عليهم، وإخضاعهم لنظامنا وبأقلّ الخسائر. 67
- لابدّ من وضع حدّ للفوضى السّائدة الآن في الجزائر، لأنّ ذلك يجعل الجزائريين يقتربون أكثر لقادتنا، ويبتعدون عن قادتهم. والمطلوب إنشاء حكومة لدى الجزائريين تساهم في تثبيت الاحتلال. 68
- المطلوب جعل الجزائري يتعوّد على تدخل الاحتلال الفرنسي في شؤونه الداخلية. ولتحقيق ذلك يستلزم إقامة علاقات دائمه معهم. 70
- مهمتنا أن لانسمح للجزائريين بالسّقوط في الفوضى، وفي الوقت نفسه العمل لكي لايجتمعون ضدّ الاحتلال الفرنسي، وحتّى لايستغلّها الأمير عبد القادر ضدّنا. 71
- تشجيع الجزائريين حتّى لايجتمعون حول الأمير عبد القادر. 72
- علينا أن نعمل على الإطاحة بأحمد باي في قسنطينة، وأن لانعوّضه بعربي حتّى لايكون لهم استقلال، وبالتّالي يستعينون بالأمير عبد القادر ضدّنا. 73
- مهمّتنا أن لانجعل الجزائريين تحت قائد واحد كالأمير عبد القادر. وعلى الأقلّ أن نجعلهم تحت إمرة 3 أو 4 قادة جزائريين. (أقول: ويقصد ضمان السيطرة للمحتلّ الفرنسي، وإبقاء الجزائريين دون قيادة موحدة، ومتقاتلة فيما بينها لضمان سيطرة وتفوّق الاحتلال الفرنسي) 74
- مهمتنا استعمال عادات وتقاليد الجزائريين لاحتلاله، ولسنا مطالبون بوضع عادات جديدة للسيطرة عليهم. (أقول: يسعى لمراعاة عادات الجزائريين للسّيطرة عليهم، وتثبيت الاحتلال عبر عاداتهم) 76
- المطلوب من الاستدمار الفرنسي فهم أهمية القبيلة لدى الجزائريين، خاصّة وأنّهم دخلوا أوروبا والأسبان وهم يحملون نفس القبيلة، ومازالوا متشبّثين بها رغم القرون التي مضت. ولا يمكن قلب نظام القبيلة حاليا. (أقول: يوصي وبقوّة باستغلال القبيلة لصالح تثبيت الاستدمار الفرنسي). 76
- اختيار قائدا للجزائريين يقود قبيلتهم، والمحافظة بالتّالي على أرستقراطية عسكرية ودينية، ونضمن على إثرها خدمتهم لنا وتثبيت سيطرتنا كما كان يفعل الأتراك. 77
- تعتمد عادات الجزائريين على القرآن، مايستوجب الحذر في تغيير عاداتهم، والتدريج في تغييرها وبما يخدم احتلالنا. والاستفادة من عاداتهم لترسيخ الاحتلال. 77
- القانون المطبّق في فرنسا لابد أن يكون مخالفا للقانون المطبّق على الجزائريين. 80
- علينا أن نهتم بمضاعفة عدد الموظفين قصد ترسيخ النظام الفرنسي والاحتلال وليس عدد المستدمرين. 81
- لاأشكّ أن احتلالنا للجزائر قائم لامحالة، لكن يحتاج ذلك بعض الوقت. 82
- يملك العربي الجزائري الأراضي الشّاسعة ولا يستطيع خدمتها، ويبيعون أراضيهم بأبخس الأثمان مايجعل الأجنبي مثلنا أن يقيم بجوارهم وبشكل عادي. (أقول: وبالتّالي نهب الأراضي كلّها وطرد الجزائريين منها فيما بعد). 83
- يملك الفرنسي المحتلّ الصناعة التي لايملكها الجزائري، وبالتّالي يمكنهم أخذ أراضيه دون استعمال القوّة. وهذا لايعني الانصهار مع الجزائريين وإقامة علاقات دائمة، وتكوين عرقين في شعب واحد. 83
- حاربنا الجزائري كأجانب ومحتلين وليس كمسيحيين. 86
- من الأخطاء الاعتقاد أنّ الجزائريين لايستطيعون العيش معنا. (أقول: ويوصي بإزالة هذا الاعتقاد أوّلا لضمان الاحتلال وتثبيته) 87
- يفضّل الجزائري أن يعيش في العراء على أن يخضع للأجنبي. ومهمتنا أن نشعره أنّه حرّ، ومحترم لنضمن احتلالنا. 88
- كلّما تعرّف الفرنسي المحتلّ على الجزائري، وكلّما تعرّف الجزائري على الفرنسي المحتلّ كلّما كان هناك تقارب. (أقول: الغاية من المعرفة هي تثبيت الاحتلال الفرنسي، وقبوله، والتعاون معه). 89
- أصبح كلّ الشّباب الجزائري العاصمي يتحدّث لغتنا، ويقتفي عاداتنا وتقاليدنا. وفي كلّ يوم أصبح الفرنسيون يتعلّمون أكثر عادات، وتقاليد، ولغة الجزائريين لتثبيت الاحتلال. 89
- الوقت وحده كفيل بالجمع بين الفرنسيين المحتلين والجزائريين الخاضعين للاحتلال. (أقول: الاستدمار الفرنسي عنده مسألة وقت، ويقصد بجمع الجزائريين والفرنسيين المحتلين لقبول الاحتلال، وتثبيته) 90
- يوصي بعدم اليأس من احتلال الجزائر، وأن لايستسلموا لأيّ عائق في سبيل تحقيق المشروع الاستدماري. 91
وسوم: العدد 918