إلى بايدن وأصدقاء إسرائيل: كبرت “إوزّتكم” وبات باستطاعتها هدم الأبراج على أهل غزة.. برعايتكم وأسلحتكم
ثبت مرة أخرى أن إسرائيل قوية جداً وجيشها كذلك. قامت أمريكا بتسمينها على مدى سنوات وسلحتها بسلاح كثير ومتقدم يفوق احتياجاتها ومنحتها دعماً دولياً كاسحاً وتلقائياً وأعمى، فزودت إسرائيل جيشها بميزانيات ضخمة منفلتة العقال، بالطبع على حساب احتياجات أكثر أهمية، والنتيجة كما تشاهدونها: مثل إوزة مسكينة تم تسمينها بشكل كبير، لم تعد إسرائيل قادرة على ضبط النفس. الكبد الذي تم تسمينه أصبح مريضاً. يبدو أن لا أي شيء يسمى دولة قوية جداً، لكن إسرائيل هي الدليل على وجودها. عدد كبير من نشاطاتها العنيفة، في الحرب وفي صيانة الاحتلال، تقوم بها لأنها تستطيع، لأن لديها ما يكفي من القوة لفعل ذلك، حتى لو لم تكن لها أي حاجة أو أي فائدة.
عندما تقترب عجوز، مريضة نفسياً، من الجنود في الضفة وهي تحمل في يدها سكين مطبخ صغيرة ثم تقف بصعوبة على أرجلها، يقوم الجنود بإطلاق صليات من النار عليها. وقد كان بإمكان فتى أن يوقف المرأة بدون سلاح، لكن الجنود فرغوا فيها مخازن سلاحهم. لماذا؟ لم لا؟ لأن الجنود يستطيعون.
تتعامل إسرائيل مع غزة بالضبط كما تتعامل مع تلك العجوز على الحاجز. تنزل إسرائيل على هذا الحي الفقير والمحاصر والمخنوق كل ترسانة سلاح الجو المتقدمة لديها دون خجل، وبدون كوابح، وتفرغ عليها كل ذخيرتها، فخر صناعة السلاح لديها ولدى الولايات المتحدة. ما أُعدّ لقصف مفاعل في إيران هو جيد أيضاً لقصف حسكة في بحر غزة. لا حاجة إلى ذلك، ضرر كبير لحق بالجانبين، ومع ذلك هناك 150 طائرة في السماء فوق غزة. لماذا؟ لأن إسرائيل تستطيع، فلماذا لا تفعل ذلك!
إسرائيل تدمر وتخرب بشكل يثير الاشمئزاز، وأحياناً تقوم بتحذير السكان وتعطيهم ساعة من أجل إنقاذ كل عالمهم، وأحيانا لا؛ لأنها تستطيع. إسرائيل تسقط الأبراج السكنية وأبراج المكاتب مثل أبراج ورق اللعب بمشاهد استعراضية مخيفة ومرعبة، تم تكريسها ليشاهدها ويسمعها سكان غزة المذعورون، وهي مكرسة بدرجة لا تقل عن ذلك لعيون سكان إسرائيل الذين يصفقون ويقولون إن لدينا كل هذا، ولدينا قوة، انظروا كم نحن أقوياء. استعراض سلاح الجو ليس في عيد الاستقلال فحسب، بل انظروا كيف ترتعد غزة، انظروا كيف تنهار الأبراج.
طائفة من يشجعون الطيارين في وسائل الإعلام وفي أوساط الجمهور تنظر بانفعال. يتم بث صور الدمار مرة تلو الأخرى عبر التلفزيون الإسرائيلي الذي لا يظهر أي شيء من غزة سوى الأبراج المنهارة. كل ذلك في الوقت الذي كانت فيه إسرائيل تستطيع الاكتفاء بقصف دقيق للشقق التي تستخدمها حماس، سواء كان هذا صحيحاً أم لا، دون هدم 15 طابقاً وتدمير 150 من المصائر. ولكن لماذا تكلف إسرائيل نفسها عناء ذلك. إسرائيل تستطيع والجيش الإسرائيلي يستطيع وسلاح الجو بالتأكيد يستطيع. أمام السماء المكشوفة والعاجزة لغزة، لم لا؟
لو كانت إسرائيل أقل قوة وتسليحاً بقليل لكانت حذرة أكثر في أفعالها. زيادة القوة هذه تولد سلوكاً وقحاً واستقوائياً وبربرياً. والقوة ليست هي القوة العسكرية فقط، بل السياسية. العالم يسمح لإسرائيل بأن تفعل ما هو مسموح فعله لعدد قليل جداً من الدول. هذا أيضاً قوة مفسدة. هو يعمل على إفساد إسرائيل. لا أحد سيوقفها، ولا أحد سيعاقبها على أفعالها.إذاً، لم لا؟ هي تستطيع.
إن من يفعل ذلك مع إسرائيل كمن يقوم بتسمين الإوز. عندما يقول الرئيس الأمريكي بايدن بأن لإسرائيل حقاً في الدفاع عن نفسها دون أن يقيد ذلك بشيء، فإن البطاقة البيضاء المفسدة تعود، ويكون معناها، اقصفوا بقدر ما تستطيعون. أيها الأصدقاء الأعزاء، أنتم فقط تدافعون عن أنفسكم. وباسم هذا، فإنه مسموح لكم أي شيء. بعد ذلك، يبدو أن الرئيس المعادي أيضاً يوقع على شيك آخر لتزويد المزيد من السلاح الذي ستستخدمه إسرائيل في الجولة القادمة. شكراً، أصدقاء إسرائيل، لأنكم عملتم على تقويتها بشكل كبير وأصبحت سمينة جداً.
وسوم: العدد 930