المدينة ..
للشاعر التركي: خليل موسى الطان
ترجمة: شمس الدين درمش
يا لحظك السعيد الذي كان مخبوءاً!! فقد حظيت أن تكوني سعيدةً بالله.
أنتِ الباب الذي انتشر منه نور القرآن على العالم كله، وأنت ذكرى سيرة حياة أعظم الرسل.
عندما كان اسمك (يثرب) كنت مجهولةً في العالم، وعندما صرت (المدينة) عرفتك الدنيا من أحاديث خاتم الأنبياء.
كنت شاهدةً على العداوة التي كانت بين الأوس والخزرج، ثم صرت شاهدة على الأخوة بين المهاجرين والأنصار.
المؤمن في شوق عارم يتحسر لرؤية ترابك، ولن يرضى أن يستبدل الدنيا كلها بحدائقك الغناء.
أيتها (المدينة)! ازدحم المؤمنون في الطريق إليك صفوفاً صفوفاً، فكيف نجد مكاناً بين تلك الصفوف؟!
لقد استقبلت حبيبي وسيدي (محمد صلى الله عليه وسلم) بالأحضان، وأطفأت لهيب شوقك إليه، والأصدقاء والأصحاب يطفئون غليل أشواقهم بالنهل من مائك النمير، وبالتنسم من هوائك العليل.
أما نحن الذي بعدت ديارهم عنك – يا مدينة – فإننا نطفئ حرارة أشواقنا، ولهيب حسراتنا بالنظر إلى صورك، والتأمل في رسومك! وأمنيتنا أن يقربنا الله منك، ويحقق شوق اللقاء بك في قلوبنا.
كل واحد منا يعرف أن أختك (مكة) تحفظ الكعبة المعظمة في قلبها، وكلهم يعرفون أنك أنت (المدينة) ترعين المسجد النبوي وتعنين به أيضاً.
لقد حفظت الوحي الإلهي، كما يحفظ صاحب البيت بيته، ولقد فتحت حضنك للرسول صلى الله عليه وسلم فكان ضيفك الكريم.
ندعو لله رب العالمين دائماً أن يجمعنا بأحبابنا.