الطفل السيء الطالع
ذهبت شابة في عشية خريفية مطيرة
إلى بقعة مقفرة حاملة بين يديها المرتجفتين
الثمرة السرية لحب تعس .
كان كل شيء ساكنا ، والتلال والغابة
هاجعة في ظلمة الليل البهيم .
وتلفتت الشابة حولها في رعب ،
ثم نظرت متنهدة إلى الطفل البريء ،
وخاطبته : " نائم أنت يا طفلي ، يا أساي !
أنت لا تعلم شيئا عن هذا الأسى .
ستفتح عينيك بعد قليل ،
لكنك لن تتعلق بثديي مشتاقا بعد اليوم
ولن تقبلك أمك التعيسة في الغد .
ستدعوها دون أن تجيبك ، يا عاري الأبدي ،
يا خطيئتي الكبيرة !
ستنساني إلى الأبد إلا أنني لن أنساك يا وليدي .
سيضمك الغرباء إليهم إلا أنهم سيقولون : " لست ابننا " ،
فتسأل : " أين إذن أبواي ؟! إلا أنك لن
تلفي بينهم وليا حميما .
أيْ أنت يا سيء الطالع !
سترى ، وحيدا بين لِداتك ، أمهات محبات لأبنائهن بينما
أنت مفعم القلب أسى ،
ومتكدر الروح غما .
ستهيم وحيدا يا ولدي في كل مكان
تلعن حظك في كل الأوقات ،
وستسمع من الناس تأنيبا مريرا قاسيا
، فاغفر لي عندئذ ! اغفر لي خطيئتي !
أيْ أنت أيها الغافي ، يا سيء الطالع !
دعني أضمك إلى صدرى مرة واحدة وإلى الأبد !
فالقانون الجائر المرعب قدر علينا الأسى الأبدي .
نم يا حبيبي قبل أن تمضي سنوات عمرك ،
وأيام فرحتك البريئة !
لا تدع أي أحزان مريرة تفسد حياة طفولتك الوادعة !
***
ولكن انظروا ! هو ذا البدر يُبين كوخا قريبا وراء الغابة !
وها هي الأم تذهب إليه حزينة ، شاحبة الوجه ،
ترتجف ، وها هي تنحني وتضع الطفل في رفق
على عتبة الكوخ ، وتشيح بعينيها مرتاعة القلب ،
وتختفي في ظلمة الليل البهيم .
*الشاعر الروسي أليكساندر بوشكين ( 1799 _ 1837 ) .
وسوم: العدد 972