الروائية الأميركية هارييت بيتشر ستو

ولدت الروائية  الأميركية هارييتشر ستو  في 1811  في كونيكتيكت ، وتوفيت في 1896 . وهي ابنة قس ، وأخت لخمسة من الأبناء ، وتزوجت من قس ، ونشأت في كنف الشرائع المتشددة لمذهب التطهر في إنجلترا الجديدة . وأضحت خصما عنيدا لنظام الرق ، وحين أصدرت روايتها الأولى " كوخ العم توم " لم تعتمد فيها على صورة الحياة التي تعلمها علما حسنا في إنجلترا الجديدة ، بل اعتمدت على صورة الحياة في الجنوب التي علمت قدرا منها خلال عيشها فيه بين عامي 1832 _ 1850 في مدينة سينسيناتي الحدودية في الغرب الأوسط ، وهذا يبين علة وجوه الضعف العديدة في الرواية  التي ظهرت في 1852، واعتمدت فيها لرسم شخصية الزنجي وتصوير حال الزنوج اعتمادا واضحا على العاطفة أكثر من اعتمادها على ملاحظة تلك الحال وفهمها إلا أن الرواية حققت أحسن مبيع في القرن التاسع  عشر حيث بيع منها 300 ألف نسخة في ستة أشهر ، وهي أهل لهذه المنزلة السامية على كل حال . وكانت ، من وجهة نظر أدبية ، واضحة التفوق على كثير من محاولات العصر الروائية الوعظية  الأخرى ضد الرق ، وهي حتى بهذه الصفة كانت ذات تأثير لا نكران من أحد له حيث وخزت ضمير ذلك العهد وخزا حادا لدفعه  لمعارضة الرق . وبداهة أن موقفها منذ زمنها صار رمزا لشعور الأبوة العطوف والهجومي ضد الرق . وعلى خلاف روايتها الأخرى " دريد . حكاية المستنقع العظيم الموحش " المعارضة للرق فقد جرت أحداث بقية كتاباتها في إنجلترا الجديدة حيث هي في وطنها الخاص ، وحيث كانت صورها عن الحياة فيه ذات قيمة جوهرية أكثر من صور الحياة في المناطق الأخرى التي جرت فيها أحداث رواياتها السابقة ، وربما تصنف رواية " أهل المدينة القديمة "  التي صدرت في 1869 أحسن تلك الروايات المتأخرة .  

*من " موسوعة  كاكستون الجديدة " البريطانية .