النعجة والكلب
تصادقت نعجة وكلب صداقة وصال دائم .
وفي يوم ، أخذ الاثنان يتحدثان عما
في حياتهما من تعاسة .
قالت النعجة : " آه ! إنني أبكي وأرتجف
حين أفكر في البلايا التي نابنا بها قدرنا !
فأنت ، يا عبد الإنسان ، يا من تعشق ناكري الجميل ،
دائم الخضوع له ، ولطيف ومخلص ، ومع ذلك تتلقى منه ثمن
حماستك في إخلاصك الضربات والمهلكات .
وأنا ، التي أكسو الناس كل عام من صوفي ،
وأهبهم حليبي ، وأسمد لهم حقولهم ؛ أشاهد كل صباح
أولئك الخبثاء يذبحون واحدا من أسرتي ، ويفترس إخوانهم الذئاب
بقيتها . وانتم ، يا ضحايا هذه الوحوش ،
لا تعملون إلا لها ، وتموتون بأيديها .
هذا هو قدرنا المهلك ! " .
قال الكلب : " ما تقولينه يا صديقتي حق ،
لكنْ هل ترين صانعي تعاستنا أسعد حظا منا ؟!
اذهبي في حال سبيلك يا أختاه !
لئن نقاسي الشر خير من أن نفعله . " .
*الشاعر الفرنسي جان بيير دو فلوريان ( 1755 _ 1794 ) .
وسوم: العدد 1037