رحلة إلى السوق
اليوم لم يختم بعد . والسوق التي على شاطئ النهر ما تزال .
لقد خفت أن يكون يومي قد تبدد ، وآخر دراهمي قد ضاع .
ولكن . لا . لا يا أخي . إني ما زلت أملك شيئاً ، لأن حظي لم يسلبني كل شيء . ***
الآن انتهى البيع والشراء .
لقد جمعت حصيلتي من الطرفين .
والآن حان وقت عودتي إلى البيت .
ولكن ، أيها الحارس ، أفتطلب ضريبتك ؟
لا تخف يا أخي . لأني ما زلت أملك شيئاً ، فإن حظي لم يسلبني كل شيء .
إن سكون الريح ينذر بالعاصفة .
وإن السحب المتجهمة في الغرب لا تبشر بالخير .
والماء الساكن ينتظر الريح .
أما أنا فأهرول لأعبر النهر قبل أن يدركني الليل .
ولكن يا صاحب المعبر ، أفتريد أن تطلب أجرك ؟
أجل يا أخي ، إني ما زلت أملك شيئاً ، فإن حظي لم يسلبني كل شيء .
***
وفي ظلال الشجرة على جانب الطريق تربع الشحاذ .
وا آسفاه ! إنه يحدق في وجهي وفي عينيه رجاء وحياء !
إنني ـ في ظنه ـ غني بما ربحت في يومي .
أجل يا أخي ، إني ما زلت أملك شيئاً ، فإن حظي لم يسلبني كل شيء .
لقد اشتد ظلام الليل ، وأقفز الطريق ، وتألق الحباحب بين أوراق الشجر .
من عساك تكون يا من تتبعني في خطوات متلصصة صامتة ؟
آه ، لقد عرفت ، إنك تريد أن تسرق مني كل أرباحي .
لن أخيب ظنك !
لأني ما زلت أملك شيئاً ، فإن حظي لم يسلبني كل شيء .
***
وصلت المنزل عند منتصف الليل بيدين فارغتين .
وأنت لدى الباب تنتظرين في يقظة وصمت ، وفي عينيك شوق .
وكعصفورة وجلة طرت إلى صدري ، يدفعك حب توّاق .
آه يا إلهي . إن شيئاً كثيراً لم يزل باقياً معي . فإن حظي لم يخدعني ويسلبني كل شيء .
***