لا يأس

للشاعر التركي: محمد عاكف

ترجمة: إبراهيم صبري

- أين مني نفحة من الأمل فيك،

أتحسب أنه قد انطفى؟ آه... هل كان ينبغي لك أن تقضي عليه؟

- ما كان لفجر الحق الأزلي أن يمحى أيها الظالم!

فبعد قليل ترى ما أظلم أيام غدك!

- وإن اعتقدت أنك تستطيع أن تمضي بدونه فمن المحال ألا تخفق،

ولو انتظرت سنين فلن تبدو لك لمعة ضئيلة.

- ولسوف تدوي أمواج الليالي في حنايا رأسك،

وكلما عدوت فسوف يصطدم خيالك بالدوامة الدائرة،

- وسوف يحيط الخسران بآفاقك فلن تستطيع أن تحطم سياجه،

ولن تستطيع أن تتبين الشاطئ، أهو أمامك أو وراءك؟

- يامن سافرت في ليالي الحياة الطوال، ووقفت في الطريق شريداً،

ليست نجاتك في السماوات ولا في الأرض، بل في نفسك.

- أشعل الروح التي استيقنت فناءها،

فليرتفع الستار قليلاً عما حولك!

- قليلاً... لأنك كدت تختنق!،

ويئست من النور الأزلي فبقيت مشدوهاً مبهوتاً!

- أيها القلب المؤمن الذي حار وهو يعبد الحق،

إن صدراً واحداً فقط يعيش بدون أمل وهو صدر الكافر!

- أيجمع اليأس والإيمان؟

حاشا لله، وقد علمت وأيقنت أنه ضرب من المحال!

- فلماذا إذن أذللت عنقك ووقفت مطرق الرأس؟

ألا تشفق على ذريتك، إن لم تشفق على نفسك؟

- ولدنا ولقّنا في المهد: "لا حياة لكم"،

فوطأنا عتبة الدنيا ونحن نعدها مقبرة؛

- لم نسمع صوتاً واحداً يبشرنا بالحياة،

وقام كل امرئ كأنه بومة تواصل النعيب على الوطن.

- وينفث روح اليأس القاتل،

حتى خدر أبناء الجيل وتركهم لقى مضاعاً!

- أليست تفقد الأمة الشعور بالبقاء حين تدوي،

الصرخة المنادية: "الأمة تضمحل"!

- "الأمة سوف تضمحل"، ما قتل الشباب إلا هذه الصرخة!

قم فتحسس هذا الشباب، هل به من حراك؟

- لو أطبقت على الآفاق آلاف الكوارث،

لما انهارت هذه الدولة ما دمنا نتجنب أن نقول: "إنها سوف تضمحل".

- ما كانت لتنهار، كلا، لن تنهار، ولن تسقط!

فاقتل أنت اليأس العلوي وأيقظ العزم؛

- فحسبها نفخة من الإيمان حتى تعود إلى الحياة،

فلينتعش أملك، ما هذه الخيبة؟ وما هذا الخسران؟

- فابدأ بإسكات الآلام الماضية،

وبث الأمل القوي في أبنائك؛

- وتوكل على الله واعتصم بحبل السعي واخضع للحكمة..

 هذا هو الطريق، ولا أعرف صراطاً مستقيماً سواه.