فتاة اسمها ناوومي - جونتشيرو تاتيزاكي
ترجمة : فكري بكر
رواية في ثمانية وعشرين فصلاً ، قصتها واضحة ، لكنها ذات مغزى كبير! بطلها مهندس يسمى (جورجي) يقع في غرام فتاة يابانية صغيرة السن ، لا تتجاوز الرابعة عشرة من عمرها ؛ ربما لأن ملامحها غربية ، فيقرر تربيتها وتعليمها ، ليصنع منها امرأة غربية عصرية ، وهو النمط الذي يهواه . وفعلاً فإنه بعد أن شبت (ناوومي) عن الطوق ، خرجت عن الخط الذي رسمه لها (جوجي) ، وتحدت التقاليد اليابانية بثيابها ، وأسلوبها وسلوكها ، بل راحت ترتمي في أحضان الرجال الغربيين ، الذين استهواها أسلوبهم في الحياة ، لتتحول بالتدريج إلى وحش ، ليس باستطاعة أحد السيطرة على تصرفاته !
موضوع الرواية يصور لقاء الشرق مع الغرب ، وهو موضوع أثير عند الكثير من الكتاب اليابانيين الذين احتكوا بشكل أو بآخر بالغرب . (مجلة المنتدى الإماراتية ـ العدد 98 ـ صفر/1412 هـ ـ كامل يوسف حسين) . وقد وضع المترجم يدنا على المفتاح الأكثر أهمية إذ يقول : يحذرنا تانيزاكي من تبني مبدأ التغريب على إطلاقه ، فالحضارة الغربية فيها جوانب إيجابية وأخرى سلبية ، وينبغي ألا نتأثر بكل شيء فيها ، بل الأهم أن نستوعبها أولاً ، ثم نختار منها ما يصلح لنا ، وما يسهم في تحقيق نهضتنا ورقينا . وتكاد (ناوومي) أن تكون هي اليابان في فترة الانفتاح على الغرب ! فكان التيار عاتياً ، إذ دمر كل ما واجهه من تقاليد وموروثات بهدف الوصول إلى العصرية الزائفة ! إن (فتاة اسمها ناوومي) رواية تحتاج إلى قراءة ما بين السطور لاكتشاف ما أراد أن يحذرنا منه تانيزاكي ، في منتصف العشرينات من القرن العشرين الميلادي ، وما زلنا نعاني منه إلى اليوم . تعد هذه الرواية من روائع الأدب الياباني ، وهي تناسب ذوي المستوى الجامعي .