حول أسماء الله الحسنى
تعليقات شعرية على لوحات رسمتها
الفنانة الشاعرة المسلمة
"نيار إحسان راشد"
ترجمها: أ.د/
جابر قميحة60 ـ المُحْيي
60 – Al – Muhyi
أعيشُهُ
هذا النسيمَ المنعشَ
العليلَ
وموجةً جديدةً
من الحياةْ
في شكلِ بسمةٍ عريضةْ
تعلو وجه البحر الساكنْ
من مرتَـفَعي الطافي
أعلى البحرْ
أرنو في تركيزٍ فائقْ
ثم أغوصُ
في قطرة ماءٍ منفردةْ
تحمل كل صفاتِ الكونْ
وأغوصُ.. أغوصُ
إلى الأعماقْ
يستقبلني منفذُ نورٍ
حيث بدايةُ زمنِ الكونْ
***
سبحان الله هو المحيي
والواهبُ للكونِ حياةْ
جاءتنا في صور شتى
فالأرضُ الميتةُ الجدبةْ
يحييها مطر بعدَ مواتْ
فيها يغرسُ …
روحَ الخصبِ...
وروحَ نماءْ
***
والله المحيي يحيينا
من موت الجهلِ
بنورِ العلمْ
والله المحيي يحيينا
من موت الروح بالإيمانْ
وكذا الأرواحُ النائمةُ
فبنور الله تستيقظْ
ويقوِّي فينا الإدراكْ
***
وأقدم في لوحةِ رسمي
باللون الفضي الناصعْ
أضواءَ الشمس المشرقةِ
وهي تقبلُ سطحَ الموجْ
***
يا محيي...
وُلدتْ في نفسي عاطفةٌ
الرغبةُ فيها جياشةْ :
أن أحييَ
لوحتيَ الصماءْ…
أن أرسمَ ميلادَ الكونِ
بحياةٍ هي صنعُ المحيي.
61 ـ المميت
61 – Al – Mumit
أستشعرُ في النفس هدوءًا
وسكونا في عمق الروحْ
انطلق الآن بحريةْ
وسلامٌ أبيضُ فضيُّ
يمتدُّ...
يغطي الأشياءْ
كل الأشياءْ
ها إنَّ حياتي تتوقفْ
معها تتوقفُ آلامي
وعواصفُ كانت تفزعني
وتهز حياتي.. وكياني
ها إني أستشعر ذاتي
في عمقٍ أستشعر ذاتي
أمواجُ الذكرى في الماضي
تنساب لكي تغدو نقطةْ
واحدة هاتيك النقطةْ
والنقطة هي جوهر ذاتي
تشكيل لكيان حياتي
وبها شكلت الصورةْ
لملامح روحي وحياتي
وبها تحقيق صادقْ
لوجودي النفسيِّ وذاتي
***
والموتُ ـ للحق ـ بدايةْ
إن يُـنْهِ مغامرةً تُـدعَى
في قاموس الخلق "حياة"
فالموتُ أبدا لا يُنْهى
من قاموس الخلقِ " وجودْ "
لكن.. من حِكَمِ اللهِ الخارقةِ
أن نُنْسَى نسيانا عابرْ
بنهاية زمنٍ محدودْ
ونعود إلى الأرض لنُـقْـبَرْ
ونصيرَ ترابًا منه خُلقنا
.. منه نقومْ
في يوم معلومْ
والموتُ إشارة ربي القادرْ
لليوم الفاصلِ يوم الفصلْ
***
بالنبل الفائض والشرفِ
وبفرشاتي
تنتقل يدي
من إحدى اللوحات لأخرى
لأصور مقبرتي فيها
فتموج بنور ملائكةٍ
بأرقِّ النور وألطفِـهِ
***
قد طال رقادي وأراني
من رقدة نومي أستيقظْ
أيقظني النور ببهرتِهِ
سألوني.. وأجبتُ.. أجبْتْ
وأنا في فزعٍ .. مرتاعةْ
انكشف المستورُ الخافي
فحقيقة أمري سافرةٌ
ما عاد هنالك مستورُ
لكني ـ حقا ـ أحمدهُ
فالبهجةُ قد غلبت خوفي
والموت قد طرح خفائي
واكتشفَ جميعَ خبايايْ
62 ـ الحي
62 – Al – Haiiyy
أعـيـشُ حـياتي في ازدهارٍٍ مُنعَّمٍ
جـذوريَ في الأرض العتيدة ثبِّـتتْ
بـراعـم روضـي لـلسماء مطلةٌ
هبطتُ من الأعلى، وفي النفس رغبة
هـو الله بـاق وحده، ليس ينقضي
وإن حـيـاةَ الـخـلـق منه بقدرة
تـنـزه عـن قـيـد الحياة وحدِّها
وفـوق تـجـاريـبِ الحياةِ علاؤهُ
وأمـضـي إلى شيخوختي ونهايتي
وجـودي كـظـل هـائـم، وكأنه
رعـاه إلـهـي بـالأمـانِ ورحمةٍ
فـعـمِّـرْ حـياتي بالخلودِ وكن لناكـأن حـيـاتـي روضـة وسناءُ
فـمـنـهـا لها طول الزمانِ غذاء
فـتـرنـو إلـيـها أنجـمٌ وسـماءُ
أعـودُ، فـيـحـدونـي إلـيه نداءُ
فـلا نـقـص يـعـرو ذاتَه وفناء
ـ لـوقـتٍ قصيرٍ ـ منحة وعطاءُ
هـو الـمـطلقُ الباقي، ولا نظَراء
فـمـا حَـدَّه عـقـل، ولا بُصَراء
ويـنـفـذ أمـرُ الله حـيـث يشاءُ
طُـروءٌ بـدربي عارضٌ .. وهَباء
فـكـل حـيـاتـي نـعمة وعطاءُ
فـإنـك حـيٌ.. والـخـلـودُ ثراءُ
63 ـ القيوم
63 – Al – Qayyum
يـدٌ حـنـونٌ بـالـزهورِ تخصني
حـلَّـتْ بـهـا ثوبي ففاح عبيرُها
نـضَّـدتُ وردي بـاقـةً أهـديتها
الله مـوجـود , وإن وجــودَه
يـا مـن خلقت الخلقَ مالكَ كلِّ شيْ
وأنـت يـا قـيـومُ عـن كل الذي
وأشـم مـن أرَجِ الـربـيـعِ ربيعَهُ
وكـل زهـرة بـبـاقـتـي ثـوت
"بـسـبـحـة" قد أشرقت خَرزاتُها
وفـجـأة وجـدتـنـي على السري
بـدأتُ يـا قـيـومُ أسـتـرد صح
وأنـت يـا قـيـوم مـانـحٌ، وواورديـةً حـمـراءَ يـعـلوها الندى
فـي غـرفـتـي منها ربيع من شذا
ربـي. وربـي عن عطاءٍ في غنى
كـافٍ، ولا يـحـتـاج شـيئًا للبقا
ءٍ، والـوجـود مـلـكُـه بـلاعَنا
خـلـقـتَ يـا قـيومُ أنتَ في غَنَا
مـن لوحتي في القلبِ منه له صدى
تـحـس أنـهـا كـخَـرْزَةِ الهدى
بـهـا أسـبـح بـاسمه على المدى
ر، والدموعُ - بضِحْكنا - غدت سدى
تـي.. هـديـتـي، فأنت في غنى
هـبٌ، ولـسـتَ مـن يـناله العطا
* واضح أن القصيدة على الألف المقصورة. نضدت: رتبت.
البقا: البقاء. عنا: عناء: تعب ومشقة. غنا: غَناء: اكتفاء وعدم احتياج
الأرج: العبير والشذا. خرزه الهدى: الخرزة في المسبحة.
السبحة: المسبحة. أي محا الضحك ما في عيوننا من دموع
العطا: العطاء.