معطف نصر الدين
عاد نصر الدين ذات مساء من العمل في الحقل بثيابه المتسخة الملطخة بالطين ، وسمع في طريقه غناء وضحكا ، فأيقن وجود حفل في حاشية البلدة التي يقضي عرفها بحق جميع الناس في حضور أي حفل يقام فيها . وعلى هذا دفع نصر الدين باب البيت الذي يجري فيه الحفل ، وابتسم في وجوه الحاضرين سعيدا ، واشتم رائحة كسكسي شهية تنبعث من المطبخ ، لكنه لم يستطع تجاوز الباب لسوء حالة ملابسه التي دفعت أهل البيت لطرده دون أي مراعاة لشعوره وكرامته ، فاعتراه غضب عنيف ، وركض إلى بيته ، ولبس أحسن معطف عنده ، ورجع مسرعا إلى الحفل ، فأحسن أهل البيت استقباله ، وأجلسوه جلسة أراحته ، وحطوا قدامه طعاما وشرابا وحساء ونبيذا . فأخذ كسكسيا وحساء ونبيذا ، وراح ينثرها على معطفه قائلا : كل يا معطفي ! اشرب يا معطفي !
فسأله جليسه مستغربا : ماذا تفعل يا تعيس ؟! جننت ؟!
فأجابه : كلا يا صاحبي ! الحقيقة أنهم لم يدعوني ، دعوا معطفي !
*هذه القصة عربية ، ولم أرَ بأسا في نقلها عن موقع " قصص من شتى البلدان " الفرنسي .
وسوم: العدد 696