البراءة
سنبني بيتنا إن شئت يا حبيبي آية حسن
لنقضي فيه الصيف والشتاء ،
وننظر حوله الماء جاريا حين تذوب الثلوج ،
واخضرار الشجر بعد اصفراره .
وهناك تمر أيام ألفتنا ، وفصول سعادتنا
على جنبات الدروب الوضيئة ،
ونندفع في بهجة متشابكي اليدين
مثل صبية حسان الوجوه
يلهون في سُرَب ضاحكة ،
وتكبر شجرة ورد تحت نافذة بيتنا
لتعمد نهارنا بالطل الرقيق والعبير الفواح .
ويبث قطيع الماشية الذي يزجيه الراعي الصغير
صوب المرعى ؛ براءته ووداعته في الحقول .
وتبدي الشمس اللعوب ، والبدر _البادية على محياه سيما التفكر _
اللذان ينساب شعاعهما على سيقان شجر الحور الملساء ؛
صورتيهما في نفسينا سواء أكنا لاغبين أم نشيطين وفق
ما تكون أوقات الظهيرة المنيرة والأمسيات التي ألفناها .
وسنجعل قلبينا بسيطين كثيرا ، وساذجين كثيرا
حتى لتعود الأرواح الساحرة في حكايات الماضي
لتسكن ثانية في بناديل الساعات العتيقة بألحانها السرية ،
وخلال ذلك نكون مهذبين ، مؤدبين ، منصرفين عما يشين .
وفي أمسيات الشتاء ، سنحاول أن نصاب نحن الاثنان بقليل من البرد
لنضاعف التذاذنا بدفء لهب النار ،
وسترقص نفسانا في صفاء حين نلمح الغابات
التي ستبدو في ناظرينا مرحة ،
وسنحلم في أبريل أحلاما يمازجها القلق والحيرة
حين ننفعل برقة الربيع وسحره ،
وسيلهو الحب وقورا فوق باب بيتنا ،
ونحصي أيامنا بالحصا الأبيض الصافي اللون .
للشاعرة الفرنسية أنَا دو نويه ( 1876 _ 1923 )
وسوم: العدد 723