البخيل
دفن بخيل ذهبه في موضع خفي بحديقته ، وصار يذهب إليه كل يوم ، فيحفر عليه ويحصيه قطعة قطعة للاطمئنان على وجوده كاملا في موضعه . وأكثر من ذهابه إليه حتى إن لصا كان يراقبه حدس ما يخفي ، فحفر في ليلة بهدوء على الكنز وسرقه . فغلب الأسى واليأس البخيل حين اكتشف فداحة خسارته بسرقة كنزه ، وتأوه وانتحب وشد شعره . وسمع عابر سبيل غريب انتحابه وسأله ماذا حدث له ؟ فقال باكيا بوحشية : ذهبي ! آه يا ذهبي ! سرقوني !
فقال عابر السبيل : ذهبك ! ذهبك كان موجودا في هذه الحفرة ؟! لماذا لم تحتفظ به في بيتك لتجده بسهولة حين تريد شراء شيء ؟
فصرخ البخيل محنقا : أشري ؟! لماذا ؟! لم ألمسه يوما . لا أستطيع التفكير في صرف أي شيء منه .
وعندئذ التقط الغريب حجرة كبيرة وطرحها في الحفرة، وقال : مادام الأمر على ما تقول ادفن هذه الحجرة ؛ فهي تساوي في نظرك الكنز الذي خسرته !
*العبرة : قيمة ما نملكه في إفادتنا منه .
*حكايات إيسوب .
وسوم: العدد 724