السعادة
29حزيران2017
حماد صبح
أقف قرب نافذة حجرتي
وفي يدي فنجان قهوتي
في بكرة الصبح حيث
ما فتئت الظلمة تشيع في الجو ،
وتعن في بالي خواطر البكرة المألوفة
حين أرى الفتى وصاحبه في الطريق
قادمين إلي بالجريدة ،
يعتمر كل واحد منهما قبعة ،
ويلبس سترة ،
ويحمل أحدهما على كتفه حقيبة .
الاثنان في سعادة خالصة إلا أنهما لا يتكلمان ،
وأحسبهما لو استطاعا لتأبط كل واحد منهما ذراع الآخر.
نحن في بكرة الصبح ، والاثنان يؤديان عملهما معا .
يدنوان مني في أناة ، والسماء تزداد ضياء ،
وإن كان القمر ما برح شاحب النور فوق وجه الماء .
الموت والطموح وحتى الحب نفسه
كلها لا تغشى هذا البهاء ولو لحظة عابرة ،
والسعادة تجيء بغتة ، وتمضي حتى إن أي صبح
باكر لا يستطيع أن يتحدث عنها .
*للشاعر الأميركي ريموند كارفر ( 1935 _ 1988 ) .
وسوم: العدد 726