القرد والقطة
عاش يوما قرد وقطة في منزل واحد بوصفهما حيوانين أليفين مدللين . وتوثقت بينهما صداقة عظيمة جعلتهما يواجهان معا ما في العيش من صنوف السراء والضراء . وبان للعيان أنه ما من شاغل لهما أكثر من أن يجدا ما يأكلانه دون اهتمام منهما بوسيلة وجدانه . وجلس الاثنان يوما قرب الموقد ينظران إلى بعض حبات الكستناء تشوى في النار . فقال القرد الداهية : لشد ما أتوق للحصول عليها ! إلا أنك أبرع مني كثيرا في هذه الأمور .
فبسطت القطة يدها حذرة متخوفة ودفعت بعض الجمرات ناحية ، وسحبت يدها خاطفة السرعة . وفعلت نفس الشيء ثانية ، ودفعت حبة كستناء حتى نصف المسافة في النار ، وفي المرة الثالثة تمكنت من سحب الحبة خارج النار . ووالت فعلها مرات كثيرة ، وكانت النار في كل مرة تخلف في مخلبها أثرا بالغ السوء . وفي أثناء ذلك كان القرد يلتهم الكستناء المستخرجة بنفس سرعة استخراج القطة لها . وفجأة دخل صاحب المنزل وطرد الحيوانين الوغدين . والخاتمة أن القطة طردت محترقة المخلب دون أن تفوز بشيء من الكستناء . ويقول الحكاة إنها منذ ذلك الزمان جنحت للاغتذاء بالفئران والجرذان ، وقللت اختلاطها بالقرد .
*يطلب المتملق منفعته بجهد غيره .
*حكايات إيسوب .
وسوم: العدد 727