إذا ساءت النية خاب المسعى
عاش في سالف الأيام رجل من طائفة البراهما الهندية مع أسرته في بيت صغير ، وكان مريدوه يوفرون له طعامه وثيابه ، وبذلك يُمضي أيامه . وفي يوم تلقى من أحد مريديه عجلين هدية ، فابتهج بهما أيما ابتهاج . ومع أنه وجد صعوبة كبيرة في توفير العلف والحب لهما إلا أنه استطاع تغذيتهما . وبتقضي الأيام صار العجلان ثورين ضخمين . وحدث أن وقعت عين لص عليهما ، فقال لنفسه : " البراهمي الأحمق يجهل حتى النفع الصحيح لهذا الثورين ، سأسرقهما وأبيعهما " . وهكذا انطلق عشية ذلك اليوم قاصدا بيت البراهمي ، فاستوقفه في طريقه شيطان شرس قاسٍ ، وقال في صوت راعد : أنا جائع ، سآكلك !
فقال اللص : انتتظر ، انتظر يا صديقي العزيز ! أنا لص . أنا في طريقي إلى بيت البراهمي لأسرق ثوريه ، ولك أن تأكل البراهمي بدلا مني .
فرضي اللص ، وسار الاثنان إلى بيت البراهمي ، وحين بلغاه قال اللص : دعني آخذ الثورين وأنصرف ، ولك بعدها أن تأكل البراهمي !
فزمجر الشيطان رافضا : كلا ! دعني آكل البراهمي في الأول ! أنا جائع .
واعترك الاثنان ، فصحا البراهمي على جلبة عراكهما ، ولما رأى الشيطان أخذ يتلو بعضا من تعويذة المانترا الهندية التي تقوي النفس والبدن ، فصرخ الشيطان صرخة حادة : آ يي !
واختفى . والتقط البراهمي هراوة ضخمة ، وخاطب اللص : حاولت سرقت ثوري ؟! أليس كذلك ؟!
وانهال عليه بالعصا ، وبذا وقى نفسه شر الشيطان ، وعاقب اللص عقابا يليق بسوء نيته .
*عن موقع " قصص قصيرة جدا " الإنجليزي .
وسوم: العدد 736