المشهد الأول :
مصطفى محمود وفواز أصدقاء جمعتهم سهرة في ليلة جميلة
و الإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون . صدق الله العظيم
المشهد الثاني :
تعجب الصحابة وصاروا يقولون : هنيئا له البشرى هنيئا له البشرى
وفي اليوم الثاني كان النبي مع صحابته في نفس المجلس ،قال النبي صلى الله عليه وسلم :
يطلع عليكم رجل من أهل الجنة ، فالتفت الصحابة جهة الباب ينظرون من سيدخل ، وإذا هو الرجل نفسه ...وكذلك في اليوم الثالث ثلاث مرات في ثلاثة أيام والرسول يبشر الصحابة بأن الرجل من أهل الجنة !!
المشهد الثالث :
محمود : اصبر يا رجل !
( الصحابي : يا سيدي أنا فلان بن فلان لقد تلاحيت يعني تنازعت مع أبي فحلف ألا أبيت معه في البيت ثلاث ليال فهلا استضفتني عندك !
الرجل : أهلا ومرحبا على الرحب والسعة تفضّل
وبعد ثلاث ليال كان الصحابي يراقب فيها أعمال الرجل في الليل فلم ير شيئا غير عادي يتعلمه منه
الصحابي : جزاك الله كل خير يا عماه لقد كنت كريما ومضيافا وأريد ان أصدقك الخبر
الرجل : ما الأمر يا بني ؟
الصحابي : أنا لا كما قلت لك في البداية ولم اختلف مع والدي إلا أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : أنك من أهل الجنة قال ذلك ثلاث مرات في ثلاثة أيام فقلت في نفسي : لو أني بتّ مع الرجل لأرى ما يفعل في الليل من طاعات وعبادات واتعلم منه لعلي أحظى بما حظيت
الرجل: وماذا رأيت بارك الله فيك ؟
الصحابي : لم أر شيئا لم أرك تقوم بكثير عمل أو عبادة !!
الرجل : هو كما رأيت
ثم استدرك قائلا : إلا أني أبات وليس في قلبي غلا على أحد.
الصحابي: ما شاء الله ما شاء الله بهذا استحققت البشرى بهذا استحققت البشرى هنيئا لك الجنة . )
مصطفى = سبحان الله السماء صافية والجو لطيف والنسمات منعشة !!
محمود = في مثل هذه الليالي يحلو السهر
فواز = في مثل هذه الليالي....آه... في مثل هذه الليالي علينا أن نطيل التفكر والتدبر فهذه الليالي نعمة من نعم الله علينا الحمد لله
مصطفى = أحسنت يا فواز إذا كانت هذه الليلة في الدنيا هكذا ( هدوء محبب وسماء صافية ونسيم عليل ومتعة نفس قلّ نظيرها ) فكيف هي في الآخرة ! ؟
فواز= ماذا تقول يا محمود ؟ هذا نعيم الدنيا لكن كيف تتصور نعيم الآخرة ؟
محمود =وكيف لي أن أتصور نعيم الآخرة وفي الجنة ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر !!
مصطفى = قولوا كيف نحصل علي نعيم الآخرة ؟ هل بالتمني ؟ إذن نتمنى
فواز = معقول ! نعيم الآخرة وجنة رب العالمين تنال بالتمني ؟ إن لكل شيء ثمن قدّم الثمن واحصل على الثمرة :-( ألا إن سلعة الله غالية ألا إن سلعة الله الجنة)
محمود= سمعت مرة من أحد المربين في درس له في المسجد : أن سلامة الصدر من الأحقاد طريق إلى الجنة
مصطفى = الأحقاد ؟ ابعدنا الله عنها وعن اهلها آمين اللهم طهّر قلوبنا من الأحقاد آمين
فواز = لقد أثنى الله على الأنصار الذين أحبوا إخوانهم المهاجرين واكرموهم قال الله تعالى : والذين تبوؤا الدار
مصطفى = أكمل الآيات يا فواز أكمل
فواز = .. والذين جاؤوا من بعدهم يقولون..
مصطفى = انتبهوا ماذا يقولون أكمل يا فواز
فواز = يقولون : ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا... تجعل .. في ..قلوبنا...غلا ..للذين ..آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم . صدق الله العظيم
مصطفى = ما أحلى أن يعيش الإنسان سليم الصدر خاليا من الأحقاد !!
محمود = ما أجمل كلام فواز اليوم ، وأنا أحب أن أسمعكم بشرى من النبي صلى الله عليه وسلم هل انتم مستعدون ؟
مصطفى = احك يا رجل وهل هناك أحلى من هذا الكلام ؟ احك ..
محمود = كان النبي صلى الله عليه وسلم جالسا مع نفر من أصحابه بعد الصلاة ، فقال لهم : يطلع عليكم رجل من أهل الجنة ..
فواز = يا سلام من اهل الجنة يعني من أهل الجنة كلام من لا ينطق عن الهوى صلوات الله عليه
مصطفى = طاب الكلام صلوا على خير الأنام اللهم صلي وسلم وبارك عليه وعلى أصحابه الطيبين
محمود = وما هي إلا لحظات وإذ برجل يدخل المسجد يسلم ثم يصلي ما شاء الله له أن يصلي ثم يخرج
فواز = ومن هو ؟ ألم يعرفوه ؟
محمود = لم يعرفه أحد إنه من عامة المسلمين
مصطفى = شيء جميل ! يا ترى ماذا كان الرجل يعمل من طاعات وعبادات حتى استحق هذه الدرجة وهو لا يزال في الدنيا ؟
محمود = سؤال مشروع فكروا في الأمر ونتابع بعد الشاي صب شاي يا فواز
محمود = كنت سأذكر لكم بقية القصة الرائعة ونتابع بها سهرتنا ونستفيد
فواز = اذكرها أخي ... افدنا
محمود = أحد الصحابة سأل نفسه :ماذا كان يعمل من طاعات وعبادات حتى نال هذه البشرى ؟ لاحتا لنّ الليلة على الرجل وأبيتنّ عنده وأنظر ماذا يفعل وافعل مثله
مصطفى = وكيف تصرّف هذا الصحابي ؟
محمود = قام وتبعه حتى عرف منزله
فوّاز = ثم ماذا... ماذا فعل ... خبّرنا
مصطفى = أ كيد صار هذا الصحابي يراقب ذلك الرجل دون أن يشعر به ليتعلم منه ويعمل مثله
محمود = لا.. بل إن الصحابي جاءه في المساء وقرع عليه الباب فلما فتح له الرجل الباب قال له متوددا :
مصطفى = الحقد والغلّ إنها بضاعة الشيطان يبعد بها المؤمن عن رحمة الله. فهنيئا لهذا الرجل ببشرى رسول الله ، وهنيئا له الجنة
فوّاز = وهنيئا لمن اجتنب الغلّ والحقد وخلّص نفسه منهما وأقبل على طاعة الرحمن .
محمود = اللهم اجعلنا من المتحابين فيك يا ربّ العالمين. وجنبنا الشيطان ومكره ونفثه وكيده آمين