ابنة الفنان الوطني سمير الإسكندرانى : أطالب بوضع اسم والدي على أحد المحاور المرورية وإحدى محطات المترو
الفنان سمير الإسكندراني علامة كبيرة في تاريخ الفن المصري والعربي وأيضا وهب علمه وفكره وثقافته لأجل مصر الحبيبة فلم تتمكن الأموال وملذات الحياة من تجنيده ضد وطنه لأنه تربى بالحلال فالأرض الطيبة نباتها طيب وفي هذا الحوار مع المصرفية نجوى سمير الإسكندراني الموظفة بإحدى البنوك نتعرف على الكثير بشأن والدها رحمه الله حيث قالت : تعلمت من والدي رحمه الله الكثير والكثير وهذا يحتاج إلى صفحات وصفحات ولكن يكفي أن أقول لحضرتك أن والدي كان إنسانا حكيما في كل تصرفاته ولو أحد أساء له كان لا ينفعل ويتعامل بمبدأ الهدوء والحكمة وكان شديد الحرص على فعل الخير والمحافظة على الجمال والقيم المصرية والوطنية الجميلة وقد شعر والدي بتعب وطلب نقله للمستشفى وفي آخر أيامه قال لي : أنا مش عايش العيشة بتاعتي لأن والدي كان يعيش حرا في حياته ولم يكن مقيدا بأي شيء .. أنا مقيد بالمستشفى والأطباء وكان يقول لي أيضا : الحياة نسبية وما نراه صحيحا قد يراه الغير خطأ وقبل أن تصعد روحه إلى بارئها قال لي : سوف أترككم بعد أسبوع وبالفعل والدي توفى بعد أسبوع حيث فاضت روحه إلى بارئها مساء يوم الخميس 13 أغسطس عام 2020 وشيعت جنازته من مسجد السيدة نفيسة تنفيذا لوصيته وتوارى جثمانه بين ثرى مقابر الأسرة في السيدة نفيسة بمحافظة القاهرة .
في سياق متصل قالت نجوى سمير الإسكندراني عن الدور الوطني الذي قام به : والدي في فترة صباه أحب جارتهم الإيطالية يولندا ومن أجلها قرر أن يتعلم اللغة الإيطالية وتفوق في دروس الإيطالية ونجح في الحصول على منحة دراسية في مدينة بيروجيا الإيطالية لدراسة الأدب واللغة في جامعتها الشهيرة وسافر والدي قبل موعد الرحلة بثلاثة أسابيع ليزور والدة الدكتورة ماريا هايدر الأستاذة بجامعة فيينا ودعته لقضاء السهرة في مرقص صغير وراح براقصها فيه بكل مرح وبراعة وضحكاتها تملا المكان حتى ارتطمت قدمه عفوا براقص آخر .. التفت إليه في حده يسأله عن جنسيته .. وعندما أجابه بأنه مصري ارتسم الغضب على وجه ذلك الراقص ولوح بقبضته في وجهه صائحا في مقت شديد وأنا إسرائيلي ويوما ما سنحتل مصرك كلها وعندئذ سأبحث عنك أنت بالذات وسط الخراب والحطام وأقتلك مرتين .. وقبل أن يتم عبارته كانت قبضة والدي تحطم فكه وتحول المكان كله إلى ساحة قتال .. وفي بيروجيا استقر المقام بوالدي عند سنيورا كاجيني التي عاملته كابنها وأكرمته وقضى في منزلها منحته الصيفية وعاد إلى القاهرة وكله شوق ولهفة للقاء حبيبة القلب يولندا ولكن كانت هناك في انتظاره مفاجأة مؤلمة .. لقد رحلت يولندا مع أورلاندو صديقها القديم ليتزوجا في أوروبا ونسيت أمره هو تماما .. وكانت الصدمة قاسية عليه ولكنها لم تحطمه وإنما دفعته للاستزادة من دراسته للغة الإيطالية حتى حصل على منحة دراسية ثانية في جامعة بيروجيا التي سافر إليها في الصيف التالي ليقيم أيضا عند سنيورا كاجيني وذات يوم وهو يلعب البياردو في الجامعة التقى بشاب ذكي يجيد العربية بطلاقة مدهشة ويتحدث الفرنسية والإيطالية والإنجليزية في براعة إلى جانب إجادته لبعض ألعاب الحواة التي بهرت طلاب جامعة بيروجيا وأدهشت والدي للغاية .. وقدم الشاب نفسه لوالدي بأسم سليم وسرعان من توطدت أواصر الصداقة بينه وبين والدي وأخبره أنه يعقد بعض الصفقات التجارية التي تتطلب سرعة التحرك والسرية مما يبرر اختفاءه كثيرا عن بيروجيا ثم ظهوره المباغت في فترات غير منتظمة وهو يصطحب في معظم الأحيان فتيات فاتنات وينفق عليهن في سخاء واضح .. وعلى الرغم من انبهار والدي بهذا الشاب في البداية إلا أن شيئا ما بعث الكثير من الحذر في أعماق والدي فراح يتعامل معه في بساطة ظاهرية وتحفز خفي نجح في التعامل بهما في مهارة وكأنه ثعلب ذكي يجيد المراوغة والخداع وذات يوم علم والدي أن هذا الشاب ليس عربيا وأنه يحمل جواز سفر أمريكيا مما ضاعف من شكوك والدي وحذره فقرر أن يراوغ سليم أكثر وأكثر حتى يعرف ما يخفيه خلف شخصيته المنمقة الجذابة حتى كان يوم قال له فيه سليم : أن طبيعتك تدهشني جدا يا سمير فأنت أقرب إلى الطراز الغربي منك إلي الطراز العربي .. كيف نشأت بالضبط ؟ وهنا وجد والدي فرصة سانحة لمعرفة نوايا سليم فأستغل معرفته الجيدة بطبائع المجتمع الأوروبي واليهودي التي أكتسبها من أمسيات سطح شارع عبد العزيز وابتكر قصة سريعة أختلقها خياله بدقة وسرعة مدهشتين ليدعي أن جده الأكبر كان يهوديا وأسلم وليتزوج جدته ولكن أحدا لم ينس أصله اليهودي مما دفع والده إلي الهجرة للقاهرة حيث عرف أمه ذات الطابع اليوناني وتزوجها وانه أكثر ميلا لجذوره اليهودية منه للمصرية .. وسقط سليم في فخ والدي الثعلب وأندفع يقول في حماس : كنت أتوقع هذا .. أنا أيضا لست مصريا يا سمير .. أنا يهودي .. وابتسم الثعلب الكامن في أعماق والدي عندما أدرك أن لعبته قد أفلحت ودفعت سليم لكشف هويته ولكن اللعبة لم تقتصر على هذا فبسرعة قام سليم بتقديم والدي إلى رجل أخر يحمل اسم جوناثان شميت ثم أختفى تماما بعد أن انتهت مهمته باختيار العنصر الصالح للتجنيد وجاء دور جوناثان لدراسة الهدف وتحديد مدى صدقه وجديته وأدرك والدي أنه تورط في أمر بالغ الخطورة ولكنه لم يتراجع وإنما مضى يقنع جوناثان الذي لم يكن سوى أحد ضباط الموساد الإسرائيلي وعرض على والدي العمل لصالح ما أسماه بمنظمة البحر الأبيض المتوسط لمحاربة الشيوعية والاستعمار مقابل راتب شهري ثابت ومكافآت متغيرة وفقا لمجهوده وقيمة الخدمات التي يمكنه تقديمها فوافق والدي على الفور وبدأ تدريباته علي الحبر السري والتمييز بين الرتب العسكرية ورسم الكباري والمواقع العسكرية وتحديد سمك الخرسانة ثم طلب جوناثان من والدي التطوع في الجيش عند عودته إلي مصر وأعطاه مبلغا كبيرا من المال ومجلة صغيرة للإعلان عن ناد ليلي في روما مطبوعة فيه صورته وهو يغني في بعض السهرات كتبرير لحصوله على المال .
أضافت نجوى سمير الإسكندراني : عاد والدي إلى بيروجيا ليستقبل عمي الوحيد سامي الذي حضر ليقضي معه بعض الوقت قبل سفره إلى النمسا وقضى والدي فترة أجازة عمي كلها في توتر شديد ثم لم يلبث أن حسم أمره فأيقظه في أخر لياليه في بيروجيا وقبل سفره إلي النمسا وروى له القصة كلها ثم طالبه بالكتمان الشديد .. وأصيب عمي بالهلع وطلب من والدي الحرص الزائد والتوجه فور عودته إلى مصر للمخابرات العامة ليروي لها كل ما لديه .. وكان هذا ما قرره والدي بالفعل وما استقر رأيه عليه ولكنه في الوقت ذاته كان يصر على ألا يخاطر بما لديه من معلومات وبألا يبلغ بها سوى شخص واحد في مصر وفور عودة والدي إلى القاهرة وعن طريق أحد أصدقاء جدي تم الاتصال بالمخابرات العامة وبمديرها صلاح نصر الذي بذل قصارى جهده لينتزع ما لدى والدي من معلومات ولكن والدي أصر في عناد شديد على ألا يبلغ ما لديه إلا للرئيس جمال عبد الناصر شخصيا .. وقد كان .. واستمع الرئيس جمال في اهتمام شديد إلى القصة التي رواها والدي وشاهد مع مدير المخابرات تلك الحقيبة التي أعطاها جوناثان لوالدي بجيوبها السرية والعملات الصعبة والحبر السري وغير ذلك من أدوات التجسس التي أطلع عليها الرئيس جمال عبد الناصر ثم رفع عينيه إلى والدي وقال له : أعتقد أن دورك لم ينته بعد يا سمير .. أليس كذلك ؟ أجابه والدي في حماس شديد : أنا رهن إشارتك يا سيادة الرئيس ودمي فداء لمصر.. وكان هذا إيذانا ببدء فصل جديد من المعركة وبدأ والدي يعمل لحساب المخابرات المصرية وتحت إشراف رجالها الذين وضعوا الأمر برمته على مائدة البحث وراحوا يقلبونه على كل الوجوه ويدربون والدي على وسائل التعامل وأسلوب التلاعب بخبراء الموساد وأستوعب والدي الأمر كله في سرعة وإتقان وبرزت فيه مواهبه الشخصية وقدرته المدهشة على التحكم في انفعالاته وبراعته في التعامل مع العدو فراح يرسل معلومات سرية عن مواقع عسكرية ومراكز قيادية ومعلومات عن برج القاهرة الذي كان محطة رادارية هامة ومواقع أخرى لها فاعليتها الاستراتيجية دون أن يتجاوز قدراته الحقيقية أو يبدي حنكة غير عادية يمكنها أن تثير شكوك العدو وبدأ جوناثان يطمئن لصدق والدي أما جدي فقد علم بأمر ذهاب والدي إلى المخابرات فور عودته من إيطاليا إلا أنهم افهموه هناك إنها مجرد شبهات بلا أساس وقد طلبت المخابرات من والدي أن يخفي عن والده أمر عمله معهم حتى يحاط الأمر بأكبر قدر ممكن من السرية ولكن والده لم يتقبل غيابه الطويل ولا عودته ذات ليلة متأخرا فثار في وجهه وطرده من المنزل ووالدي كان يتمزق حزنا ولا يستطيع تبرير موقفه أمام والده الذي يعتبره طيلة عمره مثله الأعلى ولكن يالعجائب الأقدار .. لو لم يطرد جدي الحاج فؤاد والدي هذه الليلة لفشلت العملية كلها وربح الموساد اللعبة فسبب التأخير هو أن والدي كان يعد خطابا خاصا للعدو بمعاونة ضابط اتصال من المخابرات المصرية ورسم فيه بعض المواقع العسكرية ولكنه أخطا في بعض الرموز العسكرية الهندسية فأصلحها له ضابط الاتصال في عفوية بفضل خبرته ودراساته العسكرية القديمة مما أضطر والدي إلى إعادة صياغة الخطاب مرة أخرى برموزه الصحيحة وحمله معه ليرسله إلى جوناثان بالطرق المألوفة ولكنه وصل إلى منزله متأخرا فطرده جدي واضطر والدي للمبيت عند زميل له من أصل ريفي وأصابته نوبة أنفلونزا بسبب انتقاله من وسط المدينة إلى إمبابة في الليل البارد فسقط طريح الفراش طوال الأسبوع ولم يرسل الخطاب وفي الوقت نفسه انتبه ضابط الاتصال إلى أنه من غير الطبيعي أن يرسم والدي الرموز العسكرية الهندسية الصحيحة وهو لم يتعلمها على يد جوناثان وفريقه وانه من المفروض أن يرسل الرسوم غير الصحيحة فأنطلق يبحث عنه ويدعو الله إلا يكون قد أرسل الخطاب وإلا أدرك الإسرائيليون أن هناك من يرشده وتفشل العملية كلها ... وعثر الضابط على والدي وحمد الله سبحانه وتعالى على أنه لم يرسل الخطاب فأخذه منه وجعله يكتبه مرة أخرى كما كان في البداية وبدون تصحيح وأرسله إلى جوناثان .. وطوال الوقت كان والدي يشكو في خطاباته إلى جوناثان من احتياجه الشديد للمال ويهدد بالتوقف عن العمل لو لم يعملوا على إخراجه من ضائقته المالية وفي الوقت نفسه كان يرسل لهم عشرات المعلومات والصور التي سال لها لعابهم وجعلتهم يتأكدون من انه عميل عظيم الأهمية يستحيل التضحية به لأي سبب من الأسباب فطلبوا منه استئجار صندوق بريد وأخبروه أنهم سيتدبرون أمر تزويده بالنقود المطلوبة ووصل مبلغ 3000 دولار إلى صندوق البريد داخل عدة مظاريف وصلت كلها من داخل مصر لتعلن عن وجود شبكة ضخمة من عملاء إسرائيل تتحرك في حرية داخل البلاد وتستنفذ أسرارها وأمنها ... وبدأت خطة منظمة للإيقاع بالشبكة كلها ولكن الإسرائيليين استدعوا والدي وطلبوا منه السفر بسرعة إلى روما وهناك أخضعوه إلى استجواب عسير انتهى إلى مضاعفة ثقتهم به وعودته إلى مصر بأوامر وتعليمات وطلبات جديدة .
في ذات السياق قالت نجوى كريمة الفنان سمير الإسكندراني : والدي أستأجر شقة في شارع قصر العيني بالقاهرة وأرسل يطالب جوناثان بالمزيد من الأموال لتغطية النفقات ومصاريف تأسيس الشقة وأعلن خوفه من إرسال الأفلام التي يلتقطها للهداف الحيوية خشية أن تقع في أيدي الجمارك ورجال الرقابة فأرسل إليه جوناثان رقم بريد في الإسكندرية وطلب منه إرسال طرود الأفلام إليه وسيتولى صاحبه إرسالها إلى جوناثان نفسه وبدأت خيوط الشبكة تتكشف شيئا فشيئا وعيون رجال المخابرات المصرية تتسع أكثر وأكثر في دهشة وعدم تصديق .. لقد كانت أضخم شبكة تجسس عرفها التاريخ منذ جواسيس قيصر روسيا في بدايات القرن ومعظمها من الأجانب المقيمين في مصر والذين يعملون بمختلف المهن ويحملون جنسيات مختلفة وأدركت المخابرات المصرية أنها أمام صيد هائل يستحق كل الجهد المبذول وقررت أن تعد خطتها بكل دقة وذكاء وتستعين بقدرات والدي الثعلبية لسحق الشبكة كلها دفعة واحدة في أول عمل من نوعه في عالم المخابرات وبخطة ذكية استطاع والدي إقناع المخابرات الإسرائيلية بإرسال واحد من أخطر ضباطها إليه في القاهرة وهو موسى جود سوارد الذي وصل متخفيا ولكن المخابرات المصرية راحت تتبع خطواته في دقة مدهشة حتى توصلت إلى محل إقامته وإلى اتصالاته السرية برجلين هما رايموند بترو الموظف بأحد الفنادق وهيلموت باوخ الدبلوماسي بإحدى السفارات الأوروبية والذي ينحدر من أم يهودية ويتولى عملية إرسال العمليات إلى الخارج مستخدما الحقيبة الدبلوماسية بشكل شخصي وبضربة مباغته ألقت المخابرات المصرية القبض على موسى وتحفظت عليه دون أن تنشر الخبر أو تسمح للآخرين بمعرفته وتمت السيطرة عليه ليرسل خطاباته بنفس الانتظام إلى الموساد حتى يتم كشف الشبكة كلها والإيقاع بكل عناصرها .. راح عملاء الشبكة يتساقطون واحد بعد الأخر والحقائق تنكشف أكثر وأكثر ودهشة الجميع تتزايد وتتزايد ثم كانت لحظة الإعلان عن العملية كلها وجاء دور الإسرائيليين لتتسع عيونهم في ذهول وهم يكتشفون أن الثعلب المصري الشاب سمير الاسكندراني والدي الذي أفتخر به قد ظل يعبث معهم ويخدعهم طوال عام ونصف العام وانه سحق كبريائهم بضربة ذكية متقنة مع المخابرات المصرية التي دمرت أكبر وأقوى شبكاتهم تماما وفكروا في الانتقام من والدي بتصفية عمي سامي ولكنهم فوجئوا بأن المخابرات المصرية قد أرسلت أحد رجالها لإعادته من النمسا قبل كشف الشبكة وكانت الفضيحة الإسرائيلية عالمية وكان النصر المصري ساحقا مدويا واستمع والدي إلى التفاصيل وهو يبتسم ويتناول الطعام بدعوى شخصية من الرئيس جمال عبد الناصر.
أما عن والدها الفنان قالت نجوى سمير الإسكندراني : والدي الفنان سمير الإسكندرانى اتجه للغناء عن طريق الصدفة وهو تتلمذ على يد أحد أساتذة الأوبرا الإيطاليين وكان من عشاق كتابات الكاتب العظيم أنيس منصور وذهب للعمل معه في مجلة الجيل الجديد وعندما عرف أنيس منصور أن والدي يجيد اللغة الإيطالية أرسله إلى مدير عام الإذاعة بالشريفين للعمل كمذيع بالبرنامج الإيطالى وأثناء عمله كمذيع بالبرنامج الإيطالى قام بتقديم الأغانى الأجنبية التي كان يكتبها ويلحنها مصريون وأراد وقتها الإذاعي عبد الحميد الحديدي مدير الإذاعة أن يقدم فكرة ( الفرانكو آراب ) فأرسل والدي إلى الموسيقار محمد عبد الوهاب وعندما وصل إلى منزله بالزمالك وجد عنده الشاعر حسين السيد وأحمد الحفناوي وقال الموسيقار محمد عبد الوهاب لوالدي : سمعنى وبعد غني والدي قال له محمد عبد الوهاب : لو عندى الصوت ده كنت خربت الدنيا وهو ما اعتبره والدي إهانة وانصرف من عند محمد الوهاب وبكى وهو في الشارع خلال عودته لمنزله وعندما وصل للمنزل قالت له جدتي : محمد عبد الوهاب اتصل بك ؟ فقال لها : ده أهانني وحقرني .. ثم اتصل والدي بالموسيقار محمد عبد الوهاب الذي قال له : الجملة قلتها تعبيرا عن إعجابي الشديد بصوتك وأذكر أيضا أن والدي قدم مئات الأغنيات المتنوعة وشارك في حفلات كثيرة كما غنى تترات بعض المسلسلات وفي الختام أطلب من رئيس الجمهورية تخليد اسم والدي ووضعه على أحد المحاور المرورية أو إحدى محطات مترو الأنفاق وذلك تقديرا لدوره الوطني العظيم تجاه مصر الحبيبة وأتمنى أيضا من الإذاعة والتليفزيون تقديم أغنيات والدي الفنان سمير الإسكندراني وأتمنى من كل المصريين والعرب الدعوات لوالدي وقراءة الفاتحة على روحه النقية الطاهرة .
وسوم: العدد 1110