حوار غير صحفي مع الدكتور جابر قميحة 5
حوار غير صحفي مع الدكتور جابر قميحة
(الحلقة الخامسة)
بعنوان (وبعد التكريم)
أ.د/ جابر قميحة |
حوار: أشرف إبراهيم حجاج -إعلامي –القاهرة |
ينظم مركز الإعلام
العربى بالتنسيق مع إدارة معرض الكتاب حفل توقيع كتاب للدكتور جابر قميحة .
وهو"مجموعة الأعمال الشعرية والمسرحية"، وذلك يوم الأربعاء 3 2 2010 . فى تمام
الساعة 2 بعد الظهر ، بقاعة اتحاد الناشرين بمعرض القاهرة للكتاب.
ومن ضمن فعالية حفل توقيع الكتاب بمعرض القاهرة الدولى للكتاب، يوقع الدكتور جابر
قميحة على مجموعة أعماله الشعرية والمسرحية الصادرة فى ثلاثة مجلدات عن مركز
الإعلام العربى، ويهدى الدكتور قميحة خلال الحفل أعماله لعدد من محبيه، ويشهد حفل
توقيع الكتاب لفيف من كبار المفكرين ، ومحبى الدكتور والمهتمين بإنتاجه الأدبى
الغزير الذى أضاف وقدَّم الكثير للمكتبة الأدبية والعربية.
*********
سعدت جدا إذ كنت واحدا من الذين أسعدهم وجودهم في حفل تكريم الدكتور جابر قميحة ؛ لما يتمتع به من فكر طيب ، وشاعرية فذة ، وحب متمكن من كل القلوب . وكان هذا اللقاء :
1- دكتور جابر لقد رأيت على الطبيعة ما تفيض به عيون الحاضرين من حب وإعجاب . فبماذا تفسر ذلك ؟ الدكتور جابر : كلامك هذا يسعدني ، فحب الناس ثروة لا تقدر بمال ، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا أحب الله عبدا حببه .
2- لفضيلتكم الكثير من المواقف التي تم تكريمكم فيها على مستوى مصر وغيرها . فهل من الممكن أن تشير للقاريء إلى حفل من نوع حفلنا هذا مبيننا دلالته على شخصية سيادتكم ؟
الدكتور جابر : من هذه الحفلات حفل توديعي إلى القاهرة بصفة نهائية ( يوم الأحد 20 صفر 1419ه / 14 يونيه 1998م ) .
، وقد أقيم في نادي المنطقة الشرقية بالدمام بالسعودية . وألقى كثير من الشعراء قصائدهم ومنها :
قصيدة الشيخ مبارك التى ختمها بالأبيات التالية :
يـجول في القلب آهات أكـلما اخترت بين الناس طائفة يجيء من عاديات البعد في سفر | أرددهاتـهيج في قلبي المجروح من الصحاب ذوي علم وأفضال يعوقني عن لقاء الصحب والآل | بالبال
وجاء في قصيدة الأستاذ الشاعر محمد الشماسي :
قالوا نودع أستاذًا فقلت لهم أي الأساتيذ هذا من نودعه
أهْو الذي ملأ الآفاق من أدب وراح كل قصي عنه يسمعه؟
كما قدم الشاعر مصطفى أبو الرز قصيدة شعرية جاء فيها:
كم كنت أرجو أن تقول وداعي فوفاء قدرك لا يطيح يراعي
يا جابر العثرات في خطواتنا ومطوق الإبداع بالإبداع
ها قد وقفت معانقًا ومودعا كسفينة وقفت بغير شراع
بعد ذلك جاء دور المحتفى به الدكتور جابر قميحة فقدم شكره العميق للنادي ولجميع زملائه والمشاركين في هذا الاحتفال على مشاعرهم الفياضة ، وأثنى على ما قدمه زملاؤه في جامعة الملك فهد . ثم قدم الدكتور قميحة قصيدة عنوانها وداع وتحية استهلها بقوله :
هـنا في ساحة نـبـاتٌ يعجب الزرَّا سـقـيناهُ .. رعيناهُ وُحـرَّ الفكر قد صغنا فـقدمْنا العطاء البكـ ومـا مِنا من استغنى | الناديرياضٌ قد سمت عَ شدَّ العقلَ... والعيْنا بكل الخيرِ.. والحُسنى وعن أدب الهوى صُمنا ر لا إيـذاءَ أو مَـنَّـا ولا مَـن بـالعَطا ضَنَّا | غُصْنا
ولا شك أن هذا التكريم وما يماثله إنما يدل على حب ووفاء . أما التكريم الذي أفضله فهو أن يجد الإنسان نفسه في قلوب أبنائه وطلابه .
3- كان لسيادتكم الفضل في تكريم أشخاص من ذوي المكانة والسطوع الأدبي والفكري . هل يمكن أن تقدم لنا بعض هذه التكريمات ؟
الدكتور جابر : من هذه التكريمات حفل أقيم لتكريم الأستاذ الدكتور حسن الشافعي الأستاذ بكلية دار العلوم ، وعضو المجمع اللغوي . وكان من ضمن أياديه التعليم الإسلامي ، والانتصار للعربية إنه كان واحدا من أهم الشخصيات التى أدارت جامعة إسلام أباد الإسلامية العالمية .
وكذلك حفل أقيم احتفاء بحصول أستاذنا محمد فريد عبد الخالق على درجة الدكتوراة ، وهو في سن الرابعة والتسعين ، فكان أكبر المعمرين في الحصول على هذه الدرجة العلمية ، لذلك سجل اسمه في موسوعة " جينس " .
4- من كنت تتمنى أن يكرم ممن عرفتهم أثناء جهادك في نواحي العلم
بالداخل والخارج ؟ الدكتور جابر : كنت ومازلت أدعو إلى تكريم النابغين من الشباب : شعرائهم ، ومفكريهم . كما أدعو أن يدرس تاريخ من يكرمون وذلك في كتب القراءة بالمرحلتين الإعدادية والثانوية .
5- ما رأيك في طريقة تكريم الأدباء والشعراء والمفكرين ؟ الدكتور جابر : صورة هذا التكريم تتمثل في جوائز الدولة التقديرية ، والتشجيعية . ومما يؤسف له أنها تعطى لمن لا يستحق ، ويكون الدافع لها في كثير من الأحيان المجاملة ، واتباع الهوى . ومثالها الجائزة التقديرية التى منحت لمفكر لم يحصل على الدكتوراة ، وأغلب مؤلفاته تتمثل في الهجوم على الإسلام والقيم الخلقية . وأصبحت هذه الجوائز بصفة عامة تابعة للولاء الحزبي . حتى قيل " نحن في بلد تسأل فيه من تعرف ، لا ماذا تعرف " .
6- أرى لسيادتكم مجموعة كبيرة من الدواوين الشعرية . فما أهم المحاور التى تدور عليها ؟ الدكتور جابر : المحاور تنطق بها عناوين هذه الدواوين ، فأهمها الجهاد الأفغاني ، والجهاد الفلسطيني ، والتصدي للظلم والديكتاتورية ، والإشادة بالشهادة والشهداء ، والقيم الإنسانية العليا ، وشخصيات الدعاة الإسلاميين الذين يتصدون للباطل ، واسترجاع كثير من التراثيات . ومن أهم هذه الدواوين : لجهاد الأفغان أغني ، لله والحق وفلسطين ، على هؤلاء بشعري بكيت ، وحسبكم الله ونعم الوكيل ، ... الخ .
7- الدكتور جابر معروف بالنكتة اللاذعة ، ومشهور بأدب السخرية . فكيف يتفق هذا الاتجاه عندك مع شخصيتك الجادة المجاهدة ؟ الدكتور جابر : النكتة تعتبر المعبر الصادق عن روح الشعب ، وخصوصا إذا كان الشعب مظلوما مكبوتا ، والسخرية فن لا يتقنه إلا الأقلون ، فقد تهاجم الباطل وتصرعه بفن السخرية . والشعر العربي غاص بهذا اللون. كما نجد في كثير من شعر المتنبي ، وشعر ابن الرومي .
8- ما رأيك في التيار النقدي القائم حاليا في الساحة الأدبية ؟ الدكتور جابر : قبل ذلك أشير إلى أن الأضواء لا تسلط إلا على من يرضى عنهم النظام الحاكم ، بصرف النظر عن قدراته وإمكاناته . من هنا ينتشر أدب المجاملات والنفاق والمغالاة ، ونادرا ما نعثر على نقد حصيف يفيد منه قراؤنا ، وخصوصا الشباب . وأرجع ذلك إلى أننا نعاني مشكلة أخلاقية ، انعكست بطبيعتها على الطوابع والاتجاهات النقدية .
9- في خطابك بحفل التوقيع الذي أقيم يوم الأربعاء 3/2/2010 سمعنا منك التفريق بين " الشعراء " و " المتشاعرين " . فما المقصود بهذين الاصطلاحين ؟ الدكتور جابر : يقصد بالشعراء من رزقهم الله بملكة الشعر ... فالشعر عندهم موهبة أصيلة ... أي أن الشاعر يولد شاعرا ، ونؤكد هذا الوصف بقولنا : " شاعر مطبوع " . أما المتشاعرون : فهم أدعياء الشعر ، الذين حرمهم الله هذه الملكة ، وقد نبالغ فنقول إنهم " شعاريير " ... وما أكثر هؤلاء في مصر والبلاد العربية .
10- دكتور جابر إن في جعبتي الكثير والكثير من الأسئلة تدور في ذهني ، وتدور كذلك في أذهان قرائك وطلابك ومحبيك . ولكني أخشى ألا تتسع المساحة المتاحة لما أحمل من أسئلة . وأختم كلماتي بتقديم الشكر لكم إذ أتحتم لي فرصة هذا اللقاء . آملا أن يتجدد بصفة دائمة . الدكتور جابر : بل أنا أشكرك وأقدرك ، إذ مكنتني من أن ألتقي بابن أديب من أبنائنا ، لأقول بعض ما عندي .