حوارٍ مع مصورة قناة الأقصى الفضائية
"إيمان بيومي"عشقتُ الحقيقة
فامتهنتُ التصوير،وزوجي قادني إلى النجاح
هنادي نصر الله
لأجل شلالات الدماء النازفة باستمرار...وعويل الآباء وصرخات الأمهات ودمعاتُ الأيتام...ولأجل كبرياء الجرحى وصمود الأسرى وعزة الشهداء....؛قررت الشابة الفلسطينية"إيمان البيومي" دخول عالم التصوير التلفزيوني من أوسع أبوابه؛لتضع حدًا لنظرة المجتمع الفلسطيني التي تحصر المرأة في زاويةٍ ضيقة،تتمثل في تصويرها للأفراح فقط!.
"إيمان"الزوجة والأم تصبحُ بعد إرادةٍ وتصميم أول مصورة تلفزيونية في قناة الأقصى الفضائية...التفاصيل في هذا الحوار:ـ
تعرفنا"إيمان"على بطاقتها الشخصية قائلة"أختكم في الله إيمان يونس يوسف البيومي ولدت في 20ـ 11ـ 1976م،خريجة قسم تكنولوجيا تعليم من جامعة الأقصى بغزة لعام 2001م،متزوجة من الإعلامي محمد البيومي،ولديّ ثلاثة أطفال أكبرهم"الحسن" ويبلغ 6أعوام،يليه"أيمن" 5سنوات،ثم"حنان"عشرة أشهر،أسكن في النصيرات وسط القطاع.
تواصل مصورة قناة الأقصى الفضائية شرح الأسباب التي دفعتها لاقتحام عالم التصوير التلفزيوني بقولها"السبب الرئيسي هوايتي للكاميرا إضافةً إلى الرغبة الجامحة التي تنمو بداخلي وتزداد يوميًا وتدفعني بكل قوة إلى التصوير؛لقناعاتي بدوره المهم والرائد في كشف الحقيقة وإيصال الرسالة الصادقة إلى العالم أجمع؛فالصورة أكبر وسيلة للإقناع والتأثير وإيصال الحقيقة والرسالة".
زوجي أول من شجعني
وعن رأي زوجها في مجال عملها تقول المصورة التلفزيونية"إيمان"" بحمد الله زوجي هو من قادني إلى النجاح وهو أول من شجعني فهو إعلامي ويحبُ أن تشاركه زوجته عالمه ومهنته؛فهو يعي جيدًا مهنة الإعلام ويدرك خطورتها ودورها كما يعلم جيدًا أنها ليست حكرًا على الرجال".
أول مشهد ميداني
طلبنا من إيمان أن تضعنا في صورة أول مشهدٍ ميداني التقطته عدسة كاميراتها..بعد بُرهة صمتٍ حملتّها إلى الأحداث المؤسفة الأخيرة التي شهدها القطاع تقول بتأثر"أول عملٍ ميداني قمتُ بتصويره كان في الأحداث الدموية التي شهدها قطاع غزة قبل عملية الحسم العسكري التي قامت بها حركة حماس حيث يتلخص المشهد في عملية اغتيال خمسة
من مجاهدي التنفيذية والقسام على يد التيار الدحلاني البائد في غزة وهؤلاء الشهداء هم"هاني قلجة وحسن جحا وعبد الفتاح أبو سمعان ومؤمن الديري ومحمد الضاش بصراحة كنتُ وقتها مضطربة ومرتبكة وخائفة كثيرًا حركاتي تتلعثم وأنفاسي تختنق ودقات قلبي ترتجف ...المشهد دامي للغاية وعليّ أن أثبتّ وأصمد لأنقل الأمهات وهنّ يبكين والآباء وهم يصرخون والأطفال وهم يتألمون على آبائهم الميتون أمامهم!!
وتضيف"إيمان"وقد تذكرت ذلك المشهد جيدًا "ملامح الغضب تنتشر في كل ركنٍ من أركان بيوت هؤلاء المغدورين،حاولتُ أن أسيطر على أعصابي وتذكرتُ أني في مهمةٍ جهادية وإنسانية ووطنية تحتم عليّ نقل هذه المشاهد بمهنية عالية وبحمد الله نجحتُ في ذلك فأغلب شهداء الأحداث المؤسفة التقطتها بنفسي ".
وتستكمل مصورة الأقصى الفضائية حديثها قائلة" بفضل الله الآن أقوم بتصوير كافة التقارير الميدانية الخاصة بالبرامج التالية"فتية القرآن ـ رغم الألم ـ لمسة وفاء ـ عائدون،عدا عن قيامي بتغطية المهرجانات المختلفة والمتنوعة لاسيما التي تخص المرأة الفلسطينية.
أصعب المواقف
وعن أصعب المواقف التي واجهتها خلال رحلتها مع عالم التصوير التلفزيوني تقول"إيمان" بعد أخذها لنفسٍ عميق"هناك موقفان أثرا في نفسي كثيرًا،الأول يتلخص عندما ذهبت لتصوير بيت الشهيد الإمام"محمد الرفاتي" حيث كان أطفاله يبكون بحرقة ورعب في آنٍ واحد،بينما زوجته المكلومة فكانت تمسك"ببنطلون زوجها المغدور وتصرخ بأعلى صوتها"هذا دم الشهيد أنظروا إليه!"
أما المشهد الثاني فهو عند ذهابي للتصوير في بيت الشهيد"عدنان اسبيتة"حيث رأيتُ
زوجته الشابة"تهاني الحلو"التي لم يتجاوز عمرها الأربعة والعشرين عامًا تبكيه
بحرقة لاسيما وأنه لم يمضِ على زواجها منه سوى ستة أشهر!!.
سألنا"إيمان" إذا ما كان النقاب يُعيقها عن أداء مهمتها كونها منتقبة فأجابت
بثقة"على الإطلاق كلا النقاب لا ولن يُعيق المرأة عن عملها فالمصورة والصحفية
كما المدرسة والطبيبة يجب أن تلتزم بالزي الشرعي الإسلامي فهذا فرض عليها".
المرأة الناجحة بحق
وحول توفيقها بين عملها داخل البيت وخارجه تشير"إيمان""الفضل يرجع أولاً وأخيرًا لله عزوجل الذي أكرمني بزوجٍ مخلص متفهم لعملي يساعدني في كافة أموري،والنقطة الأخرى التي أود الإشارة إليها في هذا المقام هي أنني لا أسمح لنفسي أبدًا على التفكير في أمور العمل وأنا في البيت والعكس صحيح بمعنى أحاول أن أعطي كل مكان حقه فالمرأة الناجحة بحق هي التي توفق بين عملها خارج البيت وترعى بأمانة وإخلاص أطفالها وزوجها،وهذا يتطلب من المرأة قدرًا من التركيز والتخطيط والمهارة والدقة".
وحول إذا ما كانت تشجع الفتيات على الإقتداء بها ودخول عالم التصوير التلفزيوني تقول مصورة قناة الأقصى الفضائية" بالطبع أشجع كل فتاة لديها هواية ومهارة التصوير على الإلتحاق بهذا المجال الرائع،فقط ما عليها إلا التوكل على الله عزوجل ثم الإلمام بأجزاء الكاميرا الداخلية والخارجية كما عليها التحلي بالمرونة والخفة والحركة وروح المبادرة وأن تكون معطاءة لأبعد الحدود خاصة فيما يتعلق بالوقت.
نظرة المجتمع
وفي موضوع مدى تقبل مجتمعها ومقربيها من جيران ومعارف لعملها كمصورة تلفزيونية"تعترف إيمان أنه في بداية عهدها التصويري لم يكن هناك تقبل لعملها من بعض المعارف حتى أنها كانت تسمع إنتقاداتهم لها بأذنيها؛لارتباط التصوير في أذهانهم واقتصاره فقط على تصوير المرأة للأفراح فقط،وتستدرك"إيمان"ذلك بقولها"لكن بعد أن شرحت لهم طبيعة عملي وأصبحوا يشاهدون ثمرة جهدي عبر الشاشة اقتنعوا بدوري وبحمد الله استبدلوا الفكرة التي سيطرت عليهم فترةً طويلة والمتمثلة في أن المرأة المصورة يقتصر دورها على تصوير الأفراح فقط!
في النهاية أردنا من مصورة قناة الأقصى الفضائية إطلاعنا على طموحاتها المستقبلية فقالت" أتمنى من المولى عزوجل أن أنضم قريبًا إلى أسرة التصوير المباشر على الهواء وآلا يقتصر تصويري على العمل الميداني والتسجيلي،وأن يكون لي اسم في مجال التصوير،وهنا أود إخباركم أنني لم أذهب إلى المقابلة بعد خروج اسمي في مدارس الحكومة؛وفضلتٌُ التصوير على مجال التدريس وأتمنى النجاح في هذا المجال.