نبيلة الخطيب
لقاء مع الشاعرة المبدعة
نبيلة الخطيب
أجراه: تيسير النجار
نبيلة الخطيب شاعرة صدر لها عدة أعمال شعرية منبرية، تسكنها شعلة الإيمان والتعبد والوجدانيات، والخطيب صدر لها ديوان ثان بعنوان "وميض الخاطر"، وفي المطبعة ديوان ثالث بعنوان: "عقد الروح" وتعد الآن لإصدار ديوانها الرابع وقد يكون بعنوان: "ماذا أتى بك" والخامس للأطفال، وبذلك يكون لديها سبعة دواوين أولها "صبا الباذان" مطبوع وديوان "صلاة النار" مخطوط والخطيب التي قد شاركت في هذا العام (2004) في عدة فعاليات مهمة، كان معها هذا الحوار:
قالت نبيلة الخطيب عن ما يميز شهر رمضان:
يتميز شهر رمضان عن غيره بالروحانية والتألق الإيماني، ولرمضان برنامجه الخاص المختلف بالتأكيد في كل شيء، وأنا أحس أن شهر رمضان هو الذي يعطيني ويبدع في عطائي، وبحمد الله فإني أستقبل هذا العطاء وأتفاعل معه، وأحس دائماً بالفيض العاطفي والوجداني والإيماني، وكأن رمضان يقول لي هذه محطة للتزود للمقبل من الأيام فيريحني من عناء قصيدة لأنطلق في بقية العام بزاد رمضان ولا يكاد ينضب.
القرآن ونبع رمضان
وأضافت الخطيب:
وبالتالي فلأن قراءاتي الرمضانية هي من نبع رمضان وفيوضاته، فإذا كان رمضان هو مبتدأ القرآن فإنه في قراءاتي كل رمضان، فهو شهر القرآن (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس) فالقرآن رفيقي من أول الشهر إلى نهايته بالإضافة إلى ما يتعلق به من تفاسير وإعجاز.
الجد والعمل والإخلاص
وأضافت الخطيب عن طابع رمضان وخصوصيته:
إن رمضان له طابعه وبرنامجه وحياته وبالتالي طقوسه التي تقتضيها طبيعته، وكما قلت فالقرآن تتكثف قراءته وقيام الليل ليله وهذه أهم طقوسه أما باقي حياتي فإنني أمارسها بشكل اعتيادي من واجبات بيتية وعمل وظيفي، فرمضان شهر الجد والعمل والإخلاص، وإذا لم يزد في عطائي فإنه لا ينقص منه.
غياب المسحراتي
وتحدثت الخطيب عن ذكريات الآباء والأجداد:
أنا من الجيل غير المخضرم الذي عاش تجربته وعاصر عادات وتقاليد متغايرة، فالذي بدأت أدركه في طفولتي من رمضان هو نفسه الذي نعيشه اليوم، ولكنني علمت من كبار السن كالوالدين والأجداد أن أموراً كانت في رمضان لم يعد لها وجود في هذا الزمن كالمسحراتي.
إحسان عباس وقصة رمضانية
وتذكرت قصة لها مع الأستاذ إحسان عباس وقالت:
أذكر مرة كنت في زيارة للدكتور إحسان عباس (رحمه الله) في بيته ومن طريف ما حدثنا أنه عندما كان صغيراً كانوا في قريتهم الساحلية يتولى الصبيان صعود صخرة لمراقبة غروب الشمس في رمضان، وكان إمام تلك القرية رجلاً بسيطاً للغاية، لا يعتمد على الأذان إلا من خلال ساعة يده القديمة، وقد توافق أن أصاب تلك الساعة خلل مما جعل عقاربها تسارع في قراءة الزمن، وكان قد حان وقت أذان المغرب حسب ساعة الشيخ بينما الشمس ما زالت تبدو جلية في الأفق، فهم الإمام برفع أذان المغرب فحاول من حوله من الرجال أن يلفتوا نظره إلى عين الشمس لإقناعه أن وقت الأذان لم يحن بعد، ولكنه أصر أن ساعته تشير إلى وقت الغروب وهذه القصة من الذكريات التي تروى بسرور.
الطفولة إيمانية
وقالت عن المواقف الطريفة التي حصلت معها في رمضان:
كنت طفلة نحيلة، وكانت أمي تحاول إقناعي بعدم صوم النهار بأكمله ريثما تعودني بالتدريج على الصيام وحتى يشتد عودي قليلاً كوني لم أكن مكلفة بعد وكانت تتعمد عدم إيقاظي لتناول طعام السحور لتضعني أمام أمر واقع، فاتفقت مع أحد إخواني على خطة جميلة، جهزنا حبلاً طويلاً من القماش، ربطت أحد طرفيه بساقي بينما ربط أخي الطرف الآخر بساقه، فكان عندما يصحو للسحور يشد الحبل فيوقظني دون أن يشعر بذلك أحد من الأهل، ولكنهم عندما اكتشفوا هذه المؤامرة ضحكوا كثيراً وكفونا الاستمرار بها.
على رأس الهرم
وتضيف الخطيب:
أعود وأقول عن المواقف الطريفة أو المحزنة أن سروري وحزني عام أكثر منه خاص، فإنني أفرح وأسر إذا رأيت الأمة تتجه نحو الأفضل في كل الجوانب، وأحزن وأتألم وأنا أنظر إلى واقع أمتي الذي لا يسر، بينما هي قادرة بمؤهلاتها وإمكاناتها أن تكون على رأس الهرم.
وقالت عن كتابها المفضل في رمضان:
هو كتاب الله تعالى ملازمي وأنيسي ورفيقي، وعندما أجد متسعاً من الوقت فإنني أشغله بقراءة معمقة للسيرة النبوية الشريفة لأنني مؤمنة أن القرآن والسيرة هما زاد المؤمن في حياته فكراً وسلوكاً وروحاً.
وقالت عن رأيها في المشهد الثقافي في رمضان:
في رمضان تنحسر نسبياً الحركة الثقافية العامة لانشغالات الفئات المختلفة في برامج رمضان الخاصة به، لكنني أرى في رمضان نفسه مشهداً ثقافياً متميزاً عن مطالعات ذاتية وصلوات مسجدية وزيارات معارف وأرحام فهذه تشكل في رأيي مشهداً ثقافياً مؤثراً في النفس الخاصة والحركة العامة.
وحول السؤال عن الجديد الإبداعي قالت:
قد صدر لي ديوان ثان بعنوان "وميض الخاطر" وفي المطبعة ديوان ثالث بعنوان: "عقد الروح" وأعد الآن لإصدار ديواني الرابع وقد يكون بعنوان "ماذا أتى بك" والخامس للأطفال، وبذلك يكون لدي سبعة دواوين أولها "صبا الباذان" مطبوع، وديوان "صلاة النار" مخطوط وقد شاركت في هذا العام في عدة فعاليات مهمة كان آخرها في إسبانيا حيث دعيت إلى دورة ابن زيدون التظاهرة الثقافية التي عقدتها مؤسسة عبد العزيز البابطين في قرطبة، وقد قرئت الأشعار العربية من قبل الشعراء العرب وترجمت إلى الإسبانية والبرتغالية، وفي المقابل استمعنا إلى شعراء إسبان وبرتغاليين وترجمت أشعارهم إلى العربية، فكان تلاقحاً لطيفاً ومهماً بين الثقافات، هذا بالإضافة إلى أعمال متعددة للأطفال والفتيان ما بين الأشعار والقصة والدراما آخرها كان فيلم "... وأزهر اليباب" وغير ذلك من الأعمال المسجلة صوتياً ومرئياً في الأردن وخارجه.
ورق العنب
ونوهت لأكلتها المفضلة في رمضان:
إذا كانت الأكلة المفضلة في رمضان فلا يختلف الأمر بالنسبة لي عن غيره، فالاهتمام بالأكل وأصنافه لا يتغير، أما بشكل عام فكما قيل لأحدهم إن الطعام طيب فقال: طيبته العافية، فما دام الإنسان في عافية فكل الطعام طيب، ومع هذا فإنني أقول لا بأس من ورق العنب مع العافية ليصبح أكثر طيباً.