شهادتي للتاريخ، احداث الثمانينات ومؤتمر سوتشي

في ثمانينات القرن الماضي وعندما وقف في وجه النظام بضع الاف من الاخوان المسلمين  وكادت الامور ان تخرج عن السيطرة اراد النظام الاجرامي ان يحل الامور بطريقة المصالحة والحوار ..  ولكن بطريقته هو لا الحوار الجاد والحقيقي 

فقام المجرم حافظ الأسد بدعوة المشايخ على اساس ان لهم التأثير الكبير في تهدئة الشارع الثائر 

ولكنه أتبع نفس الاسلوب الذي يتبعه الروس الآن في سوتشي ...

فدعا إلى الاجتماع مئات من المشايخ ومن كافة المحافظات واستقبلهم في أجمل الفنادق

وأعد لهم أفخر أنواع الطعام وكان الترغيب والترهيب هو الاسلوب المتبع مع أغلب هؤلاء المشايخ والذين كانوا على استعداد تام للوقوف مع الطاغية في وجه المشايخ من اهل الحل والعقد والذين لا يتجاوز عددهم أصابع اليد الواحدة 

وليضعف صوت هؤلاء المشايخ امام الجمع الكبير من .. المشاخخ .. 

وكان من ضمن الحاضرين من مشايخنا 

الشيخ عبدالله علوان والشيخ طاهر خير الله والشيخ محمد الشامي 

كانت كلمة الأسد هجومية بشكل كبير وبعيدة عن الاحترام والدبلوماسية المعهودة في تلك اللقاءات وخصوصا امام علماء الدين 

من ضمن كلامه وبحسب ما سمعته من الشيخين الحبيبين طاهر خيرالله وعبدالله علوان قال وهو ينظر إلى الشيخين الجليلين ويتوسطهما الشيخ محمد الشامي

( اني اعرف ان بينكم مشايخ من الاخوان المسلمين وأن لم يوقفوا هذه الانتفاضة فسوف ادعسهم بحذائي هذا وضرب برجله غاضبا على الأرض وكانما بدأ يفقد اعصابه

وكلما اراد أحد الشيخين الرد على المجرم امسك الشيخ محمد الشامي بيده مهدأ ذلك الشيخ فما كان من الشيخ محمد الشامي الا ان وقف في وجه الرئيس مخاطبا إياه بما يلي ( سيدي الرئيس اني لابرأ منك ان تتكلم بهذا الكلام امام هؤلاء المشايخ وانت رئيس لهذه البلاد . جمعت المئات ممن لا يملكون قرارا او تفويضا من الشعب وكان بإمكانك.. ان كنت تريد حلا لما نحن فيه .. ان تتكلم مع البعض وتنتهي الامور 

يا سيادة الرئيس ان كنت تريد أن توقف هذه الثورة ضدك فاستمع إليهم فقط ولا حاجة لمئات المصفقين من أمثال هؤلاء .. وأشار بيده إلى الجمع الكبير .. )

وهنا هدأ المجرم قليلا وبدأ يستمع للشيخ الشامي 

وكما حدثني الشيخان رحمهما الله ان الشيخ الشامي قد تحدث بقوة وببلاغة نعجز عن القول ببعضها 

وهنا أدرك المجرم أنه امام جبال من الرجال قد احضروا اكفانهم معهم وانهم لا يخشون في الله لومة لائم 

وقدم وقتها المجرم الكثير من الوعود ولم يوف ببعض منها بل كانت مرحلة استفاد من الوقت ليستعيد  أنفاسه ليضرب شعبه بالحديد والنار كانت خاتمتها في حماة المجزرة الكبرى التي راح ضحيتها عشرات الآلاف من أبناء حماة البطولة والعز

نعم هذا ما جرى في الثمانينات وهذه عقلية النظام في الحوار كما يفعل الدب الروسي في سوتشي الآن 

حيث بلغ عدد المدعوين إلى مؤتمر العار والخيانة .. سوتشي.. 1600 شخصية من مختلف أطياف الشعب السوري .. كما زعم الاحتلال الروسي ..

ولم يدع إلى هذا العدد الا لخلط الأوراق ببعضها ولتمييع القضية وتضييع البوصلة الأساسية التي خرج لأجلها الشعب السوري وما زال يدفع ثمنها من دمائه وأرضه وشتاته 

الراعي الأساسي والداعي لهذا المؤتمر هو العدو الروسي الذي يشارك الأسد في قتلنا وتدميرنا بطائراته وبكافة أنواع أسلحته المحرمة دوليا وإنسانيا 

ولولاه لسقط هذا النظام منذ أكثر ست سنوات وما كنا لنخسر مئات الآلاف من الشهداء وتدمير كامل للمدن والقرى ونزوح للملايين من أبناء شعبنا

نعم لا فرق بين الأمس واليوم في طريقة تعاطي الأحداث بين ثورة الثمانينات وثورة شعبنا الحالية 

عقلية واحدة لم تتغير تجمع الروس في سوتشي والنظام المجرم 

فماذا يأمل شعبنا من مؤتمر يرعاه القاتل ويدعوا إليه غالبية لا تملك الا الولاء للنظام 

ومن يخالف الدب الروسي بعدم الرضوخ الكامل بإرادته بأنه سيدمر المدن فوق رؤوس اهلها 

وكأنه بالأمس كان يرش علينا الورود من طائراته

أيها الشعب الحر الأبي 

سوتشي هي مؤامرة كبرى على شعبنا وثورتنا وعلى الأحرار ان يدركوا أن الشعب الذي قدم مليون شهيد يستطيع أن يقدم مليونا آخر ولن يهدأ حتى يسقط النظام الإجرامي ويعود الشعب ليحكم نفسه بعيدا عن الظلم والقهر والاستبداد والتبعية

وما النصر الا صبر ساعة 

ومن ذهب إلى سوتشي لا يمثل إلا نفسه واعلم أن الكثير من الأحرار رفض الذهاب إلى سوتشي ليقينه ان الشعب يرفض مؤتمر الذل والعار وهؤلاء لن يخونوا دماء شعبهم ووطنهم 

سوتشي مؤتمر العار والخيانة 

وسوم: العدد 757