الولائم
الوليمة عمل طيب مبرور ، له مناسبات كالزواج واستقبال الحجاج أو قدوم ضيف .
هناك قيد ، الدين يقول للقادم على الزواج أولم ولو بشاة ، لكن يقول شر الطعام طعام الوليمة يدعى لها الأغنياء ويترك الفقراء .
وتلبية الدعوة واجب ، وهو من حقوق الأخوة والجوار ، ويجب أن يحذف من قاموس حياتك كلمة القاووق ، وهو الذي يحضر بدون دعوة !
وعندما تصبح الولائم صورة عن المباهاة والتفاخر تصبح مكروهة ، وعليها مسؤولية ربانية !
لقد حضر النبي عليه الصلاة والسلام وليمة عادية بسيطة لكنه قال : لتسألن عن نعيم هذا اليوم !
وتصبح الوليمة مكروهة إذا كان فيها البذخ والترف !
وتكون حراما في أيام الكوارث والمجاعات والحصار
إن القائد العظيم صلاح الدين الأيوبي حرم على نفسه الابتسام وقال : كيف ابتسم والمسجد الأقصى أسير ؟
فعندما تكون أجزاء من الوطن محاصرة كغوطة دمشق وغزة والشهداء يتساقطون بالعشرات بل المئات ومنهم من يموت تحت الردم تصبح الولائم عبثا وجريمة !
إذا كان جارك عنده ميت من الذوق والأدب والدين أن لاتقيم حفل زواج ولا وليمة عرس !!
إن أمتنا تعيش كوراث متلاحقة وحصارا خانقا يأكل فيه بعض المسلمين الحشائش ولحم القطاط ، ويصبح الرغيف أمنية الكبار ؟؟
والحليب أمنية الصغار ؟؟
عندما تسمع أن أهل وطنك في إدلب والغوطة محاصرون ! يعيشون في رعب وجوع ودمار !
فتوسعك في الطيبات في دارك حرام !
وإذا كانت الوليمة من صنع مطبخ عام وتكلف الوليمة الآلاف فهي جريمة وترف محرم يؤدي بالأمة إلى الدمار ؟
لنقرأ قوله تعالى ( وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا ) الإسراء ١٦ .
ومن المضحك المبكي أن المترفين عباد البطون يجعلون للدين مساحة حقيقة تتقدمها المدائح النبوية من صوت رخيم وخشوع متصنع ؟
إن ولائم الترف نهى عنها الإسلام ، ونهى عن التكلف !
فهل نحن كالجسد الواحد كما وصفنا النبي عليه الصلاة والسلام ؟
بل نحن أمة مسخرة تضحك من جهلها الأمم !
نحن أمة تبحث عن الزعامة والوجاهة والدنيا الوضيعة !
وصرنا نرقص على الدمن وعويل الأطفال يملأ الأجواء يريدون الحليب ،
وصار الحليب والمحلوبة في بطون أهل الدنيا وعباد الكروش !
وكرمنا لايظهر إلا عند الوجهات ؟
فإذا رأيت أمة محمد عليه الصلاة والسلام لاهية ، بطونها أهم من الجهاد والصراخ في وجه الظالمين
فبشرها بالدمار والعار !
من أسباب دمار الأمم الترف والترف وحده !
إن وليمة تكلف الآلاف جريمة خاصة في هذا الزمن الصعب ، في أيام الحصار والمجاعات والقصف والموت تحت الردم جريمة وأي جريمة !
صدق مولانا ( ثم لتسألن يومئذ عن النعيم ) ٨ التكاثر
نبينا صلى الله عليه وسلم مات ولم يشبع من خبز الشعير ، صلى الله عليه وسلم نام على الحصير وأكل خبز الشعير
ومع ذلك سار بجيشه من المدينة إلى تبوك مشى على قدميه في حر الشمس وعلى أرض رملية تغطس فيها الأرجل صلى الله عليه وسلم
مرحبا بالذبائح التي تنحر لإطعام الفقراء والجياع ، ولا بارك الله في وليمة يراد بها الجاه والتفاخر !
ونسهر إلى منتصف الليل ولا نذكر الله إلا قليلا ونأمل بجنة عرضها السموات والأرض وفيها الحور العين !
لاعظم الله أجركم يا أصحاب الولائم الفخمة !
كروشكم ملأى بالضأن والحلو والمر والحار والبارد وأطفال أمتنا لا يجدون حليب الرضاعة !
أمة تلهو وتلعب وتأكل وتنام نوم أهل الكهف لاخير فيها ولا رجاء
نرقع دنيانا بتمزيق ديننا
فلا ديننا يبقى ولا ما نرقع .
فطوبى لعبد آثر الله و جاد بدنياه لما يتوقع
ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا
وفرجك ياقدير
وسوم: العدد 760