الدعوة الإسلامية في أرض البطولات العثمانية
كلمة للتاريخ وإعترافا بالجميل فمن لايشكر الناس لا يشكر الله ، لقد أسدت لنا تركيا يدا بيضاء للسوريين ، وفتحت لهم أبواب الجامعات ، ومنحتهم حرية العمل لدينهم .
هاهي جحافل العلماء بقيادة الداعية المجاهد ابن الداعية سعيد حوى ، هاهو صوت ابنه أحمد يدوي في صالة قل نظيرها في عنتاب ، على يساري جموع نساء وعلى يمنيي وفود علماء وأمامي أطفال ، قلت في نفسي ماذنب هؤلاء ليهجروا من وطنهم ؟ ذنبهم أنهم أصروا على قول ( ربنا الله ) وكما هجّروا يهجرّ إخوانهم في الغوطة اليوم لأن الحاكم بأمره الثعلب لافروف يهجّرهم بالتقسيط ألف يتلوها ألف ، وتخرج قوافل النساء والأطفال صارخة ياظالم لك يوم
والشكر لله وحده فجافل الدعاة السوريين يعملون في كل الميادين فهذه ال ( دعاة إلى الخير ) تفتح لها مركزا في نزب لخدمة القرآن والسنة تقيم المسابقات وتمنح الجوائز للشباب من الجنسين ، كرمت أمس بحضور الداعية الدكتور عثمان مكانسي من حفظ الأجزاء من كتاب الله وعددا من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.
هاهو المجاهد الدكتور مصطفى مسلم يقيم جامعة الزهراء في عنتاب وأخوه المجاهد عبد الجبار الزيدي يقيم جامعة العثمانية في اسطنبول
ها هم ( سلطان العلماء ) يفتحون المراكز وفقهم الله .
الآن أمامي الشيخ أحمد سعيد حوى يلقي كلمته باسم رابطة العلماء السوريين في حفل أقامته شباب( همّة ) فمرحبا بهمة وبشباب همة فرب همة أنقذت أمة .
كان نجم الحفل منشد الثورة السورية ، ثورة الحق والكرامة الداعية الموفق يحيى حوى المنشد الثائر على الظلم والطغاة ، اسمع إليه ( بدهم مني أكتم ألمي ، رح أحكي وأحكي .. ياسوريا لا تبكي .. خطفوا أمني ، أخذوا أمي حتى حلمي مات بقلبي ، لاتهتم بكرا العز بيمحي الهم ، قالوا لي إني إنسان حرّ جبيني مابينهان )
ختم نشاطه بنشيد هزّ كياني وأعادني إلى أيام الطفولة ، نشيد ردده معه الشباب المسلم
موطني الجلال والجمال ، والسناء والبهاء في رباك ، الحياة والنجاة والهناء والرجاء في هواك
هل أراك سالما منعما ، وغانما مكرما
موطني الحسام واليراع
لا الكلام والنزاع رمزنا
مجدنا وعهدنا
غاية تشرف
وراية ترفرف
في علاك
وصفق النساء والشباب عند هتاف هل أراك قاهرا عداك
كان المنشد يحيى حوى يقفز من مكان إلى مكان وهو يهتف بقوة موطني موطني
وهتف قلبي : ياموطنا عبث الزمان به ... فصار بدلا من ديغول أيام فرنسا لافروف يتحكم به ، صار الروس يسبحون في مياهه وطيرانه ينطلق من أرضه ليصب النابالم والفوسفور على الغوطة وغيرها
ووزعت الجوائز على شباب الجامعات ذكورا وأناثا وكلهم من أبناء بردى والعاصي والفرات
أجل سنبقى أحرارا رغم إخراج الدب الروسي أهل الغوطة على دفعات وساروا إلى المجهول وتاهوا بين الجبال والوديان ، حريم تحمل البقج وأطفال يحملون الشنط ، والعجائز يمشون بالعكاكيز والعربات ، لكن رغم فداحة الجريمة هناك شباب بايعوا على الموت ، ورغم المجازر قاموا وانتفضوا من الأنفاق والخنادق ومن تحت الركام وأوقعوا بالغزاة من روس ومجوس ومن حثالات أهل السنة ماأوقعوا والله أكبر والعزة لله
ويعود صوت حوى يهتف : جنة جنة جنة والله ياوطنا ، صدقا لم تبق دموع أذرفها على وطن مستباح ، وغادرت الحفل ونشيد موطني يهز كياني والنساء والأطفال يبكون شوقا إلى ربوعهم وتراب وطنهم ؟
جزى الله همة وشباب همة فقد غرسوا في كل السامعين همة للدفاع عن الوطن ولا تستغربوا فنبينا عليه السلام لما أجبر على الهجرة كان كلما مشى خطوات تلفت إلى وطنه مكة ، يقول عليه الصلاة والسلام يامكة إنك أحب البلاد إلى الله وأنك أحب البلاد إلي ولولا أن أهلك أخرجوني ماخرجت ، لكن مولانا جل في علاه قال له ( إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد )
ويوم فتح مكة كان المهاجر يأخذ بيد أخيه الأنصاري ويقول له تعال أريك الدار التي ولدت فيها رضي الله عنهم .
وعدت إلى بيتي في نزب وأصداء يحيى في مخيلتي : الجلال والجمال والبهاء في رباك والهناء والرجاء في هواك
هل أراك قاهرا عداك ؟ والصبايا السوريات يقلن مع المنشد هل أراك ، هل أراك ؟
حرم الله نور العينين من حرم هولاء الصبايا والأطفال وطنا أثنى الله سبحانه عليه ، وطننا هو بلاد الشام ، فاتحها خالد بن الوليد وأبو عبيدة بن الجراح وسعد بن أبي وقاص رضي الله عنهم والآن يصول فيها الروس والمجوس ، يجوسون خلال الديار ، فتحنا لهم الأبواب فركبوا على أعناقنا وأذلونا
وطن عليه من الزمان وقار
النور ملء شعابه والنار
جزى الله ( همة ) في عنتاب على حفلها وجهادها ، جزى الشيخ العالم العلامة المجاهد أحمد حوى ابن المجاهد ابن حماة ، ابن العاصي ، تلميذ الشيخ المجاهد محمد الحامد رحمهم الله ، جزى الله الشيخ محمد حمادة وشباب البيت الشامي الدعوي على مشاركتهم .
والتحية والشكر لكل طفل حضر الحفل ، ولكل شاب نال جائزة ، وكل شابة وكل إمرأة وكل داعية ممن حضر وممن غاب يهتف : الله غايتنا والرسول زعيمنا والقرآن دستورنا والجهاد سبيلنا والموت في سبيل الله أحلى أمانينا
ياجماعة ( همة ) شكرا ثم شكرا
فقد أيقظتم في الشيوخ والشباب الهمة ، وعلو الهمة من الإيمان
شكرا لسيد العلماء الشيخ أحمد حوى سدد الله خطاه
شكرا من الأعماق لمنشد الثورة يحيى حوى وفقه الله
يارب أعطنا فسحة من العمر نراه ينشد على ربوع العاصي
يارب عليك بالروس والمجوس ، عليك بالسفيه المععم بالسواد ومثله بالبياض
وإلى مزابل التاريخ كل من شتم أبي بكر وعمر رضي الله عنهما .
والله أكبر ولله الحمد
وسوم: العدد 764