هكذا كان شيوخ الأزهر !!

( لا يخافون إلا الله ! فخافتهم الطواغيت ، وهم لا يملكون غير كلمة الحق والصدع بها ! )

الشيخ محمد مصطفى المراغي - رحمه الله -  (نموذجاً )

حين قامت الحرب العالمية الثانية ، كان مركز انجلترا في بدايتها ضعيفا حرجا إذ توالت انتصارات هتلر علي نحو يؤذن بانهزام الحلفاء واضطرت انجلترا أن تذيع في الناس أنها تحارب من اجل الإنسانية المندحرة أمام ديكتاتورية النازية ، وطلب السير مايلز لامبسون ، من الأستاذ الأكبر محمد مصطفي المراغي أن يذيع علي العالم الإسلامي بيانا يعلن فيه أن انجلترا تحارب في سبيل الديمقراطية لترعي حقوق العدالة والأخوة والمساواة ، وتعاظم الشيخ الأكبر أن يجرؤ السفير علي طلبه ، فلم يشأ أن يغفل الطلب ، كأن لم يكن ، ولكنه انتهز فرصة الاحتفال بموسم ديني ، فألقي أمام الملك خطبة رنانة توضح ما قاسته مصر ، والعالم الإسلامي من أهوال هذه الحرب المدمرة حتى سقطت القنابل علي الإسكندرية وبعض المدن المصرية ، فأحدثت من الضرر النفسي ما فاق الضرر المادي ثم هتف صريحا بان مصر تكابد حربا لا ناقة لها فيها ولا جمل وان المتحاربين في المعسكرين المتنابذين لا يمتان إليها بسبب .

وانتشرت خطبة الإمام علي الأثير في شتى أنحاء العالم ففزع السير لامبسون فزعا شديدا وهاتف رئيس الوزراء تبعا لما شاهد واتصل تليفونيا قبل الفجر ليحتج علي المراغي، وينذره بأنه لابد أن يحيطه علما بكل ما يقول قبل أن يخطب به .

واستمع الشيخ متعجبا ثم قال للرئيس حسين سري : "أتريد أن اعرض عليك كلامي ؟ من أنت ؟ أنا أستطيع أن أقيلك من منصبك بخطبة واحدة من فوق منبر الأزهر ، أو الحسين! قل هذا لمن هددك يا حسين !

وانتقل الحديث إلي السفير البريطاني ، فخاف العاقبة وآثر السكوت !.

وسوم: العدد 767