بشار الأسد أفرح بالضربة الودية ومبشراتها .. من محكوم بالإعدام فُك الحبل عن عنقه
تؤكد القراءة السياسية المطمئنة أن الضربة الثلاثية التي وجهت إلى ( الأرض السورية) كانت ضربة ودودة ، ونزلت كما البشرى السارة ، على قلب مجرم الحرب الأول بشار الأسد وداعميه .
تحدثنا في مقال سابق ، كيف أن الضربة متعددة الرؤوس ، أعفت المجرم من العقوبة ، وتناولت بعض المرافق السورية ، بما شاء أعداء هذا الشعب بالأذى .
إن الحقيقة الأكثر قتامة ، التي يجب أن نسلط الضوء عليها أكثر هي تعاقب الرئيس الأمريكي والفرنسي مع رئيسة الوزراء البريطانية على تأكيد أن الضربة لا تهدف إلى تغيير الوضع الاستراتيجي في سورية . الوضع الاستراتيجي الراهن المتمثل في سيطرة الروس والإيرانيين والأسديين على الساحة السورية ، ليقرروا فيها ما يشاؤون ، ولتكون الشرطة العسكرية الروسية المحتلة هي أرجى قوة على الأرض عند السوريين ، فمن أبى أحيلت أوراقه إلى الطائفيين من رافضة وأسديين .
الرسالة السوداء هذه هي رسالة تطمين لبوتين ، وللولي الفقيه ، ولبشار الأسد بطريق التبعية أن ما ينفذونه على الأرض السورية لن يتغير ، وأن الضربات الودية التي ينفذها التحالف الغربي ، لن تنقض ما أبرم الروس والإيرانيون من استراتيجية عزل الثوار وتجريدهم من سلاحهم وبعثرتهم وتهجيرهم مع أهليهم ومؤيديهم ، ليصيروا إلى إقرار المجرم في موقعه ، ليكمل مسيرة أبيه في تدمير سورية وإذلال إنسانها ، وتغيير هويتها ، وبعثرة سكانها ..
وقد اقترن مع هذه الرسالة ، الصريحة الواضحة منذ اللحظات الأولى ، رسائل جانبية أكثر صراحة ، كلها كان يهدف إلى بث الطمأنينة في قلوب المجرم والمجرمين . فقد اقترن رفع الصوت بالسب والشتم والاتهام بما تعاقب عليه الضاربون الثلاثة وتأكيدهم أن ( الضربة لا تستهدف النظام ) وقولهم ( هدف الضربة تأديب بشار ) . وكانت تلك العقوبة أشبه بعقوبة حلاقة الشعر التي كانت شائعة في تأديب المجندين .
لقد نزلت الرسائل مثل غيث الطمأنينة على قلوب المجرمين فبعثت بها الغبطة والرضا. فما أسرع ما رأينا المجرم الأول بعد الضربة بساعات يخرج من جحره بزينته ، وكيف لا ؟! وقد سبق إليه من التطمينات والتأكيدات أنه غير مستهدف بهذه الضربات . وأن كل شيء قد انتهى بعد تحلّة القسم الترامبي .
هذا وما يزال هناك أقوام يتجادلون حول مشروعية الضربة ، وما يزال هناك أقوم يدوسون على صدور أطفال سورية تحشرج بالسارين ليمدوا سببا إلى مجرم الحرب الأول القاتل المبير ، وما أكثر الذرائع ؟! وما أسهل المعاذير ..؟! وأبشعها ما التصق بالمقاومة والممانعة والأقصى والقدس وفلسطين .
يتجادلون حول مشروعية الضربة ، أو حول دوافع ضاربيها ،دون الالتفات إلى حقيقتها ، وحقيقة ما أعلن هؤلاء الضاربون !!
الرسالة إلى قيادات المعارضة السورية أن يتوقفوا عن الجدل فيما يُفعل بهم وهم الذين ينتظر منهم أن يكونوا الفاعلين.
وسوم: العدد 768