من أبرز فنون السياسة: فنّ التوظيف، للسيّء والنظيف!

من أبرز الفنون ، التي تحتاجها السياسة ، فن التوظيف ؛ توظيف كلّ ما يمكن توظيفه ، ممّا يَنفع السياسي ، بعمله وبتفكيره ، لحاضره ومستقبله ، من : أشخاص ، ومواقف ، وعلاقات ، وأحداث ، وقوى ، ومصالح، وعواطف ، وأفكار، وأشياء ..!

وقد بَرع بعضُ الساسة ، في فنّ التوظيف ، على مدار التاريخ : القديم منه ، والحديث !

 بعضهم : برع ، في توظيف مالديه ، من قوى وأمكانات ومواهب ..!

وبعضهم : برع ، في توظيف مالديه ، ومالدى الآخرين ، ممّن يأذنون له ، بتوظيف بعض مالديهم، وممّن لاعلم لهم ، أصلاً ، بأنه يوظف مالديهم !

 وعلى مستوى التوظيف ، بأشياء مفردة :

بعضهم : يوظّف مالَه ، في خدمة مسألة سياسية ، كالانتخابات ، وغيرها !

وبعضهم : يوظّف شهرته ، في بعض المسائل : شهرةَ بَراعة ، أو شهرة نزاهة !

وبعضهم : يوظّف سمعته النظيفة !

وبعضهم : يوظف علاقاته ، ببعض الأشخاص المهمّين ، من ساسة : محليين أو دوليين ..أو قادة حزبيين ، في دولته ، وغيرها !

وبعضهم : يوظف عناصر سيّئة ، يستخدمها، في الترويج له ، إعلامياً، أو في تهديد بعض خصومه، أو ابتزازهم ، أو إيذائهم : بأنفسهم ، أو ببعض مَن يلوذ بهم !

وبعضهم : يوظف شهرة بعض أهله الحسنة ، فيشهر نفسه ، بأنه : ابنُ فلان !

وبعضهم : يشهر نفسه ، بأنه : زوج فلانة : ( في أحد الانتخابات السورية ، عرّفَ أحدُهم ، نفسَه، بزوجته ؛ وكانت لها شهرة خاصّة ، لدى بعض الناس!) .

 وبعضُ عمليات التوظيف السياسية ، موجودة في التجارة ، فإضافة إلى المال، عُرف ، في بعض المناطق، في سورية ، أناسٌ ، يوظفون سمعتهم النظيفة ، في شراكة بعض التجار، أصحاب الأموال ؛ لأن نظافة السمعة ، تجلب الزبائن !  

 وغنيّ عن البيان ، أن بعض الساسة ، يعجزون ، حتى عن توظيف مالديهم ، من قوى وإمكانات؛ فيستغلهم الآخرون ! والأمّة العربية ، في الظرف الراهن ، خير مثال على ذلك ! فما لديها : من ثروات هائلة ، ومن أراض خصبة ، ومن مواقع استراتيجية..يجعلها في مقدّمة الأمم ! لكنها عاجزة، عن توظيف مالديها، لفعل أيّ شيء مهمّ ، ممّا تحتاجه شعوبها ودولها، فهي مرتع، لعبث الآخرين!

وقد عبّر الرئيس الأمريكي الأسبق ، نيكسون ، عن مثل هذه الحالة ، فقال :

الدولة الغنية الضعيفة ، كالأرملة الثرية الحسناء ، في فلاة منعزلة : لاتستطيع الإفادة ، من مالها وجمالها .. وهي ، في الوقت ذاته ، عُرضة ، لمطامع الآخرين !

  ولله في خلقه شؤون !

وسوم: العدد 769