الأم
الأم : الجنة تحت أقدامها ، وسيدنا العظيم محمد عليه الصلاة والسلام يوصي أحد أصحابه إلزم رجليها فثم الجنة .
حدثني شاب يدرس في بلد أوروبي قال :
سكنت عند عجوز ورأيتها ترسل كلبها وفي عنقه بطاقة ، ترسله إلى البقالة ليأتي لها بالملح والبهار والفلفل
قال المسلم أليس لك أولاد ؟
قالت بلى !
لا يحضرون إليّ سوى في الشهر مرة ، زيارة نصف ساعة
قال الشاب المسلم أنا آتي لك بكل ماتطلبين ، أنت كأمي في بلدي ، ونفذ الشاب ماوعد
رأته مرة يصلي ! سألته ماذا تفعل ! قال أصلي لرب العالمين ، فأسلمت المرأة وقالت له علمني الصلاة .
وسيدنا محمد عليه الصلاة والسلام قال لوفد طلب إعفاءه من الصلاة ، قال لهم صلى الله عليه وسلم
( لا خير في دين لا ركوع فيه ولا سجود ) راوه ابو داود في سننه .
رأيت بعيني فيما مضى شبابا وقفوا على باب الجامع الكبير في مدينة الباب ودخلت جنازة أمهم ليصلى عليها وهم أعفوا أنفسهم من الصلاة
خذوها صريحة : تارك الصلاة غير مسلم ، تارك الصلاة لايزوج ، تارك الصلاة لا يدفن في مقابر المسلمين ، ولا يصلى عليه صلاة الجنازة ، الصلاة عماد الدين ، من تركها فقد هدم الدين وعليه أن يشطب من هويته كلمة مسلم
نحن نرفض ماعلمنا إياه الغرب من الإحتفال بعيد الأم ، وخاب وخسر من احتفل بعيد الأم وهو لايقدم للأم برا وحنانا .
اقرأ قوله تعالى ( حملته أمه وهناً على وهن ... ) ١٤ لقمان
أيها الإنسان حملتك أمك في بطنها في ظلمات ثلاث :
ظلمة البطن ، وظلمة الرحم ، وظلمة المشيمة
أعفى صلى الله عليه وسلم شابا من الجهاد ليقوم على خدمة أمه ، تركها باكية فقال الحبيب الرؤوف صلى الله عليه وسلم عد إليها أضحكها كما أبكيتها
أتت أم تطلب ولدها وقد صار في عداد كتيبة ذاهبة إلى فلسطين سنة ١٩٤٨ نادى الإمام الشهيد حسن البنا رحمه الله الشاب وأخذ بيده ووضعها في يد أمه قائلا : أنت معفى من الحرب المقدسة في فلسطين .
أمك ، أمك ، أمك ثم أباك هذه تعاليم عظيمنا محمد عليه السلام ، الذي زار قبر أمه في الإبواء فبكى وأبكى عليه الصلاة والسلام ، اللهم صل على محمد طب القلوب ودوائها وعافية الأبدان وشفائها ، ونور الأبصار وضيائها
جاءني نبأ وفاة والدتي وأنا مسافر في سياحة ، كنت في أبها فقطعت السفر وغرقت في بحر من الدموع وتحقق فيّ القول : غربة وكربة ، رحمك الله ياأمي وأسكنك فسيح الجنات
إن تقبل يد والدك مرة فقبل يد والدتك ألف مرة ، رأى سيدنا العظيم عمر بن الخطاب رضي الله عنه رجلاً يحمل أمه في الطواف بالكعبة ، سأله هل أديتُ حقها ياأمير المؤمنين ؟ قال إمام الدعاة : لا ، ولا بزفرة واحدة ، يعني صرخة الألم عند الولادة
تحسس رأسك ، هذا الرأس خرج من أضيق فرجة ، من أضيق شق ، وصرخت الأم وصرخت وتكاد تتمزق ، فلما شرفت حضرتك ابتسمت وحمدت الله ، وبدأت الزغاريد ، زغاريد الفرح بقدومك أيها المناضل ، أيها المثقف ، أيها الدكتور
رأيت منذ زمن الرجل العظيم والرئيس محمد رجب طيب أردوغان يبكي على أمه بدموع صادقة فشاركته البكاء وصدق من قال ولكن دمعي في الحوادث غالي ، كم عظم الرجل في نظري وهو يحمل جنازة أمه على كتفه مع المصلين ، عمل عظيم يشكر عليه
حياك الله أردوغان ورحم أمك وغفر لها ، وستكون معها في جنات الخلد إن شاء الله
قال تعالى ( والذين أمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم ( لتقر أعينهم ) انظر مختصر التفسير ص ٥٢٤
نيابة عن كل السوريين الذين يعيشون في ظلال وطنهم الإسلامي تركيا أقول :
عظم الله أجرك وغفر لوالدتك وأسكنها فسيح جناته
واسلم عزيزنا لدولتك وعلمها الذي قاتل أجدادنا تحته في معارك الدولة العثمانية مع أعدائها
وفي معركة بلافنا على نهر الدانوب في النمسا وبطلها عثمان نوري باشا الذي كان يحارب الروس الملحدين
وهم الآن يحتلون بلدي سوريا ويعيثون فيها فسادا قاتلهم الله .
حياك الله وبياك ، والله يتولاك
شكرا لك بالعربية ، وثان كيو بالانجليزية ، وتشكرات بالتركية
دمت في رعاية الله
والله اكبر والعزة لله
وسوم: العدد 771